لم يعد الحديث عن خارطة جديدة للشرق الأوسط ، مجرد وهم ناتج عن الاعتقاد بـ «نظرية المؤامرة»، بل أصبح الخطر حقيقي على الأرض، تدعمه تصريحات مسؤولين غربيين وتقارير استخبارات ومراكز أبحاث.
والمفارقة أن تزايد وتيرة الحديث عن سيناريوهات التقسيم، تتزامن مع مئوية اتفاقية «سايكس - بيكو» عام 1916 ، بعد انهيار الدولة العثمانية، التي بموجبها اتفقت بريطانيا وفرنسا على تقسيم المشرق العربي مناطق نفوذ بينهما ، وبعد مرور خمس سنوات على انطلاق ثورات الربيع العربي، التي بدأت بطموحات وأهداف عظيمة ، قبل أن تنتكس وتتحول الى حروب أهلية وطائفية وكوارث ، خاصة في سوريا واليمن وليبيا ، بالإضافة الى العراق الغارق أصلا بأزمات عميقة ،منذ الغزو الاميركي عام 2003 ، وهي نتيجة أعادت للأذهان تكهنات البعض ، بأن تلك الثورات كانت «مؤامرة « ،خطط لها بعناية من قبل الدوائر الغربية !
فهل نحن فعلا أمام نسخة جديدة للتقسيم، يقوم برسمها «كيري - لافروف» وزيرا خارجية اميركا وروسيا، حيث أصبحت مفاتيح مستقبل سوريا بيد واشنطن وموسكو، بعد أن أصبح مصير النظام السوري مرتبط بالحماية الروسية، بل أن التدخل العسكري الروسي ، يتركز في مناطق تبدو بيئة مفضلة للنظام ، لإقامة دويلة طائفية تكون خاضعة للهيمنة الروسية، في حال حدث التقسيم.
أحدث ما قيل في سيناريوات التقسيم، تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري قبل أيام ،أمام لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب، حيث أكد أنه من الصعب إبقاء سوريا موحدة، اذا فشل اتفاق وقف اطلاق النار، والتلويح بـ «خطة بديلة»! إذا لم تحدث عملية انتقال سياسي في سوريا ،دون أن يفصح عن طبيعة هذه الخطة. لكن الرئيس أوباما أعلن بوضوح، أن ما يجري هو حرب أهلية، وحرب بالوكالة تخوضها عشرات الدول ، التي لها مصالح متناقضة ، ويحترق بنيرانها الشعب السوري.
في 27 - تشرين الاول الماضي، تحدث مديرا جهازي الاستخبارات الاميركي والفرنسي بنفس الاتجاه ، خلال عقد مؤتمر في واشنطن حول الاستخبارات، نظمته جامعة جورج واشنطن، مدير الاستخبارات الاميركي جون برينان قال: «عندما انظر إلى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن يصعب علي أن اتخيل وجود حكومات مركزية في هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية...».
أما نظيره الفرنسي برنار باجوليه فقال «إن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة... سوريا مقسمة والنظام لا يسيطر إلا على ثلث مساحة البلاد... وتنظيم «داعش» يسيطر على المنطقة الوسطى... الأمر نفسه ينطبق على العراق...لا أعتقد أن هناك إمكانية للعودة إلى الوضع السابق».
وتبدو الصورة أكثر وضوحا ،اذا تم تركيب تصريحات كيري وبرينان وباجوليه، على ما قاله وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون ورام بن باراك مدير عام وزارة المخابرات الإسرائيلية ، خلال مشاركتهما في ميونخ مؤخرا بل اسبوعين ، بأن «التقسيم على أسس طائفية وعرقية، هو الحل الوحيد الممكن بالنسبة لسوريا».
أما العراق فعملية التقسيم متواصلة فيه بطريقة منهجية ،منذ الغزو الاميركي عام 2003.
التقسيم أسوأ السيناريوهات المحتملة، ولا بد من التفكير بحدوثه ، وما سيترتب عليه من تداعيات ، وبطبيعة الحال فان هذه الصورة القاتمة، التي نرجو أن تكون مجرد سحابة صيف ، تشكل مصلحة استراتيجية لإسرائيل ،وهي تعزز النظرية الدينية-التوراتية ،التي أقيمت على أسسها الدولة الصهيونية !
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو