البحثُ عن رشيد

لسنا ضالين، ولكننا نبحثُ عن رشيد.. ورشيدٌ هذا ثوريٌّ فوق العادة وبطعم السادة..! رشيد إذا ما وضعته فوق جرحك يصبح جرّاحاً يطبب فيك زواريب العفن المتكدس منذ زمن الاختطاف؛ حين كان قول الحق له أتباعٌ ومريدون..حين كان رشيد يمنع قوم لوط عن ضيوفه ويقول لهم بالفم الملآن: أنا أو العذاب..!

منذ زمن هزائمنا الحديثة ونحن نحتسي القهوة على أشلاء ضحايانا.. ونولّع كل سجائرنا بشهيّة كأننا لعوبٌ تراود حكماءها عن أنفسهم فنصنع الضياع بحرفيّة المنتصر بالفشل..نتوارى خلف الانبطاح وما درينا أن الانبطاح سجية حينما نصطفّ بجانب الأمم ونفشل في الاصطفاف..!

نعم ؛ نبحث عن رشيد..ورشيد أمامنا..في سمعنا وأبصارنا..فوق الحرف وتحت الحرف..لكنه يخاف أن يعلن (رشده) كي لا يقتله العرب الذين ينتظرونه لأنهم يستمرئون دور الضياع ..! ويعقدون تحالفاً مع الخراب..ويؤجّرون كل طوابق العقل بحجة الرحيل والنقل..!

لم أُسلِّمْ بعدُ بأننا أغبى الأمم..وأن الذي يموتُ يومياً بالمجان لا يدرك أنّ له عينين و لساناً وشفتين ..ولكنني أسلّم أنه للآن لم يستطع أن يلتحق بأحد (النجدين) لكي يظفر برشيد يدلّه عليهما..لكنه وعد الله أن يهديه إليهما..!

نحن نستحق الأجمل..ونستحق أن نهدي العالم الطمأنينة..لأننا خُلقنا حرّاساً لهداية البشر ..ولكننا سلّمنا البوصلة لشيوخ الطرائق كي نتوضأ فما أن انتهينا حتى وجدناهم قد عبثوا بالبوصلة وفي قول آخر؛ جعلوا من أنفسهم بوصلات فمن لم يمش وراءهم فإنّ مأواه جهنم وساءت مستقرّاً..!

ضائعون ولسنا ضالين..لأننا نحاصر الرشيد في مغارة علي بابا..فلا هو استفاد من الكنز ولا نحن سرقناه منه..ورشيدٌ هذا يقسم أيماناً تلو الأيمان بأنه أعلم خلق الله بالذهب والحُلي..!
في النهاية..نحن لا نبحث عن رشيد..بل نبحث عمّن يأتي ويسمح لرشيد بأن يفتح باب كنزه ليوزع علينا ما نستطيع حمله من (مغارة الله)..!

أيها الضائعون..تعالوا..على (جي بي أس) قلوبكم..فهنا رشيد..