الأحد 2024-12-15 05:50 م
 

إللي يشدّوا على إيديه

12:18 ص

تخيّلْ أن 138 شخصاً ومعهم من يشدّ على أيديهم يتمنون أن يموت 138 شخصاً آخر بدون الذين يشدون على أيديهم ..قلتُ فقط تخيّلوا ..! أين من الممكن أن يحدث هذا ..؟ ولماذا الرقم 138 بالتحديد ..؟ ببساطة سيحدث هذا في الأردن ..والرقم هو عدد أعضاء مجلس النواب القادم على أقل تقدير ..!اضافة اعلان


قرأتُ مشروع قانون الانتخاب المقترح من قبل الحكومة ( إن كان من عندها عن جد ) ..حاولتُ أن أفهم كثيراً من الأمور ..لم أستطع كعادتي في قلّة فهمي و كثرة إفراطي في حسن النيّة في حكوماتنا المتعاقبة ..!

ولكنني أثناء قراءتي استوقفتني المواد التي تتحدث عن (شغور ) المقعد النيابي بالوفاة أو غيره ..وإذا بالحل لم يكن مثل قبل بالانتخاب ؛ بل يكون المقعد من حصّة الخاسر الأول بالانتخابات ..! لا أعرف لماذا تخيلتُ نفسي نائباً ناجحاً و أول الخاسرين بعدي له مصلحة في أن أختفي ..يا عمّي إذا لم يخفيني المرشح الخاسر ليحتل مكاني ؛ فإن الذين يشدّون على يديه رايحين يعملوا ( دُبّيرة) يدبروني فيها ..!

نحن مجتمع يتصاعد فيه العنف ..ووجود مادة في قانون الانتخاب مثل هذه المادة ستجعل النوايا شريرة دائما ..وسيتربّص أعلى الخاسرين بالفائزين دائما ..وستدخل حتى في الصلحات و العطوات و تكون من ضمن شروط الصلح بأن يستقيل النائب الفلاني حتى يأتي محله الخاسر الفلاني ..!

هذه التطبيق يصلح في المجتمعات التي تجاوزت العشيرة و الواسطة و المحسوبية ..أما في المجتمعات التي تقف لبعضها على ( نقرة ) و اللي تكون الحركشة فيها بداية لمجهول ..فإن تطبيق الخاسر الأول هو تطبيق ينذر بشر محتمل ..إذا لم يكن من الخاسر فمن الذين يشدّون على يديه ..وشوفوا قديش يشدّوا على إيد قديش ..؟


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة