السبت 2024-12-14 07:43 ص
 

الطفيلة.. نهاية المعاناة

10:33 ص

لا أحد یعرف بدقة حجم البطالة الحقیقي في المحافظة الاقل عددا في السكان والأغنى في الموارد.


على أرض الطفیلة توجد الكثیر من الموارد الطبیعیة والخیرات التي یمكن أن تكفي أھلھا وتوفر لھم وسائل العیش الكریم.

اضافة اعلان


ما أن تصادف أحدا من أھل المحافظة وتسألھ عن الأوضاع حتى یواجھك بسیل من الاسئلة التي لا تملك لھا جوابا .  


في الطفیلة یوجد مخزون الأردن من الفوسفات التي كانت أول المعادن التي جرى استخراجھا وتسویقھا وشكلت أحد أھم الشركات الوطنیة التي كانت ترفد الخزینة وتوفر لأبناء المنطقة العمل.


 إلى الجنوب من مدینة الطفیلة وعلى الواجھة المطلة على وادي عربة تقع محمیة ضانا الطبیعیة التي تشتمل على اقدم مناجم النحاس ومعادن اخرى في مقدمتھا المنغنیز.


 الطفایلة الذین یئسوا من غیاب محافظتھم عن قوائم أولویات المشروعات الاقتصادیة المولدة لفرص العمل سعوا وبجھود ومبادرات أھلیة الى تأسیس شركتین لتطویر حمامات عفرا المعدنیة في محاولة لاستقطاب السیاحة الداخلیة والخارجیة.


في الطفیلة لا یسمح بحفر الآبار بالرغم من أن المیاه متوفرة بكثرة وعلى عمق لا یتجاوز مائة متر.


في السنوات الأخیرة حاول بعض المزارعین زراعة الفستق الحلبي والجوافة والبطاطا في أجزاء مختلفة من المحافظة لیكتشفوا جودة التربة وجودة العائد دون الحصول على تشجیع أو دعم من الجھات الرسمیة أو القطاعات المعنیة بتطویر المنتج الأردني.


البیانات الاخیرة عن أوضاع البلاد الاقتصادیة تشیر إلى أن الطفیلة ھي الأكثر فقرا ومعاناة بین محافظات الأردن.


فمنذ عقود لا وجود یذكر للمشاریع ولا تطویر للموارد ولا تغییر یذكر على مستوى الخدمات.


الیوم یعیش في مركز المحافظة والقرى المجاورة لھا ما یقارب مائة وعشرة آلاف نسمة بعد أن ترك غالبیة أھلھا بلداتھم بحثا عن لقمة العیش في العقبة والزرقاء وعمان.


في الطفیلة الیوم یشكل تأسیس وتشغیل شركات حصاد الریاح وتولید الطاقة الكھربائیة لحساب أصحاب رؤوس الأموال وشركائھم أحد عوامل الاستفزاز الاساسیة للأھالي حیث یرى الكثیر منھم في ذلك استغلالا غیر منصف للجبال والاراضي التي شكلت وتشكل جل المراعي والحقول التي كانت مسرحا لنشاطھم الرعوي والزراعي.


التوسع في ھذه الشركات دون فرض عوائد تستفید منھا المحافظة وسكانھا أمر یحتاج إلى إعادة النظر.


الانطباع العام للأھالي والمتابعین یشیر إلى أن البرامج التي قدمت وتقدم لمواجھة مشكلات الطفیلة الاقتصادیة واحداث التنمیة فیھا لم تكن فعالة. فقد فشلت في وضع حد لمعاناة الأھالي وعجزت عن احداث النقلة النوعیة المأمولة في طبیعة المكان ونوعیة حیاة الناس. الخوف من المستقبل والاحساس بالظلم والروح المطلبیة مظاھر یمكن تلمسھا والوقوف علیھا عند أي محاولة لتقییم اوضاع المنطقة او استطلاع آراء اھلھا .  


المشكلات التي تواجھ الطفیلة لیست من النوع المستعصي أو التي لا یمكن حلھا.
في المحافظة العشرات من الخصائص والممیزات التي تجعل منھا نموذجا لنجاح التدخلات الحكومیة بابسط الوسائل وأقل التكالیف.


من الممكن احداث نقلة نوعیة واسعة وملحوظة في الطفیلة وواقعھا من خلال ثلاثة مداخل الأول سیاحي والثاني زراعي والثالث التعدین والطاقة ویمكن للحكومة الأردنیة ان تجعل البطالة صفرا في الطفیلة وترفع دخول الأسر والافراد وتخلق اقتصادا حیویا.


من الناحیة السیاحیة لا تحتاج الحكومة لأكثر من توجیھ الرحلات السیاحیة المتجھة للبترا والعقبة لاستخدام الطریق السلطاني بحیث تمر من الكرك فالمزار فالطفیلة مرورا بضانا فالبتراء ومساعدة الاھالي لاقامة خدمات سیاحیة على طول الطریق.
من الناحیة الزراعیة یمكن مساعدة الاھالي لحفر عشر آبار جدیدة والمباشرة بزراعات نوعیة كالفستق الحلبي والبطاطا والزیتون المقزم فیوجد في الطفیلة 60000 دونم صالحة للزراعة.


في مجال الطاقة والتعدین لا بد من مساعدة الأھالي لتأسیس شركات تولید كھرباء من الطاقة الشمسیة والریاح وشراء الطاقة منھم بأسعار معقولة كالتي تمنح للشركات التي تأسست في الأعوام السابقة.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة