يقول أخونا الكبير ألبرت أينشتاين: (إذا أردت أن تعيش حياة سعيدة فاربطها بهدف، لا بأشخاص أو أشياء) وصَدَق أبو النسبيّة فيما قال؛ لأن الحياة أشبه ما تكون بملعب لكرة القدم، لا يهمّ فيها أسماء اللاعبين أو المدربين أو أنواع الأحذية، المهم تسجيل الأهداف، وهذا هو معيار الفوز والخسارة.اضافة اعلان
مشكلة الأفراد التي انتقلت للدول أنها تعيش مرتبطة بالأشخاص غالبًا، فالزعيم الفلانيّ هو رمز الأمة، والزعيم الآخر هو الزعيم الخالد، وغيره مخلّص الأمة، وغيره حبيب الملايين، وغيره حبيب المجانين، وكلها ألقاب تشير إلى الارتباط بالأشخاص، فهل لو مات الزعيم الخالد المخلد ستضيع الأمة، ويضيع رمزها، ويتبعثر شرفها، وتهيم الملايين على وجوهها؛ لأنها أضاعت الرمز القائد أبو عيون جريئة؟ يعيدنا هذا إلى الجاهلية الأولى، حيث عبادة الأوثان التي صنعها العرب بأيديهم، وأكلوها عند جوعهم. فعند موت الزعيم (الخالد) الأول، ومجيء الزعيم (الخالد) الثاني، سنقوم بلعن الأول وأيامه وسنواته التي كانت سوداء مثل زفتة الشوارع، فنأكل لحمه، كما كانت العرب تأكل آلهتها وأصنامها.
ربّما كان سبب هذا السلوك الغريب حالة (الدَّهَش) الذي يَفقد فيها الإنسان وعيه؛ إذ كيف يموت الرمز الخالد، الذي بموته ماتت أحلام الأمة وتطلعاتها، وآمالها، ودفنت معه تحت التراب، وليس لعودتها سبيل؟ هذا هو ما يعنيه الارتباط بالأشخاص. نعم يستطيع الإنسان أن يحبّ الآخر ويحترمه ويقدره، سواء كان الآخر زعيما، أو سياسيا أو مفكرا، لكن الحب والاحترام شيء يختلف عن التقديس والتأليه. ولا يصح ولا يجوز بحال أن تضع الشعوب آمالها وأحلامها بيد شخص مهما كان، بل عليها أن تعمل كدولة لها نظام ومؤسسات، وهي وحدها قادرة بأمر الله على تحقيق الأحلام والآمال، فالأشخاص تموت، ولكن المؤسسات تبقى وتدوم.
أما الارتباط بالأشياء فلا يقلّ سوءًا عن الارتباط بالأشخاص، حيث تنشأ علاقة من طراز رفيع بين الشخص والشيء، تصل إلى الاندماج والانصهار، يصير من خلالها الشيء حيا، والبشر كالجماد. ولأن الارتباط مع الأشياء قد يصل إلى حد الجنون، والجنون فنون، لذلك نرى الإنسان المرتبط بالأشياء يتصرف بسذاجة. أعرف شخصا اشترى سيارة في التسعينيات، كان يغسلها كلّ يوم بنفسه، ويستخدم الماء والصابون، والمكنسة الكهربائية، و(يبخّ) العطر فيها، وكأنه كان في صحراء الربع الخالي، بينما عمله لا يبعد عن منزله أكثر من ربع ساعة، وقد قال أحدهم معلقا: لو أن فلانا يدلل زوجته كما يدلل سيارته، لكانت من أسعد مخلوقات الأرض. وغيره يرتبط بهاتفه النقال، يغفو ويصحو وهو لا يفارق يديه، ويضع أسفل رأسه، ويجمله (بالإكسسوارات) ويضعه في أحلى (الكفرات)، ولا ينام حتى ينام الجهاز ويرتاح. لكن لا بدّ أن يأتي يوم تصبح فيه السيارة عبئا على صاحبها، فيحتاج إلى بيعها، ومثل هذا يقال في سيّدي حضرة الجوال، وعندها سيحزن العاشق على معشوقه، وربما وصل به الأمر إلى الدخول في كآبة مزمنة.
أما الأهداف فهي كالماء والهواء، تجعل الإنسان على قيد الحياة، له طريق واضح يسير عليه، وغاية بيّنة يتجه إليها، جهوده مركزة نحو أهدافه، فليس مشتتا ولا مبعثرا، ولا هائما على وجهه بغير دليل. إنه علاج للاكتئاب والحزن، أن يكون لك هدف في الحياة تحققه، ثم تنتقل لهدف آخر، وهكذا، ولا تنتهي قائمة الأهداف إلا مع نهاية العمر والحياة. من عاش في سبيل تحقيق أهدافه لن يشعر بالضجر أو الفراغ أو الضياع، بل سيشعر بالتحدي، والطاقة الإيجابية، وقوة الانطلاق. فهيّا بنا إلى عالم الأهداف، ليحقق كل منا ذاته وأمناياته.
مشكلة الأفراد التي انتقلت للدول أنها تعيش مرتبطة بالأشخاص غالبًا، فالزعيم الفلانيّ هو رمز الأمة، والزعيم الآخر هو الزعيم الخالد، وغيره مخلّص الأمة، وغيره حبيب الملايين، وغيره حبيب المجانين، وكلها ألقاب تشير إلى الارتباط بالأشخاص، فهل لو مات الزعيم الخالد المخلد ستضيع الأمة، ويضيع رمزها، ويتبعثر شرفها، وتهيم الملايين على وجوهها؛ لأنها أضاعت الرمز القائد أبو عيون جريئة؟ يعيدنا هذا إلى الجاهلية الأولى، حيث عبادة الأوثان التي صنعها العرب بأيديهم، وأكلوها عند جوعهم. فعند موت الزعيم (الخالد) الأول، ومجيء الزعيم (الخالد) الثاني، سنقوم بلعن الأول وأيامه وسنواته التي كانت سوداء مثل زفتة الشوارع، فنأكل لحمه، كما كانت العرب تأكل آلهتها وأصنامها.
ربّما كان سبب هذا السلوك الغريب حالة (الدَّهَش) الذي يَفقد فيها الإنسان وعيه؛ إذ كيف يموت الرمز الخالد، الذي بموته ماتت أحلام الأمة وتطلعاتها، وآمالها، ودفنت معه تحت التراب، وليس لعودتها سبيل؟ هذا هو ما يعنيه الارتباط بالأشخاص. نعم يستطيع الإنسان أن يحبّ الآخر ويحترمه ويقدره، سواء كان الآخر زعيما، أو سياسيا أو مفكرا، لكن الحب والاحترام شيء يختلف عن التقديس والتأليه. ولا يصح ولا يجوز بحال أن تضع الشعوب آمالها وأحلامها بيد شخص مهما كان، بل عليها أن تعمل كدولة لها نظام ومؤسسات، وهي وحدها قادرة بأمر الله على تحقيق الأحلام والآمال، فالأشخاص تموت، ولكن المؤسسات تبقى وتدوم.
أما الارتباط بالأشياء فلا يقلّ سوءًا عن الارتباط بالأشخاص، حيث تنشأ علاقة من طراز رفيع بين الشخص والشيء، تصل إلى الاندماج والانصهار، يصير من خلالها الشيء حيا، والبشر كالجماد. ولأن الارتباط مع الأشياء قد يصل إلى حد الجنون، والجنون فنون، لذلك نرى الإنسان المرتبط بالأشياء يتصرف بسذاجة. أعرف شخصا اشترى سيارة في التسعينيات، كان يغسلها كلّ يوم بنفسه، ويستخدم الماء والصابون، والمكنسة الكهربائية، و(يبخّ) العطر فيها، وكأنه كان في صحراء الربع الخالي، بينما عمله لا يبعد عن منزله أكثر من ربع ساعة، وقد قال أحدهم معلقا: لو أن فلانا يدلل زوجته كما يدلل سيارته، لكانت من أسعد مخلوقات الأرض. وغيره يرتبط بهاتفه النقال، يغفو ويصحو وهو لا يفارق يديه، ويضع أسفل رأسه، ويجمله (بالإكسسوارات) ويضعه في أحلى (الكفرات)، ولا ينام حتى ينام الجهاز ويرتاح. لكن لا بدّ أن يأتي يوم تصبح فيه السيارة عبئا على صاحبها، فيحتاج إلى بيعها، ومثل هذا يقال في سيّدي حضرة الجوال، وعندها سيحزن العاشق على معشوقه، وربما وصل به الأمر إلى الدخول في كآبة مزمنة.
أما الأهداف فهي كالماء والهواء، تجعل الإنسان على قيد الحياة، له طريق واضح يسير عليه، وغاية بيّنة يتجه إليها، جهوده مركزة نحو أهدافه، فليس مشتتا ولا مبعثرا، ولا هائما على وجهه بغير دليل. إنه علاج للاكتئاب والحزن، أن يكون لك هدف في الحياة تحققه، ثم تنتقل لهدف آخر، وهكذا، ولا تنتهي قائمة الأهداف إلا مع نهاية العمر والحياة. من عاش في سبيل تحقيق أهدافه لن يشعر بالضجر أو الفراغ أو الضياع، بل سيشعر بالتحدي، والطاقة الإيجابية، وقوة الانطلاق. فهيّا بنا إلى عالم الأهداف، ليحقق كل منا ذاته وأمناياته.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو