لم تعد الحروب لها هيبة , وحتى الجثث هي الأخرى فقدت هيبة الموت ...أنا أتذكر أن التلفاز زمان , كان يبث مشاهد من الحرب العراقية الإيرانية :- كانت المدافع تقصف وراجمات الصواريخ تدك اهدافها , الجنود كان يوحدهم اللباس العسكري والمعارك تخاض في مناطق خالية ...
أتذكر حرب (الفوكلاند) فقد بث التلفاز , عنها الكثير ...لم اشاهد جنديا بريطانيا منتعلا (شبشب) .. وراكبا (بكم تويوتا ديزل) ... حتى في الجانب الأرجنتيني لم يعرض التلفاز جنديا ... مرتديا (دشداشة) ....
ومن ضمن الأفلام الوثائقية التي كان يعرضها التلفاز , مشاهد من الحرب العالمية الثانية , حتى قبل أكثر من نصف قرن , كان للحروب هيبة ...فالجنود الألمان يسيرون في صفوف منتظمة , وجميعهم يوحدهم الزي العسكري ..وناقلات الجند تؤكد أن هنالك حربا ضروسا ...
حتى الحروب ...شوهنا شكلها , لم نعد نخوض حروبا محترمة ...لاحظ اليمن مثلا مجموعات من الحوثيين , في بكم ..ومعهم (حرامات وفرشات إسفنج) ..كنت أريد من المصور أن يدقق في المشهد أكثر , أظن أن معهم (منقل) ومجموعة (سياخ) لزوم الشوي .. هل هؤلاء يجهزون للحرب أم رحلة تخزين .. صدقوني لا أعرف؟
في سوريا أيضا مشهد (داعش ) يثير الإشمئزاز , جميعهم بشعر طويل ولحى ..ويرتدون (صنادل) ... والغريب أنهم يطلقون إبتسامات غريبة , بجانب الجثث ..ولا تعرف على من إنتصروا ؟...
في ليبيا , تشاهد نارا تشتعل في كل مكان , ورجل يطلق النار وفي فمه سيجارة.. ودبابة , تتحرك عشوائيا.. وجندي يهرب من أمامها خوفا من قيام السائق بدهسه ...
لنعترف أن العرب قدموا للبشرية شكلا جديدا من اشكال الحروب , قدموا إهانة لتاريخ المعارك الخالدة.. حتى السقوط في المعركة لوثنا معناه , لم يعد سقوطا مشرفا ... صار ذبحا بالسكاكين ... وعلى القتيل أن يرتدي (اورانج) ... ولحجم البشاعة التي نملكها , صرنا نقتل التماثيل التي تدل على الحضارة , وتعتبر شاهدا .. على حجم التاريخ , علما بأن الجنود الألمان حين دخلوا قصر (فرساي) لم يمسوا .. حجرا واحد من هذا الإرث التاريخي العظيم لفرنسا...
حتى المقاتل , لوثنا صورته في الكتب , المرة الأولى في حياتي التي أشاهد فيها أحدا يرمي على (الار بي جي).. ببنطال ساحل , فهو يمسك القاذف بيده وباليد الأخرى يمسك البنطال .. والتلفاز لم يعرض اللحظة التي رمى فيها القذيفة , لأن البنطال على ما يبدو قد سقط .
حتى اللجوء , صار فضيحة .... سوريا دولة قادرة على إطعام العالم بما تحتوي من خيرات , وأهلها بين محطات القطارات توزعوا وكأن دمشق قد ضاقت بهم ,وقد كان اللجوء حالة إنسانية , ولكن ما يحدث هو فضيحة تعري كل عربي.. من كان يتوقع أن كبرياء الشام يصبح بين ليلة وضحاها .. مشهدا للبكاء على شاشات التلفزة ؟
مالذي تبقى في هذا العالم حتى نلوثه , كل شيء لوثناه..
قال نزار قباني قبل ردح من الزمن (فهل العروبة لعنة وعقاب) .. أظن أن دمشق تجيبك يا نزار الان .. نعم هي لعنة وعقاب .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو