الواضح أنَّ هناك خطة يجري تنفيذها تدريجياً وخطوة بعد خطوة لتقسيم العراق ليصبح ثلاث دويلات, واحدة شيعية وثانية سنية وثالثة كردية, وإلَّا ما معنى كل هذا الإصرار على إقتحام «الحشد الشعبي» المنتفخة بعض فصائله بالحقد الطائفي الأسود في معارك تكريت ضد «داعش» لترتكب مجازر همجية ضد العرب السنة ولتحرق وتنهب وعلى غرار ما كانت فعلته في ديالى ومناطق أخرى.
ثم ما ضرورة الإصرار يا ترى على إظهار جنرال التمدد الإيراني قاسم سليماني في مشهد تحرير تكريت من تنظيم «داعش» الإرهابي؟ ألا يعني هذا أنَّ هناك, ورغم توجهات رئيس الوزراء حيدر العبادي الصادقة والمخلصة والحريصة على وحدة العراق ووحدة شعبه, من ينفذَ مؤامرة كانت قد بدأت في عام 2003 واستمرت مع نوري المالكي الذي يبدو أنَّ نفوذه لم ينته بعد وأنه لا يزال المؤثر الرئيسي في السياسات العراقية الأساسية ولكن من خلف الستار ؟!
الكل سمع وشاهد الأخضر الإبراهيمي هذا الدبلوماسي المبدع والعروبي الكبير والمناضل الشجاع في ثورة المليون ونصف المليون الجزائرية العظيمة, وهو يقول لفضائية «العربية» في إطار حديث حول مهمته الدولية في العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين عام 2003: «إن بعض المسؤولين العراقيين بتوجيه من إيران قد طلبوا من الأمم المتحدة ألَّا تبعث لهم مندوباً من قبلها لا عربياً ولا مسلماً سنياً».. وحقيقة أنَّ هذا التوجه هو الذي بقي يهيمن على هذا البلد العربي وهو الذي وفرَّ لـ «داعش» البيئة التي يريدها والتي نما وترعرع فيها.
كانت «المعادلة» التي اتفق المندوب الأميركي بول بريمر عليها مع العائدين من الخارج, من إيران تحديداً, التي لا تزال مستمرة ولا يزال العراق يحكم بها هي أنَّ العرب السنة هم المهزومون وأنهم صدام حسين ونظامه وحزبه وأنه لابد من تهميشهم وتشريدهم وإخراجهم من الحياة السياسية العراقية نهائياً وهذا هو ما حصل ولا يزال يحصل حتى الآن ويبدو أنه سيبقى مستمراً إلى أن يتم تمزيق هذا البلد وشرذمته وتقسيمه.
إنه لا يمكن التشكيك برئيس الوزراء حيدر العبادي ولا بنواياه ولا بإخلاصه وحرصه على العراق وعلى تمتين علاقاته بأمته العربية لكن المشكلة تكمن في أن القرارات الهامة والحاسمة ليست في يده بل في يد قاسمي سليماني ووكيله نوري المالكي ولذلك فإننا رأينا كيف تم إقْحام ميشيليات «الحشد الشعبي» في معركة «تكريت» لترتكب هذه كل الجرائم البربرية التي ارتكبتها !!
ماذا يعني هذا.. ؟ إنه يعني دفع العرب السنة دفعاً للاحتماء بتنظيم «داعش» وأنه يعني إجبار أهل الموصل على التمسك بهذه المجموعات الإرهابية والاحتماء بها ثم وأنه يعني أيضاً دفع العراق إلى التقسيم في النهاية وأنه يعني أن الذي يحكم هذا البلد العربي الآن هو إيران وأن إيران هي التي «خلقت» هذا التنظيم الإرهابي من أجل هذه الغاية وهذه المهمة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو