محمد صلاح الغويري - كانت في عمر الزهور ، حينما تحملت ما لا طاقة ( لأنثى ) به ، كانت في عمر الورود ، حينما بدأت معاناتها ، كانت صغيرة وبريئة بمريولها ( الإعدادي ) ، كانت تحصل على المركز الأول دائماً في لعبة ( الحجلة ) حينما البسوها فستانها ( الأبيض ) بـ ظاهره والأسود بباطنه ، كانت متفوقة جداً في دراستها ، وبين ليلة وضحاها بدأت قصة ( البريئة ) وطوت صفحة وفتحت صفحة جديدة ومؤلمة من حياتها .
لم يكن لديها من يساندها ، تخلى عنها الأقرب دماً لها ، زرعوا ( القسوة ) فيها ، حطموا مفاهيم الطفولة لديها ، كان البكاء رفيق لها حينما لم يكن لديها رفيق ، كانت إذا تألمت تصمت ، وإذا أرادت أن تصرخ فإنها تصرخ ( بصمت ) صرخة لا يسمعها سواها ، فهي تعرف أن كل من حولها ( صموا ) أذانهم وتخلوا عنها .
تذوقت طعم المرار ، وشربت من كأس ( الذل ) حتى ارتوت ، فزادت قسوتها قسوة ، حتى تناست بأنها ( أنثى ) ، ووضعت أمام عينيها هدف واحد لا ثاني له ، وهو الانتفاض على واقعها المرير والانتصار عليه ، فبدأت قصة جديدة وبدأت بطي صفحة ( سوداء ) لتبدأ مسيرتها بصفحة ( بيضاء ) ناصعة ، المختلف في هذه الصفحة أنها هي من ستكتبها ، ولن تسمح لأحد بأن يأخذ مكانها ليكتب عنها ، فبدأت بكتابتها بأسلوبها ، وكيفما تشاء .
لم يكن طريقها مفروش بالورود ، فهي تعيش في مجتمع لا يرحم ، ولم يزدها هذا إلا إصرارا وعزيمة لتحقيق هدفها ورسم معالم شخصيتها الجديدة وشكل حياتها ، وبدأت ،،،،،،،،،،، تحمل على أكتافها وزر ما لم تجنيه يديها ، وما لا يستطيع بعض الرجال على حمله ، وبدأت رحلتها بأولى خطواتها ، بدأت تدك المشي مشية واثقاً بنفسه ، وكلما تسلل الضعف أو الوهن إليها ، أو راودها الاستسلام عن نفسها ، كان هناك صوت يصرخ بداخلها ، ( استيقظي ) فتزداد إصرارا وعزيمة ، فتتذكر تلك الأيام التي كانت تخلو من أي ألوان سوى اللون ( الأسود ) ، أرادت أن تثبت لذاتها قبل أن تثبت لغيرها بأنها قادرة على التقدم والنجاح .
تعاملت مع أناس كثيرين ، كانت تعرف تماماً بأنها في النهاية ( أنثى ) أي أنها بنظر ضعاف الأنفس في المجتمع ( فريسة ) تنتظر الذئاب البشرية الانقضاض عليها ، لذلك دفنت أنوثتها داخل ثنايا جسدها المنهك ، خلعت ثوب أنوثتها وارتدت ثوب الرجولة والقسوة ، فكانت قصة النجاح ترسم خيوطها الأولى ، اكتسبت احترام من تعاملت معهم ، وكانت تخطو الخطوة تلو الأخرى وتكتب ( بقلمها ) قصة نجاحها ، حتى تغيرت ملامح حياتها ، وانتصرت على ذاتها ، وحققت طموحها في استقلال شخصيتها ، وحافظت على نفسها من الثعالب والذئاب ، فكانت تستحق الاحترام ورفع القبعة لها .
وعادت إلى من تسببوا في معاناتها الأولى ، ولكنها عادت بقلب ( أبيض ) تحمل في يدها ( ممحاة ) لتمحو تلك الآلام التي تسببوا فيها ، ولتثبت لهم أنها لم تعود للانتقام بل عادت إليهم ، وقد ( صفحت ) عنهم بل ، حتى أصبحت بالنسبة لهم (( الأم ، والأخت ، والصديقة ، والأب )) ، كانت تختزل في داخلها الكثير من أجلهم ، عادت بشخصيتها الجديدة القوية ، وقد حققت ما كانوا يشككون أنها قادرة على تحقيقه ، عادت تلك ( البريئة ) لتقول لهم ، ( عفا الله عما مضى ) .
عادت ( البريئة ) وعادت ابتسامتها الممزوجة ( بالدموع ) ، عادت ( الأنثى ) التي كلما جلست ونفسها سالت دموعها على وجنتيها ، فـ القوية هي ( أنثى ) ، قد لا يفهم من حولها سبب تلك الدموع ، وقد يتفاجئ من يرى دموعها ، وكأنه من المستغرب أو المستهجن أن يروها تبكي ، ولكنها ( أنثى ) ،،،،،،،
سيدتي أيتها البريئة :
أنا لا أطلب منك الكف عن البكاء ، فـ البكاء لمن هم مثلك هو ( القوة ) بحد ذاتها ، ففي يوم من الأيام لم يكن لديكِ رفيق سوى البكاء ، ومن حقه عليكِ أن تتذكريه بين الفينة والأخرى ، كان البكاء رفيقاً لكِ بالوقت الذي تخلى عنك الكثيرين ، فلا أنكر البكاء عليكِ ، وربما وأنا أكتب هذه الكلمات أحبس دموعي بمحاجرها .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو