حدد صندوق النقد الدولي خمسة تحديات يواجهها الأردن في المدى القصير والمتوسط، بسبب الاضطرابات في المنطقة ، ويمكن للمتابع أن يضيف تحديات أخرى , لكنني سأكتفي بواحدة وهي تراجع أو جمود السياحة .
أبرز التحديات بحسب الصندوق تمثلت في تدفق اللاجئين السوريين الى المملكة، وتراجع الاستثمار الاجنبي المباشر، الى جانب انقطاع إمدادات الغاز، وارتفاع اسعار النفط، وتأخير تطبيق استراتيجية الطاقة المتعلقة بشركة الكهرباء الوطنية , وإن كان من تعليق فسأخصصه للإستثمار والسياحة معا .
صحيح أن الاضطرابات في المنطقة رتبت أعباء كبيرة على الأردن لكن أستطيع أن أقول أن هذه الاضطرابات يمكن أن تشكل في ذات الوقت فرصة كبيرة لتحقيق فوائد للاقتصاد بحسن الادارة والجرأة في إتخاذ القرارات وتنحية الحساسية المفرطة في التعامل مع هواجس وتداعيات هذه الاضطرابات , لكن حتى الأن ما نزال نفوت الفرصة , في جذب الاستثمار وفي التقاط الفرصة لصناعة موسم سياحي كبير , بل إننا نعمل في كثير من الأحيان على تعظيم عوامل الاخفاق .
حاجة الأردن للاستثمار ولجذب السياحة , ليست ترفا , بل هي حاجة إقتصادية بإمتياز وإجتماعية وسياسية في آن واحد , أما إقتصادية , فليس أحوج من الأردن الى تدفقات نقدية مباشرة في ظل العجز في الموازنة وفي الحساب الجاري وفي ظل إرتفاع البطالة وتراجع مستوى المعيشة , أهم مصادر تمويل مواجهة هذه المشاكل تكمن في الاستثمار والسياحة كما أن قلة المال وقلة العمل أفضل المحفزات للمشاكل الاجتماعية وللتأزم السياسي ومن لا يقر بذلك عليه أن يرجع الى الأسباب الحقيقية التي فجرت ما يسمى بالربيع العربي .
نجحنا في إرسال رسائل سلبية للمستثمرين حول العالم , عبر الهجوم الممنهج والعشوائي على الإستثمار وعلى الخصخصة وعبر التشكيك في نوايا رجال الأعمال وجرهم الى حفرة الشبهات , ونجحنا في تعطيل الإصلاحات الإقتصادية , لإنقاذ المسار المالي , ونجحنا في التشكيك بإنجازاتنا , لكن لا يجب أن نسمح في نجاح محاولات تخريب الموسم السياحي !.
هذه فرصة ثمينة , وهناك إجماع على أهمية إستثمار هذه الفرصة , فالأردن لا يزال البيت الهاديء في الحي المضطرب , وإحتفاظه بهذه الصفة , سيحتاج الى تضافر كل الجهود , لاجتذاب الأشقاء العرب من الذين يبحثون عن وجهة يقصدونها دون قلق ودون تحسب .
لم يستطع القطاع السياحي أن يستثمر الإستقرار الذي يتفرد به الأردن دون بلدان المنطقة , فالتسويق كان ضعيفا ,وإن صح أن السياحة الأجنبية تأثرت بظروف المنطقة فليس صحيحا أن العربية كذلك , فالسياح العرب من أبناء المنطقة يميزون الأستقرار ويتابعون الأحداث , وبينما ينظر السائح الأجنبي الى المنطقة ككل يتعامل العربي مع كل دولة على حدة .
هذا ليس أوان التضييق على التأشيرات لأسباب أمنية وغيرها , وقد كان العاملون في القطاع السياحي طالبوا غير مرة بإعادة النظر في موضوع بعض الجنسيات المقيدة .
وهذا أيضا ليس أوان التضييق على العمالة خصوصا في المرافق السياحية , وقد شكا أصحابها من تراجع الخدمات لكثرة حملات التفتيش , دون إحلال حقيقي وكفؤ للعمالة المحلية.
الأردن اليوم أمام واحد من طريقين , إما الانغلاق أو الانفتاح والاخير هو الحل
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو