الأحد 2024-12-15 06:41 م
 

الروائي علي المعمري وتفكيك المسكوت عنه

08:49 م

الوكيل - لم تقتصر تجربة الروائي العماني الراحل علي بن هلال المعمري على توظيف المحكي في متنه السردي، بل شكل صوت أمة وخيالها عبر توظيف التاريخ في سبر أغوار بعض المسكوت عنه خليجيا، كما رأى أكاديميون ونقاد شاركوا في ندوة نقدية بمسقط حول أعماله الأدبية.اضافة اعلان


واحتفت الندوة -التي نظمتها جامعة السلطان قابوس والنادي الثقافي العماني مساء الأحد- بأعمال الأديب الراحل الذي توفي في يناير/كانون الثاني 2013، وصاحب روايات 'همس الجسور' و'بن سولع' و'فضاءات الرغبة الأخيرة'، والمجموعات القصصية 'أيام الرعود عش رجبا' و'مفاجأة الأحبة' و'سفينة الخريف الخلاسية' و'أسفار دملج الوهم'،.

وتعتبر 'بن سولع ' آخر رواياته المنشورة عام 2011 عن دار شرقيات للنشر بمصر، وابن سولع هو الاسم المحلي للمها العربية، التي تنتشر في محمية جدة الحراسيس بسلطنة عمان، حيث مولد الرواي 'سريدان'، الذي تحكي الرواية أنه شاب عماني يدرس في لندن، يقرر إعداد بحث مفصل عن إحدى الواحات الحدودية بمنطقة الخليج العربي.

ويستخدم المعمري في عمله الروائي حبكة سردية مبدعة، بالرجوع للمصادر التاريخية ليتحصل على تفاصيل، وصفها نقاد بأنها محاولة لتوظيف التاريخ في نبش المسكوت عنه خليجيا، خصوصا فيما يتعلق بفترات الاستعمار الإنجليزي للمنطقة.

تطويع التاريخ
وفي مداخلة لها بالندوة، وصفت الدكتورة فاطمة الشيدي الأكاديمية بجامعة السطان قابوس الراحل بأنه يتميز بموهبة فطرية كتابية كبيرة، وبقدرة سردية وصل إليها بعد محاولات جادة وكثيرة، خاصة في روايتيه 'بن سولع' و'همس الجسور'، كما يتيمز بحذق فني، وبرؤية سابرة للتاريخ والسياسة.
وحول تطويع التاريخ في السرد الأدبي للمعمري، تحدث للجزيرة نت رئيس قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس الدكتور هلال الحجري، واصفا المعمري بأنه كان ملما بالتاريخ العماني وتاريخ العالم العربي، بشكل مكنه من توظيفه في رواياته، دون الوقوع في فخ المباشرة والتقريرية والخطابية.

وأضاف الحجري بأن القيمة التاريخية للسرد الذي وظفه المعمري تكمن في أنه يعتبر من المسكوت عنه خصوصا فيما يتعلق بتاريخ منطقة الخليج السياسي، المتعلق بمرحلة الاحتلال البريطاني لمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، والتسلط البريطاني في رسم خرائط المنطقة، وهي تابوهات تناولها المعمري في روايته 'بن سولع'.

وفي السياق نفسه، تحدث للجزيرة نت أستاذ الأدب والنقد بجامعة السلطان قابوس الدكتور محمد مرزوق، معتبرا أن الرجوع إلى التاريخ لدى المعمري يعد بمثابة المأوى الذي قصد به تحريك السرد الروائي، من خلال الحديث عن ذات الكاتب في الغربة، وعن الآخر أيضا.

من جهته، وصف الكاتب حمود الشكيلي في حديث للجزيرة نت تطويع التاريخ في رواية 'همس الجسور' للمعمري بأنه كان رائعا، مما ساعد على ظهور المتخيل السردي أكثر من ظهور نبرة التاريخ، وذلك على عكس رواية 'بن سولع ' التي كانت المعلومات التاريخية طاغية فيها.

المصدر:الجزيرة


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة