تبارت دول خليجية في تقديم الدعم المادي لقطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أيام. آخر المتبرعين كانت السعودية التي قدمت 53 مليون دولار كمساعدة إنسانية عاجلة. الأردن لا يملك إمكانات السعودية أو الإمارات، فسارع إلى تقديم ما يقدر عليه؛ رفد المستشفى الميداني في غزة بالكوادر الطبية والمواد اللازمة، ونقل جرحى العدوان إلى مدينة الحسين الطبية لتلقي العلاج. وفي هذا المجال، تجدر الإشارة إلى أن المستشفى العسكري الأردني في القطاع ساهم خلال السنوات الماضية بدور حيوي في تقديم الخدمات الطبية لآلاف الفلسطينيين، وقوبل هذا الدور بتقدير من سكان القطاع وحركة حماس.
سياسيا، صدر أكثر من تصريح رسمي أردني يطالب بوقف 'الهجوم' على غزة، ويحذر من تداعيات التصعيد العسكري. وفي مجلس الأمن، نشطت الدبلوماسية الأردنية من أجل قرار أممي يحمل إسرائيل على وقف عملياتها العسكرية فورا، لكن ميزان القوى لم يسمح بأكثر من بيان صحفي بنفس المضمون.
حسنا، كل هذه الجهود مقدرة، لكن باستطاعة الدبلوماسية الأردنية أن تفعل أكثر من ذلك، وقد فعلت في حالات سابقة.
في الأزمات التي شهدها قطاع غزة من قبل، كانت الدبلوماسية المصرية تنبري للعب دورها في إدارة الاتصالات واحتواء التصعيد، وهي التي نجحت في التوصل إلى آخر اتفاق تهدئة بين الطرفين، والذي صمد سنتين تقريبا. لكن الدبلوماسية المصرية مشلولة تماما اليوم؛ لا بل إن موقفها مما يجري في غزة أسوأ مما كان الحال عليه في زمن حكم حسني مبارك.
الأردن، وبحكم موقعه ودوره في الصراع العربي الإسرائيلي، معني قبل غيره بملء الفراغ الذي خلفه غياب الدور المصري.
وتملك الدبلوماسية الأردنية ميزات لا تتوفر لكل دول الجوار الفلسطيني؛ استقرار داخلي يحظى بتقدير عالمي، وعلاقات ممتازة مع مختلف القوى الدولية المؤثرة، وخطوط اتصال مع إسرائيل، وعلاقات لا بأس بها مع طرفي المعادلة الفلسطينية؛ السلطة الفلسطينية وحركة حماس.
لقد جرى توظيف هذه الأوراق سابقا على نحو فعال. وشهدنا حركة دبلوماسية نشطة وضعت عمان في قلب الحدث، وفتحت خطوط الاتصال مع مختلف الأطراف. وكان لمثل هذه التحركات أثر في وقف نزف الدم الفلسطيني، وردع آلة القتل الإسرائيلية.
هذه المرة تغيب الحيوية عن الدبلوماسية الأردنية؛ فهي وكما يبدو أقل رغبة في التحرك، وتكتفي بالحد الأدنى من النشاط الروتيني، حتى إننا لم نسمع تصريحا واحدا لوزير الخارجية ناصر جودة أو اتصالا مع جهة إقليمية أو دولية، خلافا لما كان عليه الحال في أزمات سابقة، مع أن الوزير جودة بات يتمتع بعلاقات قوية مع معظم وزراء الخارجية المؤثرين في العالم، ويُنظر إليه بتقدير في الأوساط الدبلوماسية الغربية.
قادة فلسطينيون في غزة كانوا يشتكون بالأمس من غياب دور مصر، وأشاروا فقط إلى دور قطري وتركي، ولم يذكروا الأردن بالطبع، لأننا خارج الصورة على ما يبدو.
يتعين على الدبلوماسية الأردنية أن تدخل على خط الاتصالات الدبلوماسية فورا، وتظهر هذا التدخل في العلن. ويمكنها في هذا الصدد، وبحكم خبرتها الطويلة في الملف الفلسطيني، أن تبلور سلسلة أفكار ومقترحات تدير بشأنها حملة اتصالات مع كل الأطراف؛ الفلسطينية والعربية والدولية، بما يساهم في وقف العدوان بأسرع ما يمكن.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو