الحيتان و الشيخ

تناهى إلى الحيتان الكبيرة أن هناك شيخاً كبيراً وفد إلى بلادهم وأن هذا الشيخ لديه من البركات ما يجعل أعمار الإدارات و الفساد يطولان .. فقرّرت الحيتان التوجه حافية القدمين إلى هذا الشّايب ليطلب منه تطويل عمر فسادها أكبر قدر ممكن من السنين .اضافة اعلان

تشاور الحيتان مع بعضهم من سيدخل أولاً ..فاحترموا رغبة حوتٍ كبير بالدخول آخر واحد فيهم ... كان كل حوت يخرج من باب غير الباب الذي دخل منه وآثار الدموع محفورة على خديه ... تجمّع الحيتان وسألوا بعضهم عما حدث معهم في الداخل مع الشيخ الشّايب.. فكانوا جميعاً يؤكِّدون بأنه نفس الطلب ونفس الحل ... ( أذا أردت أن تستمر لعام 2020 فأعترف بكل أخطائك أمامي وبدموع صادقة ... وإلا ستطير قريباً ) ...!!
فرح الحيتان جميعاً بعد أنْ كفّروا عن خطاياهم بالاعتراف أمام الشّايب الكبير وأنهم ضمنوا الأستمرار لست سنوات قادمة ... وفي غمرة فرحتهم فطن أحد الحيتان أن الحوت المتفق ان يدخل آخر واحد لم يخرج لغاية الآن من عند الشّايب وأن الوقت اقترب من الفجر ... ولا يعرفون سبب التأخير الطويل هذا .. فقلقوا جداً عليه ..و بعد التشاور مع بعضهم قرّروا اقتحام خلوة الحوت مع الشيخ ليروا ماذا حصل بالضبط ؟ ... فضربوا الباب ضربة رجل واحد ... ودخلوا إلى غرفة الخلوة ... ويا لهول ما رأوا ... الحوت الكبير جالس مكان الشيخ الشّايب ... والشيخ بين يديه يبكي بِحُرْقة ... ويبوس التوبة ويقول : عمري ما أعيدها .... !!