السبت 2024-12-14 07:20 ص
 

المخابرات الاسرائيلية تحذر من انتفاضة فلسطينية ثالثة

12:35 ص

الوكيل - العرب اليوم - تجند العديد من المسؤولين الاسرائيليين السابقين وقادة المعارضة ووسائل الاعلام وكذلك المخابرات الاسرائيلية، في حملة واسعة ضد سياسة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزرائه، في التعامل مع الموضوع الفلسطيني وقضية السلام. وحذر رئيس الحكومة السابق، ايهود أولمرت، من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في حال استمرت هذه السياسة. بينما كشفت صحيفة 'معاريف' بأن أجهزة الأمن الاسرائيلية بدأت الاستعداد لمواجهة خطر انتفاضة كهذه، وهو الأمر الذي رفضه قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية واتهموا اسرائيل بافتعال صدامات كهذه لكي تجهض إمكانية قيام الدولة الفلسطينية.اضافة اعلان

وكان أولمرت قد أطلق سلسلة تصريحات ضد سياسة نتنياهو في الأيام الثلاثة الأخيرة، بلغت أوجها أمس، عندما قال إن حكومة نتياهو تدفع إسرائيل إلى عزلة غير مسبوقة بسبب سياستها المرتبطة بالمستوطنات. وتدفع بالفلسطينيين إلى تفجير انتفاضة ثالثة'. وقال أولمرت خلال كلمة له في المؤتمر الاقتصادي لصحيفة 'جلوبس'، أمس، إن 'سياسة الحكومة الحالية في الموضوع الفلسطيني وتعاملها مع الرئيس الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، تشير إلى احتمال كبير لأن يكون الرد الفلسطيني باشتعال انتفاضة ثالثة'. وأضاف: 'السياسة الحالية مناهضة بشكل جوهري أولا للمصالح الاسرائيلية الوطنية والاستراتيجية. فمن يعتقد بأنه بالامكان أن تدير اسرائيل بشكل سليم وأنت في حل من الانسجام مع إرادة المجتمع الدولي، يكون واهما. فقد رأينا بوضوح ما جرى في الأحداث الأخيرة في قطاع غزة. فعندما نشأت الحاجة لوضع 'اتفيق' (تصغير اتفاق) وقف نار صغير مع حماس والجهاد الاسلامي، كنا بحاجة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ووزيرة الخارجية الأمريكية، ثم شاهدنا ليبرمان يحتضن من بعيد الرئيس المصري ويمتدح الاخوان المسلمين، شاكرا على المساعدة'. وقال أولمرت إن اسرائيل تقف اليوم على عتبة قرار استراتيجي، بأن تهب نحو سلام مع الجيران العرب أو التدهور نحو الصدام. واتهم نتنياهو بأنه لا يبتعد عن السلام فحسب، بل إنه يقوي حركة حماس والجهاد الاسلامي بشكل مقصود ويحاول إضعاف القوى المعتدلة، التي يمكن الحوار معها. فمن يريد السلام فعلا، يجب أن يحاور المعتدلين'.
وانضم إلى تخوفات اولمرت، رئيس الدولة، شمعون بيرس، ولكنه تكلم بكلمات حذرة وأقل حدة، فقال إن على اسرائيل أن تتجاوب مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، 'فهو معتدل، يرفض الارهاب ويعترف باسرائيل ويريد السلام معها ويعتبر شريكا حقيقيا للسلام'. وقال بيرس، خلال كلمته في المؤتمر الاقتصادي المذكور، أمس، إن 'هذا هو الوقت للاختيار ما بين غزة والضفة الغربية، بين مشعل وبين أبو مازن'.
وكانت صحيفة 'معاريف' الاسرائيلية، قد كشفت، في عددها أمس، أن أجهزة المخابرات الاسرائيلية تتخوف من انتفاضة فلسطينية ثالثة، في حال استمرار الجمود السياسي الحالي. وأكدت أن هذه الأجهزة تلاحظ ان الاجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة الغربية اوقفت نشاطاتها ضد حماس في الضفة الغربية. وقالت نقلا عن مسؤولين أمنيين اسرائيليين، إن 'عمليات الاجهزة الامنية التابعة لفتح في الضفة الغربية اضافة للتنسيق الامني بينها وبين الاجهزة الامنية في الضفة مع الجيش الاسرائيلي كانت اهم خطوتين ادتا الي الهدوء النسبي الذي ساد الضفة الغربية وحفظ امن المستوطنين خلال السنوات الماضية. والان تزداد الاصوات في الشارع الفلسطيني لوقف التنسيق الامني مع اسرائيل. وردا علي ذلك فإن الجيش الاسرائيلي وجهاز الشاباك (المخابرات العامة)، يعدان خطة عسكرية لفترة جديدة في الضفة لغربية. فقيادة الجيش بدأت بأعداد خطه عسكرية وخطط تدريب تمهيدا لازدياد العمليات المسلحة في الضفة الغربية'.
إلا أن المسؤولين الفلسطينيين يرفضون هذه التقييمات ويحذرون من الأهداف الاسرائيلية الخبيثة الكامنة وراءها. وقال عدنان الضميري، الناطق بلسان أجهزة الامن الفلسطينية لصحيفة 'معاريف'، أمس، إنه لا يوجد ارتفاع في احداث الاعمال المسلحة ضد اسرائيل، بل بالعكس. واتهم قوات الاحتلال الاسرائيلية بالتعاون مع المستوطنين الذين يعتدون على الفلسطينيين وقال: 'إن كانت هناك زيادة، فهي في الاعتداءات الاسرائيلية على شعبنا'. واضاف: 'أنتم تنظرون كل الوقت الى معطيات الزجاجات الحارقة ورشق الحجارة من الفلسطينيين، وتتجاهلون تماما ما يفعله المستوطنون تجاهنا. فأنا شخصيا سافرت قرب 'يتسهار' و'هار براخا' (مستوطنيتن قرب نابلس) وتعرضت اربع مرات للحجارة ولكن المخابرات الاسرائيلية لا تحصي هذه الحالات في سجلاتها. كما أن الحدث الاخير على طريق نابلس – طولكرم هو حدث كان يمكن أن ينتهي بشكل آخر تماما وليس بموت مواطن فلسطيني. لقد كانت هذه حادثة طرق عادية، وعندكم فعلوا منها قصة كبرى وقالوا ان الفلسطيني كان مخربا. كان هذا شخصا بسيطا مع خمسة أطفال، يعمل في البناء والجيش الاسرائيلي قتله مجرد هكذا. هو لم يفعل شيئاً، كانت حادثة طرق، ظنوا أنه مخرب وقتلوه. هذا واحد آخر من الاحداث التي تحصيها المخابرات الاسرائيلية'.
ويقول الضميري إن الوضع الامني في المناطق التي توجد تحت سيطرته جيد جدا، ويشير بفخر الى أن أمن المواطن الفلسطيني أفضل بكثير من أمن الاسرائيلي. 'معظم المشاكل والاحداث التي تتحدث عنها المخابرات الاسرائيلية تقع في المنطقة ج، حيث لا توجد سيطرة فلسطينية على هذه القرى، وأنا بصفتي من أجهزة الامن لا يمكنني أن افعل شيئا في هذا الشأن. في أجهزة الامن الفلسطينية، نحن لا نسمح لاحد بحمل السلاح. وبودي أن اوضح – نحن لا نحافظ على أمن مواطني اسرائيل، وبالتأكيد ليس على اولئك الذين يوجدون في اراضينا. نحن بذلك نحافظ على أمن فلسطين ومواطني دولة فلسطين. وعليه، فمن أجل الحفاظ على مواطنينا، لا نسمح لاحد غير قوات الامن الفلسطينية بحمل السلاح، هذا موقفنا'.
ويوضح الضميري بان الاحداث السياسية الدولية الاخيرة، وتحول السلطة الفلسطينية الى دولة ستؤثر على التعاون الامني بين الجيش الاسرائيلي وقوات الامن الفلسطينية. 'لا يوجد لنا الان مشكلة مع التعاون، ولكن في الجيش الاسرائيلي يجب ان يفهموا بأنهم طالما يساعدون المستوطنين ويحمونهم في حرق الاشجار ورشق الحجارة، فإنهم يمسون بالتعاون بيننا. دول العالم في الامم المتحدة اعترفت بدولة فلسطين في حدود 67. وعليه فمن ناحيتنا كل من يوجد داخل هذه الحدود – الجيش الاسرائيلي، الشرطة والمستوطنين، يمثلون الاحتلال. التعاون الامني سيتغير. آمل أن يتغير ايجابا. اذا اعترفت اسرائيل بدولة فلسطينية، فمن المؤكد أن يكون ايجابيا. اذا لم تعترف فانه يكون لا يزال هناك احتلال، ولهذا فان الفلسطينيين سيواصلون الكفاح ضده'.
وقال اللواء جبريل الرجوب، الذي كان رئيس أجهزة الامن في مناطق السلطة الفلسطينية، إنه يعتقد ايضا بان الواقع تغير تماما. وهو يأمل أن تعترف دولة اسرائيل بذلك في أقرب وقت ممكن. ' توجد قواعد جديدة في المنطقة. الان نحن دولة ويجدر باسرائيل ان تتعامل مع ذلك'، يقول. 'توجد هنا فرصة ممتازة لاصلاح ما حصل في الماضي، والسير معا نحو واقع تكون فيه دولة فلسطين تعيش بسلام الى جانب دولة اسرائيل. ولكن الحكومة اليمينية المتطرفة الاجرامية، تدفع المنطقة بأسرها مرة اخرى الى سفك الدماء. على حكومة اسرائيل أن تفكر اذا كانت تريد التعاطي معنا كجيران وأن تتخذ قرارا بترك اراضينا والعيش الى جانبنا بسلام، أم تريد البقاء في الاراضي المحتلة وأن تقاتل الشعب الفلسطيني الذي سيعيش هنا الى الأبد
وتناول الرجوب التعاون الامني بين اسرائيل وأجهزة الامن الفلسطينية، ووصف المشكلة من ناحيته كالتالي: 'منذ البداية كنت ولا أزال ملتزما بالمقاومة. ولكن بالتوازي أنا ملتزم بالسلام ايضا. ما لا يمكنني أن اطيقه هو زعرانكم في يتسهار وهار براخا. أعتقد أن في اسرائيل ايضا توجد معارضة لهذه الافعال التي تصم الدين اليهودي والثقافة اليهودية بالسواد. نحن نوجد في اتصال مع اخواننا في غزة، وفي نيتنا ان نتصرف كنظام مسؤول. لن نسمح أو نشجع مبادرة فيها سفك دماء من جانبنا، ليس لأننا نحب عدونا وعدوكم – المستوطنين – بل لأننا نريد للشعب في اسرائيل أن يفهم ويعرف بأنهم هم الذين يحدثون المشاكل. من يعتقد انه من حقه أن يمس بالفلسطيني سيرى انه سيتلقى العقاب الذي يستحقه'.ورفض الرجوب ان يفصل ما هو العقاب، من سيفرضه وكيف، ولكنه قال فقط 'نحن نواصل خط المقاومة الشعبية وبشكل هادئ. عليكم ان تفكروا وتبحثوا كيف تضعون حدا لزعرنتهم. لا تفكروا بأنكم يمكنكم ان تقمعوا الشعب الفلسطيني بالقوة'.
وفي نفس الارتباط حذر جبريل الرجوب من أن يكون الهدف، من وراء نشر اسرائيل احتمال انفجار انتفاضة ثالثة، عملية تمهيد لعدوان جديد على الضفة الغربية، استكمالا للحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة