إبني الصغير «خالد»، الله يخليلكم، «مجرم» مَحّايات. وأخوكم، الذي هو أنا، العبد الفقير الى رحمة الله، كل يوم والثاني، أذهب الى المكتبة لشراء «محّاية» جديدة. وقد اكتشفتُ فيما اكتشفتُ، أن ولدي، يستهلك «محّايات» بقدر ما يستهلك «سائقو السرفيس» قهوة وشاي وسجائر.
ولاحظتُ، فيما لاحظتُ أن ولدي يُمسِك بالمحّاية وكأنه «يعصرها، أو «يخنقها»، ويظل «يمسح» بها حتى تجرح الدفتر وتُفسد الورق «المسطّر».
ولكثرة ما «يمحي» بها، أقصد» المحّاية» يصير لونها «أسود» مثل «قَرن الخرّوب».
الغريب أن الولد أو الغلام، لا يدرك ان ما يفعله صار «هباء»، لأن «المحّاية» انتهت «صلاحيتها»، وتحوّلت الى «قطعة بلاستيك» وهي أقرب الى «كوشوك» السيارة منها الى اداة لمساعدة الطالب النجيب.
ما يفعله بنيّ الصغير، اجده يتكرر في الواقع الذي نعيشه. أشخاص وكائنات تتوهم عليهم،يتصرفون وكأنهم يملكون مفاتيح كل الغرف. لا يصدّقون ان ما كانوا يفعلونه في الماضي لا يصلح للزمن الحالي.
تغيّرت الدنيا وعقليتهم كما هي.
كنا في المدرسة، وفي مستهلّ مسيرتنا التعليمية، نحرص على «مسح اللوح». ونتسابق، يل لجهلنا،من يفوز بنداء المعلّم بالقفز اولا لمسح اللوح، بعد ان يكون المعلّم قد ملأه بالطباشير والمعلومات. ومرة، اختارني»مربّي الصفّ» كي أكون «عريف الصف»، وكان ذلك لمرة واحدة وأخيرة في حياتي،ويومها جاء المعلّم في الحصة الاولى واستغرب أن اللوح، كما هو. وسألني لماذا لم أقم بمسح اللوح كما هي العادة.
قلتُ له: هيك أحلى منظره!
طبعا غضب وزمجر وكاد يقذفني من نافذة الصفّ. وعزلني من «عِرافة الصف».
الآن ، أتأمل كثيرا من الأشخاص، وأراهم، يحرصون على « مسح» أمور في حياتنا،ولا يدرون ان «المسّاحة» فقدت سماتها وخصائصها. بدليل ان مشاكلنا ما زالت كما هي. والناس يمارسون ذات الحماقات والنّزَق.
يا جماعة، المحّاية بطّلت تمسح، شوفوا غيرها!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو