نشرت ال نيويورك تايمز تقريرا حول المخططات التي وضعتها مراكز دراسات وشخصيات امريكية وصهيونية منذ عام 1937 لإعادة رسم الحدود الديموغرافية والسياسية لدول الشرق الأوسط خاصة المحيطة بفلسطين ، خرائط الغرض النهائي منها إقامة دويلات وكانتونات على أسس طائفية ومذهبية واثنية تجعل من اسرائيل الدولة الأقوى .
مثل هذا التقرير يعزز من نظرية المؤامرة التي تتداولتها النخب والأوساط السياسية العربية الحاكمة والتي خارج الحكم في كل مرة تتعرض فيها دولة او عدة دول لأحداث تهدد أمنها ووجودها . دائماً يستعان بذريعة ( المؤامرة الخارجية الصهيونية الإمبريالية ) لتبرير ما يواجهه العرب من هزائم في الحروب او فشل في استقرار الامن والحفاظ على الوحدة الوطنية .
بالطبع هناك مؤمرات تتعرض لها الشعوب عندما تواجه تحديات وتضارب مصالح ، المؤمرات والمخططات المضادة هي جزء من السياسات الخارجية الدولية المتنافسة وهي جزء من التنافس الاقتصادي والتجاري على الأسواق ، لكن اكبر المؤمرات التي يتحدث عنها التاريخ في الماضي القريب والبعيد تلك التي حيكت من داخل البيت كما يقال . حدث ذلك منذ اغتيال الفرعون وحتى انهيار الامبراطورية السوفيتية .
لو نهض كل من جابوتنسكي وبن غوريون من قبرهما ولو آفاق شارون من غيبوبته لسخروا من سذاجة أحلامهم والخرائط التي تمنونها لتقسيم الهلال الخصيب الى دويلات ، لأن ما يجري على الارض من انقسام وتقسيم بإرادة فئات وحكومات وطوائف تصل إباحة دماء الآخرين يفوق كل توقعاتهم ، وما كان من المستحيلات عربياً التجرؤ بالتفكير فيه اصبح وقائع على الارض .
المؤمرات الخارجية تنجح عندما تدق لها الطبول من الداخل العربي وتنثر على رؤوسها الأرز وتصبح اعتقاداً وهوية سياسية ووطنية . والملام في كل ما يحدث من نزعات حالية للانقسام والتشظي في العالم العربي هي أولا وأخيراً دول وأنظمة الاستقلال الوطني التي ظهرت بعد فترة الاستعمار ، ثم نضع اللوم على الظاهرتين الأفغانية والإيرانية التي أقحمت السياسات المتطرفة والتمييزية في نظرية بنية الدولة وعممتاه كوعي ومفهوم بين شعوب المنطقة .
لم تنجح الدولة الوطنية في بناء دولة المواطنة في دول المشرق العربي ومصر والسودان حيث تتواجد مكونات ثقافية ودينية وقومية متعددة ، وعلى سبيل المثال تم التعامل مع الطوائف المسيحية على انها تضم مواطنين من الدرجة الثانية لا يحق لابنائها تبوء مراكز الصف الأول ، السياسية والأمنية ، وهو ما يعني ان مفهوم المواطنة غاب تماماً عن هذه الدول ، فالأغلبية تهضم حقوق الأقلية ، والأقلية بدورها عندما تحكم تقصي الأغلبية عن المشاركة الحقيقية بالسلطة . وكل هذا عزز الإحساس بالاغتراب والتناقض بين مواطني الدولة الواحدة .
عن الدور الأفغاني فمجرد متابعة نماذج إنتاجه سياسياً ودينياً في العراق وسوريا يكفي للقول بان اي مؤامرة صهيونية او امريكية ما هي إلا ذرة من الرمال . اما النموذج الايراني فهو من بدأ بنشر التعصب والإقصاء . على سبيل المثال بلغ عدد المسيحيين في ايران قبل الخميني نصف مليون ، اليوم لا يزيد عددهم عن 70 ألفا ، وبسبب النفوذ الايراني في لبنان تم تقويض صيغة النظام الذي توافقت عليه جميع الطوائف غداة الاستقلال ، الذي منح النظام العربي صفة التعددية الثقافية والدينية من خلال منصب رئيس الجمهورية وذلك لصالح الهوية المذهبية لحزب الله التي أصبحت المكون الرئيسي في هوية لبنان السياسية .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو