الإثنين 2025-03-03 04:44 ص
 

الأخيار والأشرار!

07:40 ص

علمتنا تجربة مصر وكثير غيرها، لكنها الأشد وضوحا وإيلاما، أننا نتعامل مع عالم غربي لديه قدرة هائلة على تفسير الخير والشر على مقاس حذائه، لا مصالحه فقط، ودعك من أطنان التصريحات والتشريعات القطرية والأممية التي تزخر بها مكتباتهم ومواقعهم، وقوانينهم المحلية، ثمة قدرة هائلة لديهم لتبرير كل شيء والتحايل على كل شيء، وتحويل الأسود إلى ابيض، ولون الدم المريع إلى لون وردي خلاب!اضافة اعلان

الذين ينتظرون «الفرج» من الغرب كمن ينتظر غودو، فقد أقاموا مدنيتهم على جملة من المبادىء التي يستعدون لرميها في سلة المهملات، عند اول اختبار للمصلحة، فما بالك حين يتعلق الأمر بـ «عدو» اخضر، يفترض أنه مناهض لهم، ويتمتع بقدرات تمدد هائلة حتى ولو وضعته في قفص؟
وحتى تتضح الفكرة أكثر لاحظوا ما كتبه الصحافي الصهيوني أوري اليتسور في « معاريف « عن نفاق الغرب وإسرائيل بشأن غض الطرف عن المجازر التي ارتكبت في مصر أخيرا، حتى سال الدم انهارا: « في الحالة المصرية «الاشرار» هم الاخوان المسلمون، وهم أشرار لانهم متدينون، مناهضون للغرب واصوليون – ولكنهم انتخبوا في انتخابات ديمقراطية. و «الاخيار» هم الجنرالات برئاسة السيسي، وهم اخيار لانهم علمانيون ويتحدثون الانجليزية الطلقة ومصالحهم ترتبط بالمال والقوة والفساد الشخصي، وهذه قوى عقلانية وقابلة للتحكم. ولكنهم – الاخيار – استولوا على الحكم بالقوة، القوا بالرئيس المنتخب الى السجن ويطلقون النار على المتظاهرين في الشوارع «.. وتتراكم الدلائل التي تؤكد إن نتنياهو حول ديوانه ووزارة خارجيته وسفاراته في ارجاء العالم إلى مكاتب علاقات عامة لدعم الإنقلاب وتقليص اهتمام العالم بمجازره، بغض النظر عما إذا كان ما حصل متوافق مع ما يسمى «المعايير الدولية لحقوق الإنسان» فتلك أمور يتم بحثها في غير هذا السياق، وفي سبيل تسويق الإنقلاب توجه نتنياهو لكل من أمريكا والاتحاد الأوروبي، برسالة تقول: لا تركزوا على سجل حقوق الإنسان عند النظر لما يقوم به السيسي ضد المصريين، المهم أن تعلموا إن ما يقوم به ضمانة لاستقرار المنطقة....! تلك إذا هي المعضلة، استقرار المنطقة، وهو تعبير يقصد به إسرائيل على وجه التحديد، فهي المنطقة، وما سواها اكسوارات وديكور، ولا يهم من بعد إن كان ثمن هذا «الاستقرار» ارواح تزهق، وجيش يجر إلى هاوية، وبلاد تتفتت!
ونتابع، ما يكتبه المفكر الصهيوني رون ايدر: مع كل الألم (ثمة الم أيضا!) يجب أن يغض الغرب الطرف عن مجازر السيسي ضد شعبه لإنها السبيل لمنع دولة إسلامية، ترى ما الذي «اهدر» حق اهل هذه المنطقة فأخرجهم من دائرة «حقوق الإنسان» أليسوا بشرا؟ لا يبدو ذلك، والسبب أن بينهم «شياطين» يستحق الجميع اللعنة بسببهم، وهؤلاء الشياطين هم الإخوان المسلمون، ترى، ما السبب؟ وماذا فعل هؤلاء الذين تتهمهم نخب عربية طيلة الوقت بالعمالة لإسرائيل والغرب؟ الجواب لن يكون منا، فثمة «لائحة اتهام» لهؤلاء الشياطين، تضمنتها أحدث دراسة إسرائيلية صدرت عن « مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية «، التابع لجامعة « بار إيلان «، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، تجزم بإن « الإخوان المسلمين « يشكلون التهديد الأكبر على إسرائيل من بين كل الجماعات السياسية والأيدلوجية في العالمين العربي والإسلامي. وحسب نتائج الدراسة التي جاءت تحت عنوان « الإخوان المسلمون والتحديات التي تواجه السلام بين مصر وإسرائيل «، والتي أعدها المستشرق ليعاد بورات، فإن الإخوان المسلمين مسؤولين عن:
-1- مقاومة السياسات الأمريكية والإسرائيلية. 2- - تأييد الصراع المسلح ضد إسرائيل والوقوف الى جانب المقاومة الفلسطينية، مع تركيز على دور الرئيس مرسي خلال حرب « عمود السحاب «، الذي مثل في نظر الباحث – نقطة تحول إستراتيجية في العلاقة مع مصر. - 3- توفير الغطاء السياسي لحركات المقاومة، وتحديدا حركة حماس. -4- تجنيد تراث وإرث الماضي في تبرير وتسويغ التحريض على شن حروب على إسرائيل، والدفاع عن خطف الجنود. 5- - دورهم في دفع قضية القدس والمسجد الأقصى والتشديد على مركزيتهما، مما يعقد فرص التوصل لتسوية سياسية للصراع. 6- - مقاومة التطبيع ضد إسرائيل. 7- الحرص على توفير الظروف التي تسمح مستقبلاً بالغاء اتفاقية « كامب ديفيد «.
وبعد، هل هناك من يسأل، من هم الأشرار والأخيار في منطقتنا؟


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة