الأحد 2024-12-15 08:10 ص
 

الملك في رام الله

12:18 ص

التصويت في الأمم المتحدة كشف زخم التأييد الدولي لفكرة إقامة الدولة الفلسطينية .لا شك ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى مدينة رام الله تأتي اصطفافا واضحا مع الدولة الفلسطينية التي نالت لتوها اعترافا دوليا باهرا في الامم المتحدة وبات تحمل صفة 'دولة مراقب' وغدت بذلك قانونيا الدولة الوحيدة المحتلة في العالم. فالزيارة الملكية تعني التأييد والدعم المطلق للدولة الفلسطينية في معركتها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يحاول ان يغير الوقائع على الارض وينهي حلم الدولة الفلسطينية.اضافة اعلان

وهنا تاتي الزيارة الملكية دفاعا عن الاردن ودفاعا عن الدولة الفلسطينية كون اقامتها وادامتها مصلحة استراتيجية اردنية مثلما هي مصلحة فلسطينية، لتاكيد مركزية القضية الفلسطينية وحل الدولتين وضرورة وقف التسريع الممنهج للاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية من خلال إعادة الزخم الدولي للعمل الدبلوماسي ووضع فلسطين على الاجندة الدولية.
والتحرك الاردني ياتي في وقت مهم وحساس جدا، بعد ان اصبحت فلسطين دولة حسب وثائق الامم المتحدة ورئيسها اصبح يعامل بالعرف الدبلوماسي كرئيس دولة اينما حل ، والزيارة هي الثانية لرام الله خلال عام والاولى بعد دعوة القيادة الفلسطينية للملوك والزعماء العرب لزيارة رام الله.
ان القضية الفلسطينية تمر في اخطر مراحلها وهي المرحلة التي تسعى فيها القيادة الصهيونية الى استكمال بناء القدس الكبرى وربطها مع الكتل الاستيطانية الكبرى وهنا تاتي خطورة القرار الاسرائيلي الاخير ببناء 3000 وحدة سكنية بالسيطرة على المنطقة الممتدة من 'مستعمرة معاليه ادوميم'الى القدس المحتلة وهي المنطقة المسماة (E1) بخطة خبيثة تهدد مصير حل الدولتين وتهدد بخنق مشروع الدولة الفلسطينية وعرقلة اقامتها.
لقد كشف التصويت في الهيئة العامة للامم المتحدة الزخم والتاييد الدولي لفكرة إقامة الدولة الفلسطينية وكذلك عرت موقف اسرائيل وبينت هشاشة الموقف الامريكي ومدى التصاقه في مشروع اليمين الاسرائيلي، وتراجع دور واشنطن في التاثير الدولي بعدما لم تجد المندوبة الامريكية في الامم المتحدة سوى 8 دول الى جانبها من بينها اسرائيل وكندا والتشيك واستراليا ولتوانيا ودول تشكل جزرا غير معروفة وهو ما حدا بها الى التقليل من شأن القرار الاممي.
المطلوب اليوم من العرب ان لا يضيعوا الفرصة وعليهم ان ان يكشفوا قيادة اليمين الاسرائيلي وتحديها السافر للمجتمع الدولي وعلى مصر والاردن وقطر والدول العربية التي لها اتصالات مع اسرائيل ان تضع برنامجا واحدا في التعامل مع تل ابيب وتستثمر قوتها من اجل الضغط المباشر وترك كل الاحتمالات مفتوحة اذا ما استمر نتياهو في مخططاته الاجرامية.
فالعالم ينظر الى العرب والى اسلوب تعاملهم مع اسرائيل، فاذا لم نغير لهجتنا ونصعد خطواتنا فانه لن يكترث بنا، لا بل لن يحترمنا، ونحن هنا لا ندعو الى تحريك منصات الصواريخ او الكتائب العسكرية على الحدود، بل نطالب برد في حدوده الديبلوماسية الدنيا وان نتعامل بجدية سياسية اكثر مع التحدي الاسرائيلي.
فمن المعيب ان نرى دولا اوروبية تستدعي سفراء اسرائيل لديها لتسليمهم احتجاجات رسميه على خطط تسريع البناء الاستيطاني والتهديد بنخق السلطة، بينما الجامعة العربية وعربانها وفصائلها المسلحة ما زالوا يتحدثون عن جهود الوساطة والتهدئة ولغة الكياسة وضبط النفس .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة