الأحد 2024-12-15 08:58 م
 

الميناء .. توقيت خاطئ

01:01 ص

تقدمت اللجنة النقابية في ميناء الحاويات ب 26 مطلبا , بعضها مستحق لكن معظمها ذو أهداف ترفيهية , مثل راتب الخامس عشر.اضافة اعلان

من بين المطالب ال26 لم أجد واحدا ملحا يستوجب تنفيذ الاضراب في مثل هذا الوقت , وهو توقيت على الأرجح, لم يكن مصادفة !! عندما ينتقي العمال في مرفق اقتصادي حساس شهر رمضان للتوقف عن الخدمة , فإن جملة الأهداف التي يقرأها المحلل في مثل هذه الخطوة هي لي ذراع الحكومة والشركة والمجتمع , هي بصراحة وسيلة مؤذية لكل ما سبق فمهما كانت المطالب والأهداف مستحقة لا تحتمل التأجيل وهي ليست كذلك فإنها لاتبرر التوقيت سيئ النية!!
حتى عندما كان يضرب العمال أينما كانوا كانت مصالح جميع الأطراف وفي المقدمة منها الاقتصاد في حساباتهم , لكن إضراب عمال الميناء لم يحفل لكل ما سبق فهو خاطئ في توقيته لأنه إنتقى شهر رمضان وذروة الطلب , وبمنتهى حب الذات أضربوا دون اعتبار لتداعيات توقف المناولة على إمدادات السوق من المواد الغذائية وعلى الكلف والأسعار على المستهلك.
على مدى سنوات الربيع نفذ عمال الأردن اعتصامات وإحتجاجات عشوائية , صحيح أن بعضها كان محقا لكن الصحيح أيضا أن معظمها تعجيزية بالغت في الأساليب الى مستوى الإبتزاز.
2 % فقط من هذه الاضرابات والاعتصامات تمت تحت إشراف إتحاد نقابات العمال , لكن السواد الأعظم منها لم تكن مؤسسية بل كانت عشوائية صرفة تخللها اعتداءات على مصانع وشركات بعثت فعلا برسائل سلبية للمستثمرين وتهدد اليوم بتقويض جهود جذب استثمارات جديدة.
الإعتصامات العشوائية لم تحقق من أهدافها سوى تعطيل ا?نتاج , ورفع كلفته وتعطيل عجلة ا?قتصاد الوطني , فلم تخفف من البطالة وعززت عوامل التردد في اتخاذ القرار.
الكثرة في الإعتصامات لم تعد قائمة اليوم فقد حقق العمال خلال العامين الفائتين ما لم يحققوه على مدى عقد مضى سواء كان ذلك بحق أو من دون حق , وقد كانت دائما الوسيلة هي لي الذراع في ظل الإستقواء الذي تنامى في غفلة من الحسم الحكومي بحجة عدم الإشتباك مع المحتجين المحقين منهم وغير المحقين في تقليد لربيع عربي انتهى الى لا شيء بل مجرد عنف يولد عنفا.
الأوضاع تغيرت اليوم , وعلى العمال المحقين في مطالبهم العودة الى لغة الحوار والقانون عبر المظلات الشرعية التي ينتمون اليها وهي النقابات التي غاب دورها لفترة طويلة من الوقت.
قيادة اتحاد نقابات العمال تدعم إضراب الميناء , مع أن مسؤوليتها الأخلاقية و الاقتصادية والاجتماعية في أن تنظر الى مصلحة الاقتصاد أولا وأخيرا وهو ما غاب عن بال قيادات لا يشغلها سوى الفوز بحفنة من الأصوات.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة