الأحد 2024-12-15 05:01 ص
 

الموت للمثقفين!

07:17 ص

عنوان أزمتنا ثقافي بامت?از؛ ھنا وفي أرجاء العالم العربي. ?وم كنا نعتني بالروا?ة والشعر والموس?قى، كان حالنا أفضل. و?وم كنا نقرأاضافة اعلان

نج?ب محفوظ وطھ حس?ن وعرار ومارك?ز ونزار قباني، ونسمع ف?روز، ونساجل في المدارس الفلسف?ة وروائع ا?دب العالمي، كان ف?نا
قدر من العقل النقدي والمنطق.
منذ أن تراجعت مكانة ھذه الق?م في ح?اتنا، لصالح 'التوك شو' والغ?ب?ات وثقافة الدعاة، صرنا طوائف؛ عدنا لبدائ?تنا.
في لحظة نحن أحوج ما نكون ف?ھا للثقافة والمعرفة واستعادة العقل النقدي، تخرج الحكومة ممثلة بوزارة الثقافة، بحزمة قرارات لمعاقبة
المثقف?ن وحرمانھم من نافذة صغ?رة مفتوحة على ا?بداع، بدعوى عدم وجود مخصصات مال?ة.
الثقافة والتعل?م وا?ع?م حقول متداخلة، ? ?مكن لمشروع إص?حي في الب?د أن ?قف على قدم?ھ من دونھا. معركة ا?ص?ح في
جوھرھا ال?وم ثقاف?ة وتعل?م?ة وإع?م?ة. الس?اسة مجرد مخرج من مخارجھا، ولن ?نصلح حال الس?اسة من دون ح?اة ثقاف?ة وفكر?ة
سل?مة.
لم تدرك الدولة بعد حق?قة ا?زمة. ولو كان لدى رجا?تھا وعي بحق?قة ا?زمة، وإ?مان بق?م العصر، لحشدوا كل مواردھا ونفوذھا في
معركة التنو?ر وبناء الوعي.
تكاد أج?ال بكاملھا تغرق في بحر ا?فكار الظ?م?ة والعدم?ة؛ المدرسون والت?م?ذ، أساتذة الجامعات وطلبتھا، الطبقة الوسطى وطل?عتھا
في شتى الم?اد?ن، جلھم صاروا أسرى لثقافة سائدة تحط من قدر العلم والعقل النقدي؛ ثقافة تمجد القب?لة والطائفة، وتزدري ق?م الحر?ة
وا?نفتاح، وتبني أسوار العزلة وا?نغ?ق حول العقول.
وفي غ?اب التقد?ر للمثقف?ن والمبدع?ن، تقدم الصفوف أكثر الناس جھ? وحقدا؛ فعمت ثقافة الكراھ?ة ح?اتنا من أصغر دوائر المجتمع
وحلقاتھ إلى أكبرھا، وتراجعت مكانة الھو?ة الوطن?ة لصالح و?ءات قد?مة دفنھا المجتمع منذ عقود، أو ھكذا اعتقدنا.
لزمن مضى، كان المبدعون في حقول ا?دب والشعر والمعرفة عموما، نماذج تحتذى. في العالم المتقدم ما ?زالون كذلك؛ مرجع?ات ا?مة
وذخ?رتھا الح?ة في أوقات ا?زمات، ومع?ن الشعوب في مس?رة نھضتھا وتقدمھا. في ب?دنا، احتل الش?وخ والدراو?ش مكانھم؛
?تصدرون الشاشات والبرامج التلفز?ون?ة، وتنظم لھم المھرجانات الجماھ?ر?ة، وتستض?فھم الدولة على حسابھا من شتى أقطار العالم،
بدعوى دعم ا?عتدال.
رفع المثقفون صوتھم أمس احتجاجا على ھذا ا?زدراء من طرف الحكومة، وقطعوا العھد أن ? ?صمتوا بعد ال?وم على س?اسات
التھم?ش. نأمل أن ? ?تراجعوا؛ فمعركة التنو?ر تستحق منھم ومنا مواجھة مفتوحة مع كل القوى وا?طراف التي تشحذ أسلحتھا ?غ?ق
ما تبقى من نوافذ للثقافة والمعرفة والعقل.
دعم الثقافة ودور المعرفة والفن أولو?ة تتقدم على سواھا. لقد ش?دنا مئات المدارس والجامعات، ماذا جن?نا منھا غ?ر مجام?ع العاطل?ن عن
العمل؟! وھا ھي ال?وم 'ترفد' جبھات الموت في سور?ة والعراق بخر?ج?ھا.
الدعوة التي أطلقتھا الھ?ئات الثقاف?ة لتأس?س مجلس أعلى للثقافة والفنون، ھي المخرج الوح?د أمام الحكومة للتراجع عن جر?متھا بحق
المثقف?ن في ا?ردن، وإعادة ا?عتبار لدورھم. ول?كن تأس?س المجلس ا?على نقطة التحول في الموقف الرسمي من دور الثقافة والمثقف?ن،
ومحطة ?ط?ق مشروع ثقافي تنو?ري، تُرصد لھ كل الموارد المتاحة، وتُجند ف?ھ طاقات الدولة، ل?كون البدا?ة في طر?ق طو?لة وشاقة
?ستعادة الوعي، وبناء الحس ا?نساني من جد?د عند قطاعات عر?ضة من الناس المھمش?ن والمستلب?ن.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة