الوكيل- لايُمكن تصور أنّ هناك إنساناً يتمتع بالحد الأدنى من المشاعر الإنسانيّة، يرفض معاقبة الرئيس السوري بكل وسيلة مُمكنة، إن ثبت بالوجه القاطع المؤكد، استخدامه أسلحة كيماوية ضد شعبه، بينما تُحرّم القوانين الدولية اللجوء إليها حتّى مع الاعداء، كما لايمكن تصور أنّ هناك مواطناً عربياً شريفاً واحداً، يُمكن أن يؤيد ضربة عسكريةً غربيةً للنظام السوري، إن لم يكن هناك يقين باستخدامه السلاح الكيماوي، المؤيدون للضربة متأكدون من خطيئة الأسد، اعتماداً على ممارسات النظام القمعية، التي تجلّت بصورة فاضحة خلال الثلاثين شهراً الماضية، مع ضرورة تذكر مجزرة حماه، والرافضون لها يتبنّون فكرة أن الهجمة على سوريا، تستهدف محور المقاومة والممانعة، وبين الطرفين تتأرجح مشاعر المواطن العادي، الذي يضع يده على قلبه خوفاً على سوريا والسوريين.
لايملك الأردن ترف التفرج على ما يجري عند حدوده الشمالية، وهو عملياً لايستطيع منع القوى الغربية، من شنّ حرب تأديبية ضد نظام الأسد، خصوصاً إن حظيت بتأييد وتغطية مجلس الأمن الدولي، في حال حصوله على حجج دامغة، على استخدام النظام للأسلحة الكيماوية، وهو لايستطيع من النواحي الأخلاقية والوطنية والإنسانية والسياسية غير تأييدها، على أن تكون ضربةً جراحيةً محدودةً ومدروسةً بعناية، بحيث لا تُلحق الضرر بالمدنيين، وباعتبار أنها ستكون في صالح الشعب السوري، مع التأكيد على عدم المشاركة في أي حرب ضد سوريا، ونتمنى أن يكون صادقاً وصحيحاً ما أعلنته زعيمة اليمين الفرنسي، عن رفض الأردن القاطع لاستخدام أراضيه في أي عمليات عسكرية تستهدف الدولة السورية، وهو طلب طُرح على الطاولة، إبّان اجتماع قادة جيوش عدة دول غربية وعربية في عمان قبل بضعة أيام.
بعض من يدافعون عن الأسد يقدمون خدمات جليلة لأعدائه، ومن ذلك قول السيده بثينة شعبان مُستشارته الإعلامية والسياسية، في مقابلة لها بمحطة سكاي نيوز البريطانية «إنّ القاعدة والمنظمات المرتبطة بها، اختطفت كل هؤلاء الأطفال من اللاذقية، ونقلتهم إلى غوطة دمشق وأطلقت عليهم غاز السارين، حتّى يموتوا ويتم تصويرهم»،ومن ذلك قول نائب وزير الخارجية فيصل مقداد، إن نظام الأسد لن يغير مواقفه، وإن أدّى ذلك إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، ولم يتورّع هذا «الدبلوماسي» عن اتهام فرنسا بالتعاون مع القاعدة، ثم ارتدى خوذة حربيّة ليوهمنا بأنّه يعرف شيئاً، فيقول إنّه لن يفصح عن كيفية الرد على أي عدوان، ويُهدد بأنه عندما يطلق الصاروخ الأول، فلا يُمكن لأي كان أن يُحدد التطورات التي قد تنجم عن ذلك، وبالتوازي مع التصريحات المنفلتة، التي تؤكد اعتماد الولاء قبل الكفاءة، تقوم الراهبة ماري اغنيس المؤيدة للأسد بزيارة «الكيان الصهيوني»، في سعي للإقناع بعدم مسؤوليته عن مجزرة الغوطة.
لم يعد الأمر هو هل ستكون هناك ضربة أم لا، الحديث اليوم يدور على موعدها وحجمها، وآثارها المُحتملة سورياً وإقليمياً، مع ضرورة ملاحظة أن أوساطاً دفاعيةً أميركية، تتوقع أن تكون الضربة أكثر إتساعاً وقسوةً وحسماً مما يعتقد البعض، وأكثر من ضربة محدودة وضعيفة، وذلك استناداً إلى تأييد السيناتور ماكين لها، بعد استماعه إلى شرح عن حيثياتها من أوباما، خصوصا بعد إعلان واشنطن عن تعهد 10 دول حتّى اللحظة، بالمشاركة في الضربة المُحتملة، مع القناعة المبنية على الوقائع، بأنّ الضربة لن تؤدي إلى اشتباك مع روسيا، التي أعلنت أن سوريا لا ترقى إلى هذا المستوى من الصراع، وهكذا ستدور الاشتباكات بين القوى الغربية والعربية المتحالفة، وبين نظام الأسد وبعض حلفائه، وليس من بينهم روسيا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو