الأحد 2024-12-15 01:37 م
 

إدريس: مؤتمر أصدقاء سورية في الأردن هو الأفضل

12:31 ص

الوكيل - يعتقد الجنرال السوري سليم ادريس ورئيس أركان الجيش الحر، أبرز فصائل الثوار في سورية، أن مؤتمر 'أصدقاء سورية' في عمان هو 'الأفضل' إذا ما قورن بالمؤتمرات التي سبقته في تونس واسطنبول وروما وغيرها.اضافة اعلان


ويرتكز الجنرال ادريس في وجهة نظره إلى 'وضوح الرؤية' لدى وزراء الخارجية المشاركين في المؤتمر لجهة 'وضع حد' لما يجري في بلاده، إلى جانب 'إيحاءات بخطوات حاسمة' بشأن دعم جنوده بالسلاح والذخيرة من خلال قرار أوروبي مرتقب مع نهاية الشهر الحالي.

وعقد اجتماع 'أصدقاء سورية' في عمان الأربعاء الماضي بمشاركة 12 وزير خارجية من بينهم ممثلي أميركا وفرنسا ودول من الاتحاد الأوروبي وأخرى عربية. واتفق المشاركون فيه على أنه 'لا يمكن أن يكون لبشار الأسد ونظامه ومساعديه المقربين والذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين، اي دور في مستقبل سورية'.

شكر للمملكة قيادة وشعبا

لم يوضح الجنرال ادريس الحاصل على شهادة الدكتوراة من ألمانيا في 'الرادارات العسكرية' والقادر على الحديث بخمس لغات أبرزها 'الإنجليزية' مجمل 'الخطوات الحاسمة' التي أشار إليها، أو ما إذا كان مطمئنا فعلا إلى دعوة المؤتمر بانسحاب قوات حزب الله وإيران ومقاتلين عراقيين من محيط مدينة القصير، لكن قسمات وجهه بدت 'مرتاحة ومطمئنة' إلى المؤتمر ومخرجاته، وأكد انطباعه ذلك بتأكيد الشكر الكبير للمملكة 'البلد المضيف' ملكا وحكومة وشعبا على ما يقدموه لنا في سورية'.

يقول الجنرال 'بالنسبة لموضوع دعم الثورة السورية، كان هناك إيماءات إيجابية جداً بأن هناك جدية في رفع حظر السلاح من قبل الأصدقاء الأوروبيين نهاية الشهر الحالي، إلى جانب تأكيدات بأن الثوار لن يتركوا وحدهم في مواجهة هذا النظام، وإنما سيتم تقديم دعم طبي وإغاثي، وبالنسبة للأسلحة والذخائر بصراحة ما يزال الحديث عنه مجرد وعود ونحن كثوار نأمل أن تتحقق هذه الوعود في القريب العاجل، لأننا نحن في حاجة ماسة للذخائر النوعية وغيرها وتم إبلاغ وزراء الخارجية بهذه الحاجات'.

يحتاج إلى 10 أضعاف الدعم

لكن الجنرال المتهم من قبل حلفائه بالتركيز على الجوانب التنظيمية في الجيش الحر على حساب 'العملياتي' على الأرض يرفض الذهاب بعيدا في انتقاد الدعم الذي تقدمه الدول 'الشقيقة والصديقة'، بحسب وصفه، ويفضل التوجه إلى تلك الأطراف بـ'الشكر الجزيل على كل ما يقدمونه من دعم للثورة وتخفيف آلام السوريين'، ويتساءل بنبرة هادئة تغلفها عبارات مفعمة بالمعاني القومية والعاطفية 'أيها العرب انتم اخوتنا وأقرب الناس الينا في هذه المحنة، اذا لم نعتمد على اخوتنا فعلى من نعتمد؟ وإذا لم يأتنا العون والمدد من إخوتنا فعتبنا على الآخرين ليس له مبرر'.

ويوضح الجنرال في رسالته الى العرب الأشقاء 'ما يصل إلينا من ذخائر لا يشكل سوى عشر ما نحتاجه، وهذه حقيقة يعرفها الجميع، ورغم ذلك نحن صامدون ونحقق انتصارات، والبعض يقول ان النظام حقق تقدما وأنتم تراجعتم، والجواب تراجعنا لأننا لا نحصل على عشر ما نحتاجه، ومع ذلك ما زلنا نقاتل في جميع المناطق حتى في دمشق.. في ساحة العباسيين وجوبر، والنظام يعلم كم هي قوتنا الحقيقية على الارض، ولو وصل إلينا ما نحتاجه لانقلبت الموازين وحققنا ما نريد منذ فترة طويلة'.

وصعد الجنرال ادريس إلى الواجهة بصورة دراماتيكية في مؤتمر أنطاليا في كانون أول (ديسيمبر) من العام الماضي باختياره رئيسا لأركان الجيش السوري الحر رغم مرور أقل من أربعة أشهر على انشقاقه عن الجيش النظامي، وتردد حينها أن جماعة الاخوان المسلمين وتركيا وقطر وقفت خلف صعوده المفاجئ، إلا ان خلافه معهم حول ترشيح غسان هيتو لرئاسة الحكومة أظهرت الهوة الواسعة التي تفصل بين الطرفين.
80
% من سلاح الحر من الداخل

لكن هذا النداء الذي يوجهه الجنرال ادريس يرى فيه البعض تأكيدا على وصف نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الاقليميين بأن ما يجري في سورية هو 'مؤامرة' مدعومة من الخارج، وهو ادعاء يفنده الجنرال ببعض الأسرار العسكرية، وما يشير إليه مثلا كميات الذخائر والأسلحة التي يتلقاها الثوار من الخارج والتي 'لا تزيد على

20 % مما حصلناه'، لأن اكثر من 80 % حصلوا عليه في عمليات التحرير والسيطرة على المواقع العسكرية، وهنا يخاطب نظام الأسد بالقول 'فليعلم النظام أن اكثر من 80 % من الذخيرة مصنعة بالداخل'.

وعن المؤامرة من الخارج يستطرد الجنرال بهدوء واسترسال ويتساءل 'من هو العميل والمتآمر؟ بشار وزمرته الذين أتى بهم والده المقبور (حافظ الأسد) منذ أربعين عاما وشكلوا نظاما طائفيا عنصريا تحالف مع دولة تقوم بدور قذر في المنطقة ألا وهي إيران، انا لا اريد ان أخلط الاوراق، ولكن انظروا من الذين يتحكم في كل ما يجري في سورية اليوم، هي إيران بدعم من روسيا، نشك في ان بشار هو الذي يسيطر على الامور في دمشق'.

لا مقارنة بين الصديقين

ولما طلبت 'الغد' من الجنرال رأيه في التباين الكبير بين ما يقدمه 'أصدقاء النظام السوري' وما يتلقاه الثوار من مجموعة 'أصدقاء سورية' يأخذ الجنرال موقع 'الهجوم' ضد ما يسميه هو 'المنظومة الدولية البالية' التي تعتبر 'نظام المجرم بشار سلطة قانونية شرعية يحق لها ان تعقد صفقات السلاح مع إيران وروسيا'، في حين 'لا نستطيع نحن الثوار إبرام اي صفقة سلاح مع اي جهة في العالم، ونفس الامر يعاني منه من يوفرون لنا الذخائر والاسلحة'.

ولا يقتصر الأمر على عقود التسلح بل يشمل ذلك شحنات الاغاثة والدعم الانساني، ويكشف الجنرال عن سرقة نظام 'المجرم بشار' لـ 70 % من المساعدات المقدمة للمنكوبين، لأن منظمات دولية تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة ترفض 'تقديم الدعم المباشر لنا ويقدمونه عبر المجرم بشار لأنهم لا يتعاملون الا مع جهات رسمية.. هذه كارثة.. الأمم المتحدة - بان كي مون - يرى ما يجري الا يستطيع احد ان يغير ذلك؟

لا مانع من الحل السلمي لإسقاط المجرم

وإلى متى سيبقى الجيش الحر يقاتل على أرض المعركة، وضع الجنرال بلغة القائد الواثق مما يريد 'حدا فاصلا' لذلك القتال بالقول 'لماذا نقاتل في سورية؟ أليس من أجل إسقاط نظام بشار الاسد؟ عندما يطرح في مفاوضات جنيف-2 استقالة المجرم بشار ومغادرته للبلاد وتفكيك الأجهزة الأمنية وتقديم قادتها للقضاء العادل الى جانب قادة الجيش المجرمين، وانتقلت السلطة الى الثوار والمعارضة السورية المحترمة، وتحقق كل هذا بالحل السلمي فلماذا لا نوقف القتال؟ نحن لا نقاتل لمجرد القتال'.

ويؤكد 'إذا تحققت مطالبنا بشكل سلمي، نعم نحن موافقون على وقف القتال'.

والجنرال الذي استقبل 'الغد' في بهو أحد فنادق عمان إلى جانب عدد من الزوار، بدا مع الجميع مرتاحا ومسترسلا، وبدت اجاباته لزواره من الاعلاميين وغيرهم هي ذاتها متطابقة ولا تتباين، وعكست 'كارزميته' المميزة ارتياحا كبيرا لدى كثير من الأطراف التي ما زالت تتشكك في توجهات الجيش الحر وبرامجه في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد.

وعادة ما يواجه الغرب الجنرال ادريس بتشتت الفصائل المسلحة وعدم خضوعها له إذا ما ألح بالطلب في تسليح الجيش الحر، ويوضح 'هم يريدون مني ان اعمل وكأني اعمل في ظروف مثالية، ماذا تريدون؟ الا تريدون ان تعمل كل كتيبة تحت مظلة الجيش الحر وتنفذ تعليماته وخططه العسكرية؟ الا تريدون ان لا يكون هؤلاء متطرفين؟ ألا تريدون ان يكون سلاحهم تحت السيطرة؟ نحن نضمن ذلك كله'.

ويضيف 'الثورة السورية قد تظهر فيها تناقضات على الأرض، هناك ثورات استمرت عشرات الاعوام كان فيها من الفوضى اكثر بكثير من الثورة السورية، انا اتمنى الاصدقاء والاشقاء ان يتفهموا طبيعة عملنا'، ويقسم 'والله إننا نعمل في ظروف معقدة للغاية'.

دعم قيادة وجنود الجيش الحر

ويرى الجنرال ادريس أن زيادة الدعم المالي والعسكري سيمنح قيادة الجيش الحر القدرة على السيطرة بشكل كامل على عناصر الجيش الحر، ويكشف هنا عن جزء من مباحثاته التي يجريها مع 'الأصدقاء والأشقاء' ويقول 'لا يجب أن نكون مثاليين، الكل على الارض يحتاج الى مصاريف وهذا حق طبيعي، الانسان انسان يحتاج الى مقومات الصمود، اذا لم يكن لأولاده ما يأكلون يترك المعركة ويرتبط بمن يؤمن له السلاح والذخيرة ومتطلبات حياته، هو لا يريد ان يكون مرفها'.

'نحن دائما نقول للداعمين نحتاج الى مساعدة لنا من المقاتلين والعائلات وهذه متطلبات بالحد الادنى، يعني ساندويش فلافل باليوم تكفينا، والذي يقاتل يحتاج الى 7 آلاف ليرة، وإذا كان عنده عائلة يحتاج الى 8 آلاف ليرة في الحد الادنى، العائلة في سورية تحتاج من 30 - 40 الف ليرة' شهريا.

ويرد الجنرال على أولئك الذين 'يتصورون أن القيادة تعني عزل اللواء الفلاني أو القائد الفلاني' بالقول' هذا لا ارغب به وليس من مصلحة الثورة، وهذا الرجل الذي هو قائد لواء هو من اسسه وأمن بالسلاح من امكانياته وامكانيات المقاتلين. بعد سقوط النظام سينشأ جيش يعمل بتراتبية عسكرية كاملة، اما الآن صعب جدا'.

جيش نظامي 'مهلهل'

وعن الجيش النظامي يصفه الجنرال ادريس بـ'المهلهل.. معنوياته في الحضيض.. في كثير من المواقع ينتظرون الفرج ليستريحوا من هذا العناء، في كثير من المواقع يدور الأمر على الشكل التالي 'يا اخي بدنا نخلص متى يأتي الجيش الحر ويخلصنا'، ممنوعون من الذهاب الى اهلهم، مهددون بالقتل في المعارك، النظام يقتل من يشك في نواياه بالانشقاق، كل منتسب ليس علويا مشكوك فيه ويعتبر 'خلية نائمة' ويعاني من الخوف من مخابرات النظام ومن عملائه، ويخشى من القتل اذا جاء الجيش الحر قبل أن ينشق'.

معركة دمشق لها خصوصية

وعن معركة دمشق يرى الجنرال فيها 'خصوصية ويجب ان تكون سريعة وحاسمة، اغلب قوة النظام في دمشق ونتمنى ان يسقط النظام قبل معركة دمشق'. وعن القصير بدا الجنرال واثقا من معنويات الثوار، ويكشف بعضا من مما في جعبته من أسرار ويقول 'فيها بحر ذخيرة.. توجيهاتنا لعناصر الجيش الحر الا يمكنوا مجرمي حزب الله

من الإفلات'.

الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة