مع الاحترام لنظريات الاصلاح الديني، وجهود المؤمنين في مبادئ وأوليات الإسلام، والاديان بعامة فان ما تشهده المنطقة من جرائم انما هو حركة سياسية نسميها «داعش» وهي اوسع من ذلك، ونسميها «القاعدة» و»النصرة» وهي ليست الاساس، فالقرن الهجري الثالث بدأ بهدم الدولة العربية بحركة بابك الخرمي، ثم شهد منتصفه «ثورة الزط» وكانت نهايته «قرمطية»، وانهارت الخلافة، وظهرت دول وكيانات اشبه باقطاعيات اوروبا.. حتى جاء التحدي الاكبر.. بغزوات الفرنجة، واتحاد هذه الاقطاعيات في مواجهته فقام صلاح الدين بتوحيد الخلافة اولاً فألغى الفاطمية في مصر وأبقى العباسية في بغداد وتوحيد مصر وسوريا الطبيعية.
..الضربة الجوية المصرية كرد على ذبح المصريين الاقباط هو «فشّة خلق»، واثبات أن مصر دولة قادرة على حماية مواطنيها، لكن مقاومة داعش ليست مجموعة «فشّات خلق» فالمنطق التاريخي يفرض استراتيجية عسكرية – امنية، تستأصل هذه الهمجية من ارضنا العربية، وتوقف استعداء العالم علينا، وهذا لا يكون بالتبعية لقيادة التحالف الأميركية – الأوروبية، أو بالركون الى اي قوة اقليمية ايرانية أو تركية لان هاتين القوتين هما اساس الحرب السُنيّة – الشيعية التي تقدم الوقود لداعش واخواتها: سواء بـ»الدفاع» عن اهل السُنّة، أو «الدفاع» عن مقدسات ومراقد آل البيت، فقد اكتشف الذين خبروا اوضاع داعش في الموصل ان الجماعة لا يأبهون بالصلاة، ونكتشف في دمويات العراق ان «الميليشيات» تقتل الدولة في العراق، كما تقتلها داعش، وان مقاومة حزب الله في لبنان لم يعد الاحتلال من مهماتها، وانما هو هدم الدولة، او اعادة ترميم دولة فاشلة لا قدرة لأحد على عودتها كما كانت.
لم تتنبه الصحافة وكتابها لخطاب الرئيس النسور الأخير، واستعراضه التاريخي لمصادر دويلات داعش واخواتها، وفهمه العميق لمعنى الدولة المدنية، وتجاوزه الشعارات الرائجة في السوق عن الديمقراطية والحريات ومنظمات المجتمع المدني.. فهذه حصيلة جهد لم يكرّسه احد في وطننا العربي.. وما بذلناه حتى الآن أن: بلدنا يسير نحو الديمقراطية.
المهم اننا نقاوم موجات الارهاب بتمكين الدولة الحديثة، وتصليب قوة جيشها وامنها، والعمل على حشد كل اصحاب النوايا الحسنة في وطننا العربي، في وجه التتار الجدد، وفي وجه قوى دولية ترى هذه المنطقة العظيمة من خرم الابرة الصهيونية.
.. المهم ان لا نخاف الحرب،.. ونخاف الفشل.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو