الأحد 2024-12-15 06:34 م
 

الفيلم الإيطالي ساعي البريد في شومان

02:56 م

الوكيل - ينسج المخرج البريطاني مايكل رادفورد في الفيلم الإيطالي (ساعي البريد) عملا سينمائيا متميزا يتناول عدة موضوعات ويطورها بأسلوب بارع مشحون بالمشاعر الإنسانية والعاطفية الرقيقة.اضافة اعلان


يتحدث الفيلم الذي تعرضه لجنة السينما في مؤسسة شومان مساء بعد غد الثلاثاء , عن عدد من القضايا والهموم الانسانية المتعلقة بمفاهيم الحب والشعر والسياسة والدعابة والاسى يجري تقديمها بأسلوبية سردية في تناسق يعزز من جماليات الأداء التمثيلي وإيقاعه المتوازن وتصويره البديع.

تدور احداث الفيلم العام 1952 في جزيرة إيطالية صغيرة حيث يقيم فيها ساعي بريد بسيط وخجول يفتقر إلى الخبرة في مهنته ، وهناك علاقته بالشاعر التشيلي بابلو نيرودا الحائز على جائزة نوبل في الأدب ، وهو شاعر معروف بميله للعزلة، ترك بلده تشيلي ليعيش في المنفى في هذه الجزيرة الإيطالية الصغيرة للتمتع بقسط من الهدوء والراحة بعيدا عن المشكلات السياسية في بلاده .

يشعر ساعي البريد في قرارة نفسه بأنه شاعر بالفطرة رغم أنه يفتقر إلى الكلمات للتعبير عن ذلك ، ويبذل كل محاولة ممكنة لمصادقة الشاعر المرموق وكسب وده فيما ينقل إليه كميات هائلة من الرسائل التي يأتي معظمها من معجبين بالشاعر.

بعد محاولات متعددة ينجح ساعي البريد في تبادل أطراف الحديث مع الشاعر الذي يبدأ بمشاركته بآرائه السياسية ويعرفه على جمال الشعر وسحره وتعبيراته المجازية وعلى علاقة الشعر بالحياة.

ويشرع ساعي البريد الذي تتطور أحاسيسه ومداركه الشعرية , في نظم الشعر بما فيه من تعبيرات مجازية واستعارة وفي تدوين قصائده وتأملاته في دفتر مذكراته، ويلتقي ذات يوم بفتاة تزور خالتها التي تقيم في الجزيرة، لكنها لا تعيره أي اهتمام في بادئ الأمر إلا أنه يتمكن بمثابرته وبتشجيع من الشاعر من كسب ودها ثم الزواج منها.

يستخدم المخرج رادفورد المونتاج في الجزء الأخير من الفيلم ببراعة تزيد من قوة التأثير العاطفي للقصة حيث يبرز قدرة فائقة على الجمع بين الشخصيات والمواقف المختلفة بأسلوب يحرك مشاعر المشاهد ويترك لديه إحساسا عميقا بالعلاقات الإنسانية وتظهر كيف يمكن لشخص أن يؤثر في حياة شخص آخر مهما تفاوتت خبراتهما في الحياة.

بترا


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة