الأربعاء 2024-12-11 02:52 م
 

إلى «أصدقائنا» الروس: يكفيكم ما فعلتموه في سوريا !

07:33 ص

هناك قناعة؛ ليس لدى معظم العرب فقط بل أيضاً لدى كثيرين في العالم، بأنه لولا التدخل الروسي في سوريا، وتحديداً التدخل العسكري، لما إستطالت هذه الأزمة حتى الآن، ولما وصلت من التعقيد الشديد حتى هذا المستوى الذي باتت كل الحلول تبدو عنده مستحيلة، وهذا هو ما يستغله نظام بشار الأسد، ومعه ليس حلفاؤه وإنما «كفلاؤه»، الإيرانيون الذين تجاوزوا كل الحدود وأصبحوا يتدخلون في الشؤون العربية بهذه الطريقة التي تستدعي توقفا جديا عندها من قبل القمة العربية التي سيستضيفها بلدنا، المملكة الأردنية الهاشمية، بعد أيام قليلة .اضافة اعلان


إن المعروف أن سوريا قد دخلت مجال النفوذ الروسي، في عهد الإتحاد السوفياتي، بعد إنقلاب الجنرال حسني الزعيم في عام 1949 الذي هو أول إنقلاب عسكري في هذا البلد العربي، الذي بات يُعرف بأنه بلد الإنقلابات العسكرية في العالم كله، وهكذا فإن المفترض أن الظهور الروسي، حتى الظهور العسكري على الأراضي السورية ما كان من الممكن أنْ يثير أي إعتراض عربي لو أن الروس لم يتصرفوا بالطريقة التي تصرفوا بها، ولو أنهم لم يصروا على فرض هذا النظام الإستبدادي (المذهبي) وبالقوة على الشعب السوري الذي ثار بأغلبيته للتخلص من مرحلة ظلامية إستمرت لفترة أربعين عاما وأكثر .

لقد كان بإمكان الروس حتى بعد تدخلهم العسكري أن يسعوا لحل وسط يجنب هذا البلد كل هذه الويلات التي تعرض ولا يزال يتعرض لها، لكنهم وللأسف قد تصرفوا بعقلية صراع المعسكرات، التي من المفترض أنها قد رحلت مع رحيل الإتحاد السوفياتي، ولكنهم قد تحالفوا مع إيران ضد إرادة شعوب هذه المنطقة بأكثريتها، وتبنوا حتى تمددها الطائفي والمذهبي الذي هو السبب الفعلي لكل هذا الذي يجري في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي لبنان.

والآن؛ وعندما يثبت وبالأدلة القاطعة أن روسيا قد دخلت الحلبة الليبية عسكريا، وأنها وراء جزء من التعقيدات التي حالت ولا تزال تحول دون لملمة أوضاع هذا البلد الذي كان حكمه معمر القذافي بفوضى فكرية وسياسية عنوانها «الجماهيرية» و»اللجان في كل مكان»، فإن هذا يعني أن الروس يسعون فعلا لإستعادة صراع المعسكرات، وأنهم سيوصلون التمدد الإيراني بعمامته الطائفية إلى معظم إن ليس إلى كل دول إفريقيا العربية .

إن هذه المسألة غدت واضحة ومؤكدة ومعروفة، ولذلك فإن المفترض أن يسمع العرب «الأصدقاء الروس» أن عليهم أن يكفوا عن التدخل عسكريا في الشؤون الليبية، وأنه يكفيهم كل هذا الذي فعلوه في سوريا.. ويكفيهم أن تبنيهم لنظام بشار الأسد وأن تحالفهم مع إيران هو الذي جعل «داعش» رقما صعبا في هذه المنطقة، وعلى هذا النحو وأنهم هم المسؤولون مثلهم مثل الأميركيين عن كل هذه العربدة الإسرائيلية.. أنه على هؤلاء الأصدقاء أن «يكفوا» شرهم عن ليبيا، وأنه يكفينا ويكفيهم كل هذا الذي فعلوه في سوريا .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة