السفير الإيراني في الأردن لا يستطيع أن يقدم الاغراءات النفطية والتجارية للأردن، وهو يعرف أن الأردنيين لا يساومون على مواقفهم العربية والقومية، ولا يتنازلون عن حقوق الأمة العربية، خاصة الجزر'ابو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى' وحق الإمارات العربية في السيادة عليها، مقابل نفط إيران وإت كان كله، أو مليارات الدولارات الإيرانية ومشروعاتها الاقتصادية.
مخاوف القرار العربي من السياسة الإيرانية يكمن في لعبة الازدواجية التي تحاول فيها إيران الخروج من العزلة، من جهة وإصرارها وتحديها للعرب بتكريس احتلالها الجزر الثلاث، وانتهاك سيادة دولة الإمارات، بما يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، ويؤدي إلى تهديد الأمن والسلم الدوليين. تقوم إيران الآن ببناء منشآت سكنية لتوطين الإيرانيين في هذه الجزر، وإجراء مناورات عسكرية تشمل الجزر الثلاث الإماراتية، والمياه الإقليمية والمجال الجوي والمنطقة الاقتصادية، إذ بلغ الاستهتار والتحدي بقيام إيران بافتتاح مكتبين في جزيرة أبو موسى. فليس من شيم الأردن ولا تاريخه الكفاحي أن يساوم إيران أو غيرها على حقوق الأشقاء وسيادتهم الكاملة على تلك الجزر العربية .
الإخوة الامارتيون هم من الأوائل الذين هبّوا لنصرة هذا الوطن، ولا ننسى وديعة الشيخ زايد التي جاءت في وقتها بداية التسعينيات، وعندما آل دينارنا للانهيار , وها هم اليوم وفي بداية هذا العام يضعون مليار دولار وديعة لدعم الدينار الاردني، إضافة لـ 250 مليون دولار لدعم الخزينة، جزءا من الحصة المتفق عليها من دعم دول الخليج للأردن.
نحن الأردنيين؛ نقدر المواقف المشرفة , فالأزمة السورية مسألة قَسَمت ظهرالشعب الأردني، خاصة بعد أن طال أمدها، وكثرت مصاريفها ومتطلباتها، الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية , فما كان من الأشقاء إلا أن هبّوا لنجدة الأردن الذي طالما قدم لأمته- وها هو يقدم للشعب السوري ما لا يقدم السوريون لأنفسهم- النصرة والدعم والمشاركة والمال لتوفير ما يمكن توفيره لما يزيد على نصف مليون لاجئ سوري سيرتفع عددهم كثيرا إذا ما استمر الأمر على ما هو عليه.
دولة الإمارات العربية، بأسلوبها المنظم الواعي والحكيم تهب للتخفيف عن الأردن، لتشييد مخيم متكامل في منطقة 'برجيب الفهود' ، من بنية تحتية وكرافانات متطورة زادت للمرحلة الأولى على 2800 تتسع لـ 25 الف مقيم , هذا اضافة لتسيير 8 طائرات كبرى وعشرات الرحلات البرية المحملة بالمواد الصحية والغذائية والبطانيات وصوبات التدفئة، زادت على 200 ألف طرد .
التعاون الأردني الإماراتي الذي ترجم إلى واقع ملموس أسفر عن بناء مستشفى ميداني إماراتي يعالج أكثر من 600 شخص يوميا , كما قامت الإمارات ببناء 3 مراكز استقبال على طول الشريط الأردني السوري لاستقبال اللاجئين السوريين .
الإمارات تحملت جزءأ من السوريين وتكفلت بالتعامل معهم فنيا وإداريا بالتعاون مع الأردن، وهي تجربة رائدة منظمة ومثمرة .
نحن لا ننتقص من مشاركات الأشقاء في السعودية والكويت، لكننا نواجه سيلا جارفا وعواصف اقتصادية واجتماعية وسياسية كبرى تحتاج إلى النموذج الإماراتي , بحيث تُجزّأ المشكلة، وتتبنى كل دولة خدمة جزء منهم بإشراف الأردن من الألف إلى الياء.
إرسال المساعدات العينية والاكتفاء بالخطابات والشعارات مسألة أصبحنا في الأردن لا نرضى عنها، لأننا قدمنا كل ما لدينا، ولم يبق ما نستطيع أن نقدمه، ومع ذلك نقابل بالجحود.
دَعَوْنا إخوتنا العرب متفائلين بتجاوبهم معنا للعمل المشترك في هذه المحنة التي أمامنا.. ننتظر المستجيب.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو