الجمعة 2024-12-13 02:38 م
 

الفلسطيني دائماً هو من يدفع الثمن

03:50 م

عاش الفلسطينيون لاجئين ونازحين منذ أكثر من ستة عقود فتفرقوا في لبنان والأردن وسورية وغيرها ومنهم من هاجر بعيداً خلف المحيطات ومنهم من أصبح لاجئاً في فلسطين حيث أنتقل من الأراضي المحتلة عام (1948) إلى الأراضي المحتلة عام (1967), لم يكن اللاجئين على علمٍ بإنهم سيلجأون من جديد, لقد أصبح الفلسطينيين أشبه بذلك المصطلح الذي يسمى في علم اللغة العربية 'جمع الجمع' فهم اليوم في مخيمات سورية لاجئين يبحثون عن ملجأ.

اضافة اعلان

لقد دفع الفلسطينيون الثمن عندما هُجِّروا من أرضهم وتفرقوا وأصبحوا لاجئين فما كان منهم إلا ان قاموا بتسخير طاقاتهم والمساعدة في نهضة الدول التي ذهبوا اليها والأمثلةُ كثيرة فهناك العديد من المشارع الاستثمارية والاقتصادية تعود أصولها للاجئين فلسطينيين ورغم ذلك لم يوضع لقضيتهم أي اهتمام سوى المناشدة والمطالبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

جاء الثمن الثاني الذي يدفعه الفلسطينيون بنكهةٍ سياسية فمن أراد من القوى العالمية أو الأقليمية أن يمسك بورقة يضغط ليستخدمها ضد خصومه ذهب وأمتطى صهوة القضية الفلسطينية بحجة الدفاع عنها ولكن الحقيقة تكمن في تحقيق النفوذ والأمثلة كثيرة فالإتحاد السوفيتي ووريثته روسيا لطالما قامتا بدعم القضية الفلسطينية ولكن وفق ما تقتضيه المصالح فالدعم يكون فقط عندما يتعلق الأمر بالحد من نفوذ الولايات المتحدة, وما يجري اليوم في مخيم اليرموك دليلٌ دامغ على ذلك فروسيا من تدعم نظام الأسد ونظام الأسد يقوم بقصف مخيم اللاجئين الذين من المفترض ان تكون روسيا داعمة لقضيتهم, إقليمياً تستمر قوى المنطقة بسياسة مداعبة المشاعر بهدف كسب التأييد الجماهيري والمحور الرئيسي بالطبع هي فلسطين فقوى المنطقة تريد تحقيق التأييد فالفطين هو من يُسارع للحديث عن المقاومة والعداء لإسرائيل وعلى الجانب الاخر تخرج الأطراف المنافسة لتعلن عن تقديم الدعم المادي والمساعدات للفلسطينيين وبالطبع كل طرف يريد أن يُثبت الأرض من تحته والوسيلة المثلى هي قضية فلسطين.

في الأزمات الداخلية للدول يدفع الفلسطيني الثمن ايضاً فكثيراً ما يتم الزج بإبناء المخيمات في الأزمات والشواهد كثيرة وابرزها في سورية والتي أصبح اللاجئيين أحد أطراف اللعبة فيها وبالطبع الذريعة المثالية هي وجود مسلحين داخل المخيمات.

ورغم التوظيف المستمر من جانب الجميع لقضية فلسطين يبقى التقصير العربي والدولي بحق هذه القضية رغم ما يجنوه من مكاسب مادية وسياسية من ورائها, فاليوم ترفض دول الجوار استقبال اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من جراء القصف ليجد الكثير منهم نفسه مُجبراً على العودة إلى المخيم لمواجهة مصيره , وبالأمس القريب رأينا مشهداً مُشابهاً مع لاجئي العراق الذين مكثوا في الصحراء إلى ان استقبلتهم تشيلي بعد أن رأوا ما رأوا عقب احتلال العراق عام (2003).
أن الفلسطينيين في الداخل والخارج يعانون من ويلات الصراعات السياسية الداخلية والاقليمية والدولية ويعانون كذلك من سياسات الإحتلال في الاستيطان والاعتقال والتهويد فهناك من هو مضربٌ عن الطعام منذ شهور وهناك من يعذب وهناك من يُشرد وهناك مقدساتٌ تُهود فأين العالم العربي والإسلامي من مسؤولياته؟ أن الدعم للفلسطينيين لا يكون في الشعارات والمناشدات وتقديم المساعدات والحصول عليها بإسم القضية الفلسطينية, أن معاناة الفلسطينيين تزداد مع ما تشهده المنطقة من تطورات ومن لا يرى ذلك فهو ضرير.

زيد فهيم العطاري
0796771138

[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة