الوكيل - كانت الأربعينية نها نبيل حريصة على أبنائها من أي خطر قد يحيط بهم بعمر المراهقة، خصوصا من أصدقاء السوء والتدخين والمشروب وأي من السلوكيات السلبية التي قد يتعلمها أبناؤها في الشارع، وهو ما جعلها تبقيهم في البيت وتوفير كل ما يطلبوه وهم تحت أعينها.
لم تدرك أن الخطر سيأتيها من داخل بيتها بعد أن اكتشفت أن ابنها مدمن على الانترنت، فهو يقضي عليه كل ساعات يومه بطريقة لا توصف، ما دفعها لمراجعة أحد الأطباء النفسيين لمعرفة كيفية علاج ذلك.
تقول 'أصبحت لا أعرف كيف أتصرف، فمن يعرف ابني ويرى كيف أصبح شكله وكيف انتفخت عيناه وبات جسده هزيلا، يدرك حجم القلق الذي أعيش فيه خوفاً عليه، فهو لا يترك اللاب توب طوال اليوم ويبقى على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الوقت الذي منع عنه والده الكمبيوتر بات يجلس على هاتفه لساعات'.
وتضيف 'انه لا يستطيع ترك هاتفه على الإطلاق حتى إن سألته سؤالا مفاجئا يحتاج الى وقت حتى يخرج من العالم الذي يعيشه ويستوعب ما سألته إياه ليجاوبني، لدرجة أنني صرت أرجوه أن يخرج مع أصدقائه لكن بدون جدوى، فعالمه بات على الانترنت'.
نيرمين علي (28 عاما) هي الأخرى باتت تفكر بحل جذري للتخلص من إدمانها من مواقع التواصل الاجتماعي و'الواتس أب' والتقاط صور 'السيلفي'، مبينةً أنها في بداية الأمر كانت تجد أن الأمر مسل في وقت الفراغ، الا أن ذلك بدأ يزداد شيئا فشيئا، ما جعلها لا تستطيع مفارقة هاتفها.
وتضيف أن الأمر بات عندها كواجب تدخل إلى 'انستغرام' وبعدها 'فيسبوك' ثم 'سناب شات' و'تويتر' من ثم تتفقد صورها وتلتقط صورا أخرى، وبعدها تعاود الكرة مرة أخرى وهكذا طوال اليوم ولا تعرف النوم بدون أن تتصفح كل المواقع.
وأول خطوة تقوم بها عند الاستيقاظ حتى لو كانت متأخرة عن عملها، هي تصفح الانترنت، مبينةً أنها باتت متعبة جدا من ذلك وتريد التخفيف من تلك العادة، لكنها لا تعرف كيف، فالأمر بات مثل الوسواس لدرجة أنها لا تعرف أن تجلس مع الآخرين ولا مع أهلها بدون أن تكون عينها بهاتفها.
الخبراء ينوون في منظمة الصحة العالمية إعلان التعود (الإدمان) على الانترنت و'السيلفي' خللا نفسيا؛ حيث أفاد بذلك كبير خبراء الأمراض النفسية في موسكو، الطبيب بوريس تسيغانكوف.
وأشار الطبيب إلى أن الخبراء يعملون الآن على إعداد قائمة التصنيف الدولي للأمراض النفسية التي سيضاف إليها التعود (الادمان) على التقاط صور 'سيلفي' وعلى استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال موقع 'm24' الإلكتروني الروسي، إنه في حال إدراج هذه الأشكال من الإدمان في قائمة التصنيف الرسمية، يمكن علاجها بواسطة الأدوية الخاصة بطب الأمراض النفسية.
ولفت تسيغانكوف إلى أن الإدمان على الانترنت لا يدخل حتى الآن في قائمة تصنيف الأمراض النفسية، لذلك يصعب على أطباء الأمراض النفسية بموسكو تشخيصه وعلاجه.
وفي ذلك، يذهب الاختصاصي النفسي د. محمد حباشنة، الى أن هذا الأمر متوقع ومنطقي، وكانت هناك دراسات أولية تبنى وتدل على أن هذه الممارسات سوف تدخل على الاضطرابات النفسية، فكان الموضوع فقط مسألة وقت حتى يتم إدراجها.
ويشير حباشنة الى أن ذلك لا بد أن يدخل إما عن طريق مرض طيف الوسواس أو طيف الإدمان، مبيناً أنه بداية لا تصنف السلوكيات كمرض الا اذا تحقق شرط واحد رئيسي، وهو الضرر بالأداء العام للإنسان، وهذا واقع الحال في الاستخدام المسرف لمواقع التواصل الاجتماعي وصور 'السيلفي' التي تستهلك وقتا وجهدا وتصبح مشاقها عالية في شيء لا يستحق هذا الجهد.
ويضيف أن ذلك الإدمان يهبط الأداء الوظيفي والأكاديمي والاجتماعي للفرد، الى جانب استنزاف الوقت وإعطاء الأولوية للهواتف، والشعور بالقلق اذا غاب الانترنت عنه أو انقطع الشحن.
عدا عن تطوير الأعراض الانسحابية مثل القلق والتوتر والتهيج والتعب العام في حال غاب الهاتف وتطبيقاته، وعدم الاعتراف بأنه يقضي وقتا طويل على الهاتف، الإلحاح الشديد بأنه يجب أن يمسك هاتفه ويطالعه وهذا يندرج تحت الوسواس.
ويضيف أنه اذا كان الشخص يسيء استخدام التطبيقات الالكترونية الحديثة، فيجب أن يصنف ضمن الأمراض وتتم معالجته من ناحية سلوكية معرفية وناحية دوائية فيتعامل معه مثل أي مرض وسواس أو إدمان.
ويعتبر حباشنة أن هناك محاذير سلوكية يمكن اتباعها وتعلمها من قبل الشخص قبل أن يصل الأمر الى المرض واستشارة الطبيب في مرحلة مبكرة، لافتا الى أن كثيرا من الأهالي لجأوا للاستشارة من أجل إبنائهم.
وفي ذلك، يذهب الاختصاصي الاجتماعي د.حسين الخزاعي، إلى أن الإدمان على الانترنت مشكلة كبيرة، مبينا أن استخدام الانترنت أكثر من 28 ساعة أسبوعياً يعد إدمانا.
ويشير الى أن كثرة استخدامه تسبب القلق والتوتر والخوف، وهو إدمان مثل أي نوع إدمان آخر خطير وربما قد يكون أصعب، ذلك عدا عن الأمراض الصحية التي قد تلحق بالشخص الأذى والأمراض الاجتماعية.
ومن ناحية طبية، يرى اختصاصي الطب العام د. مخلص مزاهرة، أن هذا الإدمان على الانترنت يتعب العيون بصورة كبيرة ويسبب الألم في الرقبة والأكتاف ويؤدي الى فقدان التواصل الاجتماعي مع الناس.
الى جانب أن له تأثيرا على الصحة مثل السمع والدماغ، مبينا أنه يشتت الفكر مثل الإدمان تماماً ويغير من سلوكيات الشخص كلها ويؤثر عليها.الغد
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو