المدرسة

ما الذي تعنيه المدرسة بالنسبة لي ؟...في الصباح حالة من الفوضى نكون في المنزل اشبه بكتيبة مسلحة تستعد للإنتقال إلى منطقة العمليات...اضافة اعلان

من جملة الوظائف التي تناط بي البحث عن (بكلات) زينة، وهذا البحث يتطلب مني مجموعة اسئلة توجه لها ومن ضمنها أين وضعتها أمس؟..وفي الغالب أجدها، وايضا تناط بي مهمة أخرى هي فك الرباط الخاص بحذاء (زود) ومعاودة ربطه بالطريقة السليمة.
مهمات كثيرة أخرى تناط بي أيضا، ومنها تجهيز السندويشات...وأحيانا إثارة الحماسة في قلوب الأبناء، وهذا الأمر سهل مجرد إدارة قرص المذياع على برنامج الوكيل الصباحي كاف لإثارة الحماسة.
مراقبة الباص أيضا...والقبلات التي توزع على الأولاد في الممرات والتي لا تشبع منها في الصباح أبدا، واحيانا محاولة فض اشتباك حاد بين (زينة) و(زود) حول ادعاء الأخير بقيام زينة بأخذ القلم الاصفر من حقيبته..وتندلع حالة من الإستجوابات المعمقة والسريعة وفي النهاية نصل إلى مرحلة تجسير الفجوة بين الطرفين وإقناع أحدهما بالتنازل.
وأحيانا أجبر على أن اصدر تنبيهات مشددة وصارمة لياسر بعدم النوم في الباص فالأخبار التي تأتيني من اشقائه تفيد بأنه لحظة ركوبه الباص يغط في نوم عميق...وأن محاولات جادة من المعلمة تندلع لإجباره على الصحيان ولكنها تفشل.
التهديدات المبطنة التي تندلع لحظة ركوب (زود) الباص..فهذا الفتى يصر أن يصدر تعليقات لئيمة حين أحمل حقيبته وهو يصعد الباص، تعليقات احيانا تكون مخجلة وتتعلق بي شخصيا، وأمام الطلاب أتذكر أنه قال لي ذات مره :- ( مش أرجع القاك ماكل الشيبس تبعي)..وأنا أرد عليه بتهديدات مبطنه منها :- ( طيب بس اتروح أنا بفرجيك)..
موسم العودة للمدارس..موسم فوضى جميلة ورائعة موسم قبلات تسرقها على عجل من الأولاد..ولكنه الموسم الذي تودع قلبك فيه باص المدرسة، وتنتظر الساعة الواحدة بكل ما في الحب من قلق كي تسترد قلبك .