المواطن مسؤول أيضا

تعودنا دائما أن نضع اللوم على الحكومة وعلى أجهزتها المختلفة وننسى أننا أيضا نتحمل جزءا من المسؤولية .فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن كل المواطنين بدون استثناء يشتكون من أزمات السير في معظم شوارعنا وهذه حقيقة لا يستطيع أحد انكارها ونطالب ادارة السير وأمانة عمان بإيجاد الحلول لهذه الأزمات لكننا ننسى أننا طرف في هذه الأزمات. فعندما يسير مواطن بسيارته بسرعة متدنية في أحد الشوارع الرئيسية والتي تشهد حركة سير كثيفة جدا فإنه يساعد في حدوث أزمة سير في ذلك الشارع ، وعندما يوقف أحدنا سيارته على مسرب في شارع رئيسي ويغلق هذا المسرب فإنه يتسبب بأزمة سير في تلك المنطقة وعندما يغير أحدنا مسربه بدون حتى أن يستعمل غماز سيارته وبشكل مفاجيء فإنه يساعد في حدوث أزمات السير، وعندما لا يعطي أي واحد منا الأولوية على الدوار ويصر على أن الأولوية له وهو يعرف أنه مخالف فإنه يتسبب بأزمة سير خانقة على الدوار .

عند القيادة في الليل نجد أن العديد من السائقين وخصوصا سائقي سيارات الأجرة يصرون على استعمال الضوء العالي مع أن كل شوارعنا بدون استثناء مضاءة وهذه الأضواء العالية تتسبب في العديد من الحوادث وهذه الحوادث قد تكون قاتلة إذا ما حدثت على الطرق الخارجية .

المواطن يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية ليس في أزمات السير أو الحوادث القاتلة بل في أشياء أخرى كثيرة، فالمواطن الذي يبيع مواد غير صالحة في متجره أو مطعمه للمواطنين أليس هو مواطن عديم المسؤولية ولا يهمه سوى أن يملأ جيوبه بالمال الحرام ؟ . والمواطن الذي يقوم بتزوير أوراق رسمية بغرض الحصول على منفعة شخصية أليس هو أيضا مواطن غير مسؤول ؟ . والمواطن الذي يتهرب من دفع ضريبة الدخل أو ضريبة المبيعات أليس هو مواطن غير مسؤول ؟ . والمواطن الذي يصر على تخطي الدور بينما يقف على هذا الدور عشرة أو عشرين مواطنا وكأنه من طينة غير طينة هؤلاء الناس أليس هو مواطن غير مسؤول ؟ .

نستطيع أن نورد عشرات الأمثلة عن بعض شرائح المواطنين الذين يتصرفون بشكل أناني وكأن هذا الوطن لهم ولأبنائهم لكننا لا نستطيع ذلك في هذه الزاوية المحدودة ،أما أن نظل دائما نقول بأن الحق على الحكومة وعلى أمانة عمان وعلى إدارة السير فهذا لا يجوز وعلينا أن نتحمل المسؤولية ونتصرف كأن هذا الوطن لنا ولأبنائنا من بعدنا وأن نحافظ عليه وعلى مكتسباته ونتصرف بمنتهى المسؤولية .