الثلاثاء 2025-03-04 01:57 م
 

الأردن يأمل في علاقة أوضح وأقل تشكيكاً مع العراق

03:50 م

الوكيل -الزيارة التي قام بها إلى العراق رئيس الوزراء عبدلله النسور يفترض أن تحسم حالة المماطلة والتشكيك التي تسيطر على إيقاع حكومة الرئيس نوري المالكي عندما يتعلق الأمر بالعلاقة مع الأردن.اضافة اعلان


لهذا الغرض اصطحب النسور معه وفدا رفيع المستوى بما يوحي ضمنيا بأن مناقشات ستجري لكل الملفات العالقة التي تحول دون إطلاق علاقات تعاون حقيقية بين البلدين.

ضمن الوفد وزير الخارجية ناصر جودة والهدف إضفاء حرارة قليلا على تنسيق الأردن في الإطار الدبلوماسي مع العراق في الملتقيات والمنتديات الدولية والإقليمية وشرح وجهة نظر الأردن في ملف عملية السلام.

وزير الداخلية حسين المجالي أيضا يرافق الوفد على أمل إنضاج آلية منتجة لكل الملفات العالقة والتي تبدأ من نشاط ووجود بعض أقطاب حزب البعث وأقرباء الرئيس الراحل صدام حسين في الأرض الأردنية وتنتهي باستثمار العلاقات الأردنية مع المناطق العراقية السنية حيث تنظيم القاعدة والكثير من شيوخ العشائر الذين تربطهم علاقات طيبة بعمان.

ضمن الوفد أيضا وزير الطاقة وأركان الطاقم الإقتصادي وعبرهم يوضح الأردن هدفه الأساسي والأهم وهو التعاون في مجال الطاقة وإحياء مشروع النقل النفطي بين الجانبين حيث يتم تعطيل هذا المشروع الحيوي منذ سنوات بسبب بقاء العلاقة خارج نطاق الإنتاجية بين عمان وحكومة المالكي.

حسب الخبراء يفكر الأردن بنفض الغبار فعلا عن مشروع أنبوب نفط عملاق يوصل ما بين العراق ومدينة العقبة مما ينعكس إيجابيا على الإقتصاد الأردني ويخفف كلفة توريد النفط العراقي للخارح.

ما حال دون المشروع دوما هو الإجراءات الأمنية التي يمكنها توفير الحماية للأنبوب النفطي، الأمر الذي يبرر وجود الداخلية الأردنية.

رئيس ديوان الملك فايز الطراونة وفي لقاء مغلق تحدث عن أهمية هذه الزيارة للوفد الوزاري الأردني الرفيع إلى بغـداد وأشار لعنوان واحد وواضح تتعـامـل معـه بلاده وهو حكومة المالكي.

وتلك إشارة تهدف إلى تشتيت الإنتباه عن البعد الذي كانت حكومة المالكي تتخذه دوما مبررا للماطلة والإرتياب في الحكومة الأردنية وهو إقامة صلات مع قيادات وعشائر سنية عراقية بدون تنسيق مع السلطة المركزية في بغداد.

ورغم أن المالكي سبق له أن استفاد عدة مرات من ‘النفوذ الأمني’ والسياسي الأردني في المناطق السنية إلا أنه مال إلى مقايضات سياسية تتعلق بتقديم خدمات غير منطقية مقابل خصومات وتسهيلات في مسألة الفاتورة النفطية وهو ما أعاق دوما علاقات متكافئة بين البلدين.

غادر النسور إلى بغداد وهو يتصور بأن بين يديه أجندة محددة ستساعد في العودة من العاصمة العراقية باتفاق فاعل في مجال النفط والطاقة والتعاون الأمني وهي مجالات تعتبر الأكثر أهمية بالنسية للأردنيين.

لكن في السياق الإستراتيجي وبعدما أنجز الأردن مشروع ناقل البحرين مع إسرائيل والفلسطينيين برعاية دولية يأمل في ترتيب أوضاعه النفطية والتجارية مع العراق لتعديل مزاج وضعه الإقتصادي الصعب والحساس تمهيدا لإيجاد ممول لمشروع النووي السلمي العالق منذ سنوات طويلة والذي يواجه سلسلة لا متناهية من الاعتراضات الشعبية.

سياسيا بالمقابل من الواضح أن عمان تتجه لوضع البيض الأردني على مستوى الدور الإقليمي والوظيفي في سلة مشروع الوزير الأمريكي جون كيري لإحياء عملية السلام حيث يمهد إتفاق الإطار لدور أردني مباشر في تفاعلات العملية التفاوضية مما يقرب المساحة نحو التعاطي مع القضايا الأساسية والحساسة مثل اللاجئين والقدس والحدود.

سياسيا وإقتصاديا تقول كل المعطيات بأن العلاقة الأردنية تتحسن وتتفاعل مع أبو ظبي وتحديدا في نطاق إهتمام ورعاية الشيخ محمد بن زايد فيما لا يقابلها ‘سخاء’ كان متوقعا من الجانب السعودي، الأمر الذي دفع نخبة من كبار المسؤولين بينهم رئيس ديوان الملك والنسور نفسه لنفي ما يتردد حول ضغوط سعودية على الأردن تحت العنوان السوري.

القدس العربي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة