يَتفهم المواطن الاردني الظروف الاقتصادية الصعبة ويتحمل موجات الارتفاع على الاسعار وفق قواعد السوق العالمي , ويتفهم اكثر ضرورة ترشيد فاتورة الطاقة وما ينعكس من ارتفاع على اسعار المياه والكهرباء ويتفهم ويتفهم اكثر من ذلك وقد اثبت المواطن الاردني انه مثال للاحتمال والتفهم في بلد يعاني من شُحّ في الموارد وسوء الادارة .
ومنذ العام 2008 والدعم الحكومي للمشتقات النفطية غير معمول به ولا يتحمل المواطن ذنب قرارات حكومية إرتأت ان توقف العمل بالتسعيرة الشهرية للمشتقات النفطية بدليل انه عاد وقبلها في نفس الظروف السياسية التي إرتعب منها رؤساء حكومات سابقة , وعادت التسعيرة الشهرية من جديد مع رفع لسعر اسطوانة الغاز التي كانت رُعبا للحكومات كلها واحتمل المواطن كل ذلك كرامة لوطنه ولاستقراره وامنه .
كل ما سبق تمهيد او تحليل لهباء استخدام التوقيت الصيفي في ظل رفع الدعم عن مشتقات الطاقة بل ومعظم هذه المشتقات تحقق وفرا للخزينة , فالمواطن يدفع كلفة طاقته وبالتالي فإن الاصرار على تغيير الساعة البيولوجية له والتدخل في عداد عمره غير مقبول , فقد جرى طمس ساعة من عمرنا اكراما لقرار فقد موجبات الاستمرار وبات نقمة على اولادنا وتحصيلهم العلمي بل ورفع من نسبة الغضب والعنف المجتمعي نتيجة اختلال الجسم بعد اختزال عمر الاردنيين والعبث في عداد عمرهم .
اساتذة علم الاجتماع وكثير من الاطباء يقولون ان العبث في التوقيت سبب رئيس للغضب وللامراض الموسمية والمزمنة وهذا يرهق موازنة المواطن اكثر من رفع سعر جرة الغاز او لتر السولار والبنزين .
نحن على ابواب فصل شتاء تقول مصادر الارصاد انه قاس جدا وانه غير مسبوق منذ 100 سنة واستمرار العمل بالتوقيت الصيفي يعني ارتفاع نسبة الامراض الشتوية والالتهابات الحادة التي يتعرض لها جسم الاطفال في المدارس واجسام الموظفين ايضا وهذه ستكون كلفة تفوق مبلغ الملايين القليلة المتحصلة من الاستمرار بالساعة الصيفية .
نطلب ان يعيش المواطن يومه كاملا دون انتقاص ولا ندري ان ثمة مسؤول يستيقظ صباحا لتوصيل ابنائه الى المدرسة ليعرف ان الطفل يستيقظ فجرا والسواد قائم بكل تفاصيله وان الحصة الاولى التي يفترض انها الاكثر رسوخا في ذهن الطفل هي حصة للتثاؤب ومحاربة النعاس .
التوقيت الصيفي والشتوي ظاهرة استعملتها الدول الفقيرة لتوفير جزء من الطاقة المدعومة بالكامل وهو سلوك انقضى في معظم الدول , لكنه باق في الاردن التي انجزت مهمة الغاء الدعم على السلعة بشكل كامل ولم يبق الا ان تّعيد لنا الحكومة ساعة عمرنا المفقودة , وان تعيد لنا راحة البال المفقودة جراء البقاء على توقيت يكسر كل بناءات الجسم ويكسر تراتبيته القادرة على امداد الجسم بالقدرة على الاحتمال .
الساعة الصيفية لم يعد لها تبرير مقنع بعد رفع الدعم وفكرة الترشيد يقوم بها المواطن الآن بكفاءة عالية لتوفير بعض الدراهم لقوت ابنائه ولمواجهة ظروف العيش الصعبة , فأعيدوا لنا عمرنا كما كتبه الله علينا .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو