إيران دولة نووية!

يستطيع معلق ان يصف التحركات الإيرانية بمنتهى الذكاء أو إن شئت الدهاء فيما يخص تمرير مشروع إيران النووي ، لكن معلقاً آخر قد يرى أن المناورات السياسية والإعلامية الإيرانية بهذا الصدد مكشوفة ، وإن خصوم إيران ، وفي المقدمة أميركا ، يخدعون أنفسهم ويتظاهرون بالتفاؤل والبناء على الاعتدال المزعوم والانفتاح التكتيكي الإيراني على الغرب.اضافة اعلان

من مظاهر الدهاء في إدارة الدولة الإيرانية إفراز رئيس للجمهورية له طابع الاعتدال. ولم يخيب الرئيس الجديد (روحاني) الآمال المعقوده عليه ، فقد أطلق رسالة ودية باتجاه إسرائيل بالاعتراف الصريح أو الضمني بالهلوكوست ، أي حرق اليهود بالغاز خلال الحرب العالمية الثانية الذي كان قد أنكره الرئيس السابق أحمدي نجاد.
بعد ذلك أطلق روحاني إشاراته الإيجابية باتجاه أميركا وحلفائها الغربيين بإظهار الاستعداد للتفاوض بدون شروط مسبقة ، مع تأكيده الذي لا جديد فيه على أن مشروع إيران النووي سلمي ، وأن إيران لا تريد امتلاك السلاح النووي ، بل إن الولي الفقيه أفتى بتحريم امتلاك القنبلة الذرية ، وهي فتوى موجهة للرئيس أوباما بالدرجة الاولى.
الرئيس الأميركي أوباما يريد الاعتماد على الدبلوماسية وتجنب الحرب بأي ثمن ، ليس فقط لأنه يحمل جائزة نوبل للسلام ، بل أيضاً لأنه أنتخب على برنامج إنهاء الحروب التي تورطت فيها أميركا في عهد بوش وليس الدخول في حروب جديدة. ومن هنا أبدى سعادته بالمواقف الإيرانية (الجديدة) فطالما أن إيران تريد برنامجاً سلمياً ، وأميركا لا تنكر عليها هذا الحق ، ففيما الخلاف؟ كل المطلوب أن يجلس مندوبو الدول الست مع الطرف الإيراني ويتوصلوا إلى إنهاء الأزمة ، خاصة وأن هذه الدول تشعر بالحرج لأنها تتشدد ضد السلاح الذري الإيراني المحتمل وتتغاضى عن السلاح الذري الإسرائيلي المؤكد.
إسرائيل تفهم اللعبة الإيرانية لكسب الوقت ، ولكنها لا تستطيع أن تفعل الكثير ، فهي تعرف حدودها وتريد أن تقوم أميركا نيابة عنها بضرب إيران وتدمير منشآتها الذرية بحيث لا تدفع إسرائيل ثمن عدوانها ، خاصة وأن إيران ليست هدفاً سهلاً ، وهي تملك أوراقاً هامة ومؤثرة في لبنان والعراق وسوريا ، وتستطيع أن ترد بأشكال مختلفة قد تكون موجعة.
إيران تستطيع أن ترد على ضربة إسرائيلية بضرب إسرائيل ، أما إذا جاءت الضربة من أميركا فإن إيران سترد بضرب البترول العربي.