زيد فهيم العطاري
ليس من باب التشاؤم أو من باب تكسير المعنويات ولكن ما تفرزه حُمى أنتخابات المجلس النيابي القادم تُظهر بما لا يدع مجالاً للشك بإن لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد وبإن مؤشرات تكرار التجارب السابقة تتوالى بدايةً هناك غياب لابرز القوى السياسية عن هذه الانتخابات فبصرف النظر عن قبول رؤى ومطالب هذه القوى من عدمها فإن غيابها سيؤثر سلباً على هذه التجربة الإنتخابية التي من المفترض أن يُشارك بها جميع ألوان الطيف السياسي الأردني.
وكذلك من المؤشرات التي لا تبعث بالتفاؤل تكرار الوجوه وهنا لا يختلف أثنان على ان الكثير الكثير من أعضاء المجلس السابق الذي أثار جدلاً واسعاً عادوا من جديد للسباق الأنتخابي وهنا تبدو حنكة وذكاء الناخب الأردني على المحك فعليه الأبتعاد عن أخطاء الماضي وعدم تِكرار النتائج التي ظهرت قبل سنوات فالتغيير المنشود والذي يهدف اليه الإصلاح يستدعي قدوم وجوه جديدة قادرة على تقديم حلول فاعلة ومبتكرة للأزمات والقضايا التي تؤرق المواطن الأردني, ومن جهةٍ أخرى تبدو الشعارات الإنتخابية واللافتات بعيدةً عن الواقعة والبرامجيه فهناك لافتات على سبيل المِثال كُتِب عليها عبارة ( بلا شعارات ) وهذه العبارة وان كانت تعني الأبتعاد عن الأقوال والعبارات البرّاقة إلا انها لا تبدو مُجدية فهي لا توضح ما يليها فهذه العبارة تستلزم إتباعها بأفعلل بمعنى أن توقيتها يكون أفضل لو كان تحت القبة فالأردنيون أنتظروا هذه الأنتخابات لمعرفة ما سيقدمه المرشحون, ومن الشعارات الأخرى ( الوطن للجميع وليكن صوتك مدوياً..... الخ) من الشعارات التي تحمل قيماً نبيلة لا يختلف عليها أحد ولكن ما يفتقده الشارع الأردني هو البرامج الانتخابية التي تقوم على الفهم الواعي والدقيق لِما يمر به المواطن الأردني وما يعانيه من مشكلات بُغية حلها فعلى سبيل المثال تغيب قضايا الصحة والفقر والبطالة بشكلٍ لافت عن الشعارات الانتخابية وهذا يُدلل على ضعف البرامجية لدى المرشحين الأمر الذي سينعكس سلباً على توجهات المواطنين الذين وفي ظل ما تعانيه الدعاية الانتخابية من تراجع في الطرح قد يلجأون إلى الاعتبارات التقليدية في أختياراتهم بالتالي قد نعود إلى الإشكالية ذاتها التي نحاول التخلص منها.
وفي السياق ذاته يُلاحظ بإن المرشحين للأنتخابات يسعون لإستمالة مشاعر المواطنين من خلال المسميات وليس البرامج الواقعية فهناك على سبيل المثال القائمة التي أطلقت على نفسها أسم 'صدام حسين' ولكن وبعد رفض الهيئة المستقلة للأنتخابات لهذا الأسم والمطالبة بتغيره تم تغيره واصبحت القائمة 'شرف الأمة' ومن الجدير بالذكر بإن محكمة الأستئناف كانت قد رفضت الطعن الذي تقدمت به القائمة بخصوص أسمها الأول لذلك قامت في نهاية المطاف بتغيره من ' صدام حسين' إلى 'شرف الأمة',إذن يُلاحظ بإن هناك غياب واضح للبرامج الأنتخابية التي تُحاكي هموم الشارع الأردني فالمرشحون للأنتخابات يسعون لإستمالة قلوب ومشاعر الناخبين في الدرجة الأولى وليس استمالة عقولهم بمعنى أصح فإن المرشح للأنتخابات يجب ان يقدم برنامجاً انتخابياً يكون من خلاله قادراً على إقناع الناخبيين وعلى الطرف الأخر يجب على الناخب أن يختار المرشح وفقاً لبرنامجه الأنتخابي وليس وفق ما يطلقه من شعارات وطنية وقومية.
وفي نهاية المطاف تبدو الأنتخابات القادمة تحدياً واضحاً للناخب الأردني فهو سيُدلي بصوته من أجل أختيار الأفضل في ظل وجود عدة عوامل وهي وجود أسماء قديمة بشكلٍ كبير و عزوف العديد عن المشاركة إضافة إلى أن المملكة تمر بمرحلة حساسة على الصعيدين الداخلي والخارجي في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة.
زيد فهيم العطاري
0796771138
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو