الجمعة 2024-12-13 09:19 م
 

العقبة .. لننثر الرمال ذهبا .. و ننثر البشر فقرا

02:19 م

تابع معظم الشارع الأردني أخبار صاحب البسطة الذي حرق نفسه و من ثم توفي, و تابع أيضا الشارع الأردني محاولة 3 شبان الإنتحار من أعلى مأذنة مسجد في العقبة, و بعدها بقليل محاولة شابين إشعال النار بأنفسهما و الإنتحار أيضا, و قد يذكر البعض محاولات بائسة شبيهة للتي ذكرتها في العقبة أيضا. اضافة اعلان


عدد من محاولات الإنتحار في العقبة, منها واحدة ناجحة و عدد لم يتكلل لها النجاح, و لكن يبدو أن وتيرة الموضوع بارتفاع, و أن المحاولات ستتكرر.
قد يتسائل البعض لماذا أكتب عن العقبة و ليس أي منطقة اخرى بالأردن, و هنا سأجيب.

سأؤكد أولا أني لا أدافع عن متهوري الإنتحار و لا أبرر فعلتهم, لكني بنفس الوقت أدرك قسوة ما يعانيه أهل العقبة, فمنذ تحول العقبة الى مدينة إقتصادية خاصة, بدء أهل العقبة يلمسون التغيير, و كان الإعتقاد بأن التغيير سيكون للأفضل, بينما كان الواقع غير ذلك تماما, فقد جاء المستثمرين و شيدوا مصالحهم دون أن يستفيد أبناء العقبة, و تمت خصخصة الموؤسسات الحكومية دون أن يستفيد أهل العقبة, و غرقت فنادق العقبة و أسواقها بالسياح من الخارج و من الداخل دون أن يستفيد أهل العقبة, بل حتى استبيحت شوارع العقبة دون أن يستفيد أهل العقبة. و لم يتوقف الأمر على ذلك, بل ما زاد الطين بلة هو الزيادة المبالغ فيها بأسعار الإيجارات و المعيشة بالعقبة, و استمرار تردي الخدمات بشكل عام و أذكر هنا مثالا على تردي الخدمات الصحية و أهل العقبة يدركون ما أتكلم عنه.

السؤال هنا, من يلام على وضع العقبة الحالي؟ و الجواب يبدو واضحا بأن المفوضية بأبطالها السابقين و الحاليين هم من يلاموا و لا أتعارض مع هذا الرد, و لكن أود طرح بعض التساؤلات أمام أهلي 'أهل العقبة' حول ما فعلوا لتحسين الأوضاع, و هنا سأتكلم عن مرشحي العقبة و نواب العقبة و ممثلي شارعها.
لن أخوض بنزاهة نتائج الإنتخابات الأخيرة في العقبة فقد أكون من المقتنعين فيها, و لن أخوض بشخصيات نواب العقبة فهم من الأشخاص الذين يشهد لهم الجميع بنظافتهم و شخصياتهم و مستواهم العلمي, و لكني سأطرح سؤالا واحد و هو 'ماذا قدم نواب العقبة الثلاثة للعقبة كمدينة و لأهل العقبة كمواطنين خلال فترة دورتهم؟'

باستثناء بعض التعيينات هنا و بعض الجاهات هناك, لم نرى شيء ملموس قدمه نواب العقبة كبرنامج إقتصادي يرفد جيوب أهل العقبة (بما أن المفوضية تقوم بعمل جيد برفد جيوب مفوضيها), و لم نرى أي من نواب العقبة يقترح حتى بتخفيض أسعار المعيشة على أهل العقبة, فمن غير المنطق أن يدفع أهل العقبة أسعارا سياحية على معيشتهم و دخل غالبيتهم الشهري لا يتعدى ما يصرفه السائح بزيارة لمدة يومين للعقبة!

سأنهي هذه المقالة بأن نواب العقبة لم يتيحوا لنا رفع شعار 'أهل مكة ادرى بشعابها', فإن لم يستطع نواب العقبة بأن يخدموها, فكيف سنطالب بأن يصبح بمجلس المفوضية 'عقباوي' أو بإدارة الموانئ 'عقباوي' أو حتى بهيئة تنشيط السياحة 'عقباوي' ناهيك بأن نطالب بأن يكون هناك وزير 'عقباوي'! أتمنى أن تفرز الإنتخابات القادمة من يستطيع تمثيل العقبة إقتصاديا و اجتماعيا و من يستطيع أن يتحامل على نفسه و يحضر جلسات الثقة للحكومة على الأقل, و لايتغيب عن معظم الجلسات كنوابنا الحاليين.

حسام الناجي
[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة