الأحد 2024-12-15 05:49 ص
 

العشاء قبل الأخير

10:10 ص

ظل صدى صوتها يرن في مسامعه على طريقة المسلسلات المصرية عندما عاتبته حتى التوبيخ قائلة: ( زوج «أحلام» مبارك الهاجري ضرب المصوّر الصحفي وكسر يده حرصا على مشاعرها، وأنت بتبهدلني قدام «الكاشير» اللي بالسوبر ماركت على علبتين ِشامبو مع بلسم ) ..كانت عباراتها قصيرة لكنها مؤلمة مثل صليات الرصاص...انزوى وحيداً، فكّر بعمق، حكّ رأسه ونظر من النافذة ..ثم بدّل ملابسه وغادر البيت بسرعة...بعد ساعتين، عاد ،قرع الجرس ثم فتح الباب الخارجي واشار للعمّال بإدخال طقم الكنب الجديد ، وترتيبه في صالة الضيوف ..ثم أمرهم بأخذ الطقم القديم ورميه في أقرب حاوية..وبعد ذلك ادخل غرفة سفرة ضخمة من خشب الزان عليها نقوش فريدة ورائعة وسط دهشة زوجته مما يقوم به زوجها الذي يتصرف ويغدق عليها بالمفاجآت دون ان يتكلم بحرف واحد.اضافة اعلان

وبعد ان انهى العمال ترتيب غرفة الضيوف وغرفة السفرة طلب من زوجته ان تبدّل ملابسها ليخرجا سوية...قطعت المرأة صمتها وسألته: ماذا تفعل يا رجل ؟.
فرد الرجل بكلمات مقتضبة :مبارك الهاجري..مش أكرم منّي...وطلب منها تبديل ملابسها على الفور...وبالفعل دقائق قليلة و كانت الزوجة جاهزة، نزلا سوية بالمصعد، ركبا السيارة وانطلق بها إلى محل المجوهرات وطلب منها أن تختار أغلى وأجمل عقد الماس في المحل...عادت الزوجة المسكينة للدهشة لتسأله أمام «الجواهرجي» وهي تمسك بذراعه..ماذا تفعل يا رجل؟...فردّ عليها بنفس الكلمات :مبارك الهاجري مش أكرم مني...اختارت العقد والأقراط ..ثم أخذها بسيارته إلى السوبر ماركت التي عاتبها فيه أمام «الكاشير» والزبائن على شراء «علبتي شامبو»..قال للموظف المسؤول أين صاحب السوبر ماركت..فأشار إلى المكتب فذهب إلى مالك المتجر وعرض عليه شراء المحل بخمسة أضعاف ما يستحق.
شهقت المرأة وقالت: هل جننت يا رجل؟..فردّ بنفس العبارة: مبارك الهاجري مش أكرم مني..ثم اشترى البناية بأكملها وأهداها سند التسجيل أمام «الكاشير» الذي كان شاهداً على التوبيخ...وبعد أن خرجا من السوبر ماركت والبناية التي أصبحت ملك «المدام»...توجها بعدها إلى أفخم مطعم في المدينة، طلب لها ديكا روميا وخروفا محشيا في نفس الوقت...شهقت الزوجة للمرة العاشرة ...ما هذا ما هذا هل جننت يا رجل ؟...فردّ عليها: مبارك الهاجري مش أكرم مني...وأثناء تناوله قطعه من كتف الديك الرومي..شعرت المدام بقطعة معدن في الشوكة...لقد كان مفتاح سيارة الــ»ليكزس 2015» كادت أن تفقد أعصابها..ما هذا ؟
قال لها زوجها وهو يضع الشوكة والسكينة جانباً: قلت لك مبارك الهاجري مش أكرم مني..سبّلت عينيها وقالت: حبيبي كفى جلداً للذات...اعرف انك كريم جداً وقلبك طيب جدا جداً..أرجوك..يكفي لقد أغرقتني بكرمك...خذ هذه من يدي..تناول قطعة من صدر الديك الرومي..غصّ باللقمة سعل سعلة قوية..احمر وجهه ..ثم استيقظ مفزوعاً من النوم وهو يسعل...نظر الى زوجته تأكّد انها ما زالت نائمة على نفس «الزعل»....تعوّذ من الشيطان على هذا الحلم اللئيم «نفث على يساره ثلاثاً» ثم عاد للنوم
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة