الأحد 2024-12-15 06:56 م
 

السياسات الشبابية واقع وطموح

02:19 م

د. محمد جرادات- إن تفوق أي امة او شعب من الشعوب يدل على مدى نجاح ذلك الشعب في التخطيط لمستقبلة على اسس من التطور والتقدم ومن ضمن الأسس التي تعتمد عليها الشعوب في عملية التخطيط والبناء السياسيات المختلفة ومن بينها السياسات الشبابية والتي تعد حق وطني لها تأثير واضح وجلي يحدد مصير وهوية ذلك الشعب.اضافة اعلان


فهي ليست مجرد وثيقة وبنود وأرقام بل هي عبارة عن جهد وطني ذات مرجعية ثقافية وفكرية لها قيمتها تهدف إلى بناء الوطن والمواطن على أساس التشارك والتضامن المنفتحة على العالم الخارجي باحترام وبتعايش و تسامح.
ولا بد أن تشكل السياسات الشبابية سياسة مرجعية موحدة عامة شاملة تجمع كافة الجهود ضمن رؤية محددة واضحة المعالم.

وتعتبر السياسات الشبابية والأهداف الشبابية خطوتان مترادفتان لتوجه أي عمل شبابي و ركيزة لعمل أي مؤسسة شبابية حيث تعمل المفاهيم العامة في السياسات الشبابية على مساعدة أي مسؤول على اتخاذ قراره بالشكل الصحيح فكلما كانت السياسات الشبابية أكثر وضوحا كانت القرارات والأعمال السياسية المختلفة أكثر وضوحاً ودقة وأكثر بعدا عن الآراء الشخصية.

إن السياسات الشبابية يجب أن تكون مستندة على المقومات الثقافية والاجتماعية للوطن وان تستند على مختلف الإنجازات والاجتهادات الوطنية و لابد أن تكون مترجمه لإدارة السلطة العليا والرامية إلى جعل الشباب على سلم أولوياتها مهتمة بالتعليم والتدريب المهني والثقافة والإعلام والعمل والتشغيل والصحة والرياضة ... الخ.

والسياسات الشبابية شاملة تشمل التربية والتعليم والمعرفة والثقافة والأسرة والصحة والاقتصاد والعمل القائم على الحوار متعدد القنوات المتكامل الداعي إلى التقارب بين جميع الفئات.

لذا فإن السياسات الشبابية تظهر على صورة مفاهيم عامة تساعد المسؤول على اتخاذ قراره فهي وليدة القواعد السلوكية التي تسترشد بها الادارة فالاهداف العامة هي التي تحدد السياسات الشبابية العامة التي تنتجها المؤسسات ذات العلاقة بعمل الشباب ولا بد لهذه السياسات ان تتميز بالوضوح والثبات والتكامل والمرونه كي تساهم في إنجاز أهدافها وحتى يتم تفسير السياسات بشكل صحيح يجب أن تكون مكتوبة يطلع عليها الجميع ويستطيع فهمها ويجب ان تكون عامة وليست مفصلة حتى يكون هناك مرونة في العمل وتحقيق الأهداف.

ولكون الشباب فئة اجتماعية ناشئة تكاد تكون معدومة الخبرة ، كان لا بد من ان تحوي السياسات الشبابية على امور مختلفة تعمل على مساعدة الشباب وعلى النحو التالي :-
• أن تكون في صميم المواضيع التي تؤثر عليهم مباشرة او غير مباشرة وتهتم بهم.
• أن تكون في حدود استيعاب الشباب.
• يجب توفير المعلومات الكافية عن المواضيع المختلفة ذات العلاقة بالشباب.
• تشجيع الشباب على إبداء الرأي والتعبير عن مشاعرهم.
• فتح باب الحوار عند المخالفة في الرأي.
• مساندة الشباب غير القادرين على إبداء الرأي وفي تكوين الآراء.
• محاولة اكتشاف امكانات الشباب وتطويرها.
• مساعدة الشباب على اختيار البديل الأفضل.
• أن تساعد الشباب على التوجه نحو المجالات النافعة في الحياة لهم ولمجتمعهم مثل التعليم المهني والتقني.
• التقييم والتغذية الراجعة.

إن مجال السياسات الشبابية مجال واسع جدا ولا بد عند النظر في موضوع السياسات الشبابية أن يتم النظر بدقة وأن لا يتم وضع واعتماد أي سياسة شبابية إلا بعد تمحص وتدقيق من قبل الخبراء في هذا المجال حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه ومن حسن الحظ أننا في المملكة الأردنية الهاشمية نجد نبراسا للسياسات الشبابية تضيء لنا الطريق في هذا المجال فالخطابات الملكية لا تكاد تخلو من رسم وتحديد سياسات شبابية رائدة، فجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم أنار لنا الطريق في مجالات السياسات الشبابية وما يجب أن يكون عليه الشباب دائما وأبدا، وعمّق ذلك من خلال الأوراق النقاشية الملكية والتي تعتبر بحق دستورا شبابيا يجب أن تنبثق منه معظم سياساتنا الشبابية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة