ارسلونا معهم نرتعْ و نلعبْ

أشعر أن كلاًّ منا يجب أن يحث إخوته (الحاقدين الحاسدين الكبار العظام ) وأن نترجاهم كي نذهب معهم نرتع و نلعب (الكذبة المكشوفة) ..كي يلقونا في الأجباب (جمع جُب) واحداً واحداً ..!

نريد أن تمرّ علينا القوافل و التجار ..نريدهم أن يصرخوا : يا بشرى هذا مواطن ..نريدهم أن (يسرّونا بضاعة) ..نريد أن نرحل (هجرة شرعية) ..نريد أن نتخلص من عذابات إخوتنا الذين ضيّقوا علينا الحياة ابتداءً من الأحلام التي لا تأويل ولا تفسير لها و ضاعت في طريق قراراتهم و ليس انتهاء بلقمة الخبز التي كلّما أردنا تناولها غصّ الحلق و سال الدمع و بحثنا عمّن يضربنا بأقصى ما لديه على ظهرنا كي لا (نشرق فيها) ..!

أتعبنا الجلوس..أتعبنا أننا (ابن الجارية) أو أننا أبناء (الزوجة المنبوذة) ..! نريدهم أن يفعلوا ذلك بنا كما فعل أخوة يوسف بيوسف ..لعلنا نصل إلى (عزيز) أيّ (عزيز) ويكرم مثوانا أو يتخذنا ولداً ..! لأننا نريد من يحنّ علينا ..ومن يطبطب على ظهورنا ..ومن يقول لنا بصدق : لا خوف ولا جوع بعد اليوم ..!

بالنسبة لي لو حدث هذا ...اتعهد بألاّ أتدخل في أي شأن سياسي لا يخصني ..أتعهد بألاّ أذكر أخوتي إلا بالخير ..وأتعهد ألاّ استعيد كلّ أحلامي .. بل سأستعيد حلماً واحداً فقط ( العيش بكرامة دون اللهاث خلف الأساسيات اليومية) ..! فقط لا أريد من كل الدنيا سوى ذلك ..!

سأواري كلّ أحلامي خلف الأسوار ..سأترك كل نسوة المدينة وشأنهن ولن أخرج عليهن لذا لن يقطعن أيديهن ..وسأبقى على مسافة واحدة من كل النساء ومن علية القوم..!

ارسلوني ارتع وألعب..لن أحكم شيئاً إلاّ نفسي ..فأنا لستُ يوسف ..وأبي ليس يعقوب ..لستُ إلا مواطناً يبحث عمّا تبقى من زمن يريد أن يعيشه بلا أحقاد ولا جثثٍ لحروب قادمة و بلا حكومات عربية تقول لحكومات أخرى بصريح الكلام : ((وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ))..!

لا أريد أن أفعل ولا أريد أن أكون من الصاغرين ..أريد الحرية و الكرامة ..فقط فقط فقط ..وكمان فقط ..!