.. المواطن السوبر!

إذا لم يكن الأصل هو حضور النواب ومشاركتهم في العمل التشريعي، وإذا لم يقبل السادة النواب معاقبة التغيّب والغياب بغرامة.. فمعنى ذلك أن الأصل هو.. التغيّب! وأن الحضور هو منّة من النائب على المجلس، وعلى الحكومة، وعلى ناخبيه!اضافة اعلان

لماذا ينتصر المواطن لمهنة لم يولد بها، ولم يرثها ولا يأخذها مأخذ الجد؟!
- لماذا يتغيّب النائب عن اللجنة التي اختارها، وعن المجلس الذي يتقاضى راتباً ليعمل فيه؟!. لماذا يطلب النائب المحترم من العاملين في أجهزة الدولة عدم التغيّب، والعمل بجد إذا كان هو لا يمارسهما كالآخرين؟. لماذا لا يقبل العقوبة ويطالب بفرضها على الجميع؟!.
- لماذا يكون الصحفي مواطنا سوبر فنطالب بعدم توقيفه بجرم لا علاقة له بحرية الرأي؟!. لماذا نعتبر النص القانوني بترخيص المطبوعة الإلكترونية قمعاً لحرية الصحافة؟!. لماذا يفصل الصحفي نفسه عن مؤسسته فيطالب بزيادات رواتبه وعلاواته في حين ان صحيفته تمرُّ بظروف سيئة؟! ولماذا يجعل من إدارة الصحيفة خصما له فيعتصم ويضرب مع أنه يعرف أن الصحف شركات مساهمة عامة يملكها الناس بمن فيهم ناس الضمان الاجتماعي؟
- لماذا يرفض الطبيب والمستشفى كشف حساباتهم لضريبة الدخل، مع أن هناك أطباء يربحون ثلاثين ألف دينار في الشهر؟ هل لأن الطبيب هبط من السماء، ولم يكن طالباً في المدرسة الحكومية، وفي الجامعة الحكومية، ولم ترسله وزارة الصحة أو الخدمات الطبية للاختصاص؟
- لماذا يزعل الوزير السابق أو العين السابق أو النائب السابق لأن الدولة لا تصرف له جواز سفر خاصا، ولا يتضمن النص السحري: «وزير سابق أو عين سابق أو نائب سابق». ويسافر ويعود مثل خلق الله أجمعين؟!
يقول أصدقاء درسوا علم الاجتماع وعلم النفس الجماهيري: إن الذين يختارون التميّز على الآخرين في قضايا يشارك فيها كل الناس، هم أناس فقدوا مقاعد المواطن، واختاروا لأنفسهم أن يكونوا في مكان آخر!
لقد كتبت مرّة كلاماً أغضب عدداً من الأصدقاء حين كنت أقول: إن الشعوب لا تفكر.. لكنها تحسَّ بالكرامة أو بالذل، بالتقدم أو بالتخلف. فالذين يفكرون هم قادتها: السياسيون والأطباء والمحامون والصيادلة والمعلمون في المدارس والجامعات.
وكنت أقول: إن أكبر نكبة حلّت بأمتنا هي أن بعض قادتها تخلوا عن مسؤوليات القيادة، واختاروا أن ينفصلوا عنه بجعل أنفسهم طبقة تعيش على حساب الناس!!. فماذا تأمل الشعوب من قادة تخلوا عن مسؤولياتهم ويجعلون من أنفسهم طبقة لا علاقة لها بالقاعدة الجماهيرية العريضة؟!