الوكيل - أكد الأردن اليوم أهمية التصدي للفكر المتطرف والارهاب الذي تبثه المجموعات المتطرفة واعتبرهما 'دخيلتان على إنسانيتنا' وتسعيان 'لتحريف تعاليم الديانات بقصد تحقيق مآرب وغايات إرهابية'.
وقال وزير الاوقاف الدكتور هايل داود في جلسة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك اليوم، حول الاديان لتعزيز السلام'ان الأديان السماوية جميعا مهما اختلفت أسماؤها إسلامية أو مسيحية أو يهودية أو غيرها لم توجد إلا لخير الإنسان وسعادته، وأي استخدام للدين يؤدي إلى إلحاق الضرر بالإنسان بحياته أو ماله أو كرامته أو أمنه النفسي، لا يمكن أن يكون من الدين ذاته، وإنما بسبب بعض أتباع الدين الذين إما أنهم يسيئون فهمه ، أو أنهم يقومون عن قصد بتحريفه تحقيقا لمكاسب شخصية، وهو ما تمارسه الجماعات الإرهابية والمتطرفة اليوم، وفيما يلي أهم ما جاء في الكلمة،، 'إنني كمتخصص في الشريعة الإسلامية، وكأردني سكان بلده مسلمين ومسيحيين يعيشون مع بعضهم منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام بأمن وسلام ومحبة وتعاون ووئام دون تفرقة ولا تمييز ، ولم يشهد أي توتر طائفي أو مذهبي ، أؤكد أن الإسلام والمسيحية كغيرهما من الأديان لا يحملان إلا السلام، مشيرا الى ان الدين الاسلامي يدعو الجميع إلى السلم والعيش بسلام ووئام ويمنع المسلمين أن يعتدوا على من لا يعتدي عليهم، ويؤكد على احترام أتباع كل الأديان'.
واضاف ان القرآن الكريم يوضح أن الحكم بين الناس من حيث صواب ما هم عليه من الدين أو خطئه يعود إلى الله لا إلى البشر، كما مدح القرآن التوراة والإنجيل في عدة مواضع ومدح أهل الكتاب عموما، كما أطلق مبادرة لقاء أتباع الأديان لخير الإنسان وأمر المسلمين بالتعامل معهم بالتي هي أحسن. وقال داود عبر الأردن بقيادة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم 'حفظه الله' عن هذا المفهوم الراقي للدين من خلال إطلاق جملة مبادرات تبين حقيقة الدين ودوره ورسالته ابتداء من رسالة عمان التي أطلقت عام 2004 إلى مبادرة 'كلمة سواء' عام 2007 إلى مبادرة 'الوئام بين اتباع الأديان' عام 2010، وذلك إنطلاقاً من إدراك الأردن المبكر لأهمية البعد التنويري والعقائدي،وضرورة إبراز المنهج الإسلامي القائم على احترام التنوع،وإعلاء قيم الحوار والانفتاح على الديانات والمذاهب المختلفة. وهنا، يؤكد الأردن التزامه التام في المضي مع المجتمع الدولي للقيام بهذا الواجب دفاعا عن الدين وإنسانية الإنسان.
واضاف إن الاستخدام الزائف للدين واستخدامه كأداة للكراهية والقتل يدعونا إلى إيلاء تعليم الدين، بكافة مراحله، الأهمية الكافية واختيار أفضل الكفاءات للقيام بهذا الدور، وعلى علماء الدين من كل الأديان أن يتصدوا بكل شجاعة لهؤلاء المتطرفين الذين يسيئون إلى الدين ، وان يبينوا خطأ ما عليه هذا الجماعات ، وهذا خدمة حقيقية للدين ، لأن صورة الدين اهتزت لدى الناس بفعل هؤلاء الإرهابيين والمتطرفين من أمثال عصابة داعش، وبوكو حرام والشباب وغيرهم من التنظيمات المنُتسبة للقاعدة.
كما ان على الدول أن تضع الخطط اللازمة لمنع هؤلاء المتطرفين من إغراء الناس خاصة فئة الشباب، وأن تعالج الأسباب التي يستغلها هؤلاء لاجتذابهم خاصة الأسباب الاقتصادية والبطالة ، وتعميق النهج الديمقراطي وتحافظ على الحريات الأساسية للإنسان، وأن تدعم العلماء المعتدلين وتهيئ لهم الظروف والإمكانات للقيام بواجبهم ودورهم في بيان دور الدين في خير البشرية جمعاء.
ولفت في هذا الصدد إلى أن الأردن يُعد في طليعة من دعا الى اهمية التركيز على تحصين فئة الشباب،مؤكداً أهمية تنفيذ بنود قرارمجلس الأمن رقم (2250) الصادرفي شهركانون أول 2015 حول 'الشباب والأمن والسلام'،بناءا على المبادرة التي أطلقها ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني أثناء رئاسة الأردن لمجلس الأمن في شهر نيسان عام 2015، وعلى 'إعلان عمان' الصادر عن 'المنتدى العالمي للشباب والأمن والسلام' في شهر آب 2015.
ودعا وزير الاوقاف علماء الدين الإسلامي خاصة أن يصححوا فهم المفاهيم المغلوطة لبعض المبادئ الإسلامية كالجهاد الذي أسيء فهمه واستخدامه من قبل زمرة الإرهابيين والمتطرفين وأعوانهم، والذي في حقيقته ليس إلا ردا لاعتداء من يعتدي وليس المبادرة بالاعتداء، وفق ضوابط إنسانية راقية موافقة للقانون الدولي الإنساني ،إذ يؤكد ذلك العديد من الآيات القرآنية الواضحة القاطعة.
كما يتوجب على علماء الدين من أتباع كافة الديانات، مكافحة تنامي وتفشي ظاهرة الخوف من الإسلام والمسلمين عالميا،هذه الظاهرة الهدّامة التي تتغذى على الأفكار المغلوطة،وتخدم غايات الإرهابيين وأهدافهم، فلا ينبغي لأي كان ربط الإرهاب بالإسلام، بل وعلى العكس فإن أكثر من يعاني من ويلاته وجرائمه العرب والمسلمون أكثر من غيرهم من الأعراق والأديان الأخرى.
ودعا داود الى إدامة التواصل ما بين علماء وأتباع الديانات المختلفة، وعكس ذلك على المجتمعات المحلية ذات التنوع الديني والطائفي، وتضييق الفضاء الإلكتروني على هذه الجماعات الإرهابية والمتطرفة مثل عصابة داعش،وأن لا يُسمح لها باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث أفكارها وتجنيد أعضاء جدد على مستوى العالم والتغرير بهم وتمويلهم، وأن تستخدم هذه الوسائل لتوعية الشباب خاصة بأخطارها.
واكد التزام الأردن التام بتعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش الديني، ومواصلته العمل على الدفاع عن ديننا الحنيف وحضارتنا النبيلة، وقال 'ما تعاون كازاخستان والأردن سوية مع مكتب رئيس الجمعية العامة لعقد هذا النقاش رفيع المستوى إلا دليل دامغ على هذا الإلتزام الموصول'.(بترا)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو