الوكيل - التحقيقات الصحافية - الدستور - حسام عطية.
اقدم اشرف «مواطن فضل عدم ذكر اسمه الصريح» في بداية عمره على وشم يده « بوشم نسر يقبض على افعى « بمساحة احتلت حيزا كبيرا من يده كمظهر من مظاهر الرجولة والشجاعة ولفت الانتباه من قبل الآخرين، و قال: إن رغبات الاشخاص في تحديد الشكل المراد وشمه تختلف من شخص الى آخر.
ونوه اشرف انه مع مرور الوقت بات هذا الوشم مصدر ازعاج لي من قبل بعض الاهل والاصدقاء، وبخاصة عندما اذهب للبحث عن عمل او لطلب عروس، وعند مشاهدة يدى وما هو مرسوم عليها ينفرون مني ويردون على طلبي بالرفض، ولكن باسلوب حضاري كالقول لا يوجد نصيب او لا نحتاج للعمال في الوقت الحالي، فيما الوشم موضة قديمة اجتاحت العالم في السنوات الأخيرة وأصبح يسمى حاليا « التاتو» ولم يقتصر على الشباب والمراهقين بل امتد للأعمار الأخرى.
رغبة بالتميز
ولفت اشرف انه اقدم على ذلك عبر احد الاصدقاء كرغبة منه في التميز و كدليل على الحرية ومواكبة الموضة، رغم ان مجتمعنا لم يتقبل مثل هذا الامر بعد، وعلى الرغم من هذه الظاهرة التي انتشرت في السنوات القليلة الماضية بشكل مدهش في المجتمعات العربية أصبح الاقبال عليها بشكل متزايد خصوصاً في الاونة الاخيرة خاصة من فئة الشباب والمراهقين، وتعد هذه الظاهرة اشبه بالموضة للبحث عن التفرد والفردية، وهو ما يدفع الكثيرين إلى البحث عن طرق جديدة وأكثر غرابة عن غيرها في التزين، وعليه يسعى هواة مثل هذا النوع من الموضة إلى الظهور بمظهر مختلف، مهما كان الثمن ومهما تسبب ذلك في آلام كبيرة، ناهيك عن تسببها في نقل الأمراض المعدية كما اسمع.
وقال اشرف ان احد اصدقائه نصحه بازالة الوشم عن جسمه باستخدام مادة « ماء نار « لحرق مادة الوشم لكن الامر انعكس سلبا عليه كونه استخدم طرقا عشوائية لازالة الرسومات عن طريق صديقه وليس عن طريق الاطباء كون الامر مكلفا ماليا، واضاف :وعليه يفضل من يريد وشم نفسه أن يفكر مليا قبل الإقدام على ذلك، وعليه أن يتخذ الإجراءات الضرورية لحماية نفسه من مخاطر محتملة، فما يظنه شيئا جميلا محببا الآن، قد « يتحول « إلى مصدر للندم فيما بعد؛ اضافة الى انه تشويه للصورة الجمالية التى خلقها الله عز وجل من خلال قول رسول الله « صلى الله عليه وسلم « « لعن الله الواشمة والمستوشمة « واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى.
احكام سلبية
مدير مركز الثريا للدراسات الدكتور محمد الجريبيع قال : مهما كانت هذه الممارسات بالاقدام على وشم الجسد الا أنها تبقى بحكم ثقافتنا الاجتماعية مرفوضة وتحمل دلالات سلبية تجعلنا نحكم على هؤلاء الاشخاص أحكاما سلبية وأحيانا قد تكون غير صحيحة، الا أن المهم في دلالاتها ورمزيتها، كما قد تشكل وصمة اجتماعية تبقى ترافق هذا الانسان الى وقت طويل، كما انها قد تقف عائقا أمام هؤلاء سواء كان في الزواج أو في العمل وتضيّع عليهم فرصا عديدة، ولا شك أن لهذه الممارسات تبعيات اجتماعية وصحية عديدة وتضعهم دائما في وضع شك وتساؤل وعدم ثقة، وبالتالي تضعهم في منزلة اجتماعية أقل، فيما كانت النساء فيما مضى يزينّ وجوههن بالوشم في تعبير عن جمال المرأة والقبيلة التي تنتمي إليها، إلا أن هذه العادة اندثرت واختفت بعد اكتشاف مضارها، غير أنها عادت اليوم.
ظاهرة بارزة
ونوه الدكتور الجريبيع الى ان السنوات الاخيرة شهدت بروز ظاهرة الوشم أو الرسم على الايدي أو مختلف انحاء الجسم، وبحكم الاعراف الاجتماعية تعتبر هذه الظاهرة غير مقبولة، وقد يحاكم هؤلاء الاشخاص الموشومون نتيجة لهذا السلوك محاكمة اجتماعية، فيتهمون ببعض العبارات التي تشكك في سلوكياتهم، وقد يعانون منها ايضا عند الاقدام على الزواج، فيجابهون بالرفض من البنت او اهلها.
ويضيف الجرابيع قائلا : لوحظ في الاونة الاخيرة انتشار ظاهرة الوشم بشكل كبير بين أوساط الشباب الذكور ضمن الفئة العمرية « 18-25 سنة «، وفي احيان نجد ان الفتيات اصبحن يمارسن هذا السلوك وان كان بدرجة اقل، وقد تكون هذه الرسومات تعكس طبيعة شخصية الانسان الذي يمارسها، فهو من خلال هذه الممارسات يعبر عن ذاته ويرسل رسائل للاخرين، فاحيانا ترى عبارات تعبر عن حالات الحب أو الحزن، وأحيانا تعبر عن مواقف واتجاهات شخصية، كما لوحظ أن هذه الظاهرة تنتشر على مستوى العالم خاصة بين اوساط الرياضيين، وقد يلجأ اليها بعض الشباب للتعبير عن اعجابهم بالرياضين والفنانين، فيما بعض وسائل الاعلام تلعب دورا كبيرا في انتشار هذه الظاهرة وذلك من خلال مشاهدة الشباب للنجم المفضل لهم وقد رسم على جسمه وشما، وهناك برامج مخصصة للتجميل تعرض كيفية رسم الوشم؛ ما يشجع على انتشار هذه الظاهرة خاصة وان الشباب يعتبرون الاعلام نافذة يتعرفون من خلالها احدثَ الموضات والصيحات.
واعتبر الدكتور الجريبيع ان الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لم تحد بعد من هذه الظاهرة، علماً أنها أصدرت تعليمات معدلة لتراخيص الصالونات تمنعها من مزاولة مهنة « التاتو « او الوشم، وجاء المنع بسبب ما تحتويه اجهزة الوشم من احبار مكونة من مواد مجهولة، وغالباً ما تؤدي إلى التسمم، إضافة الى أن الأدوات المستخدمة في « التاتو « والتي تحقن من خلالها الأحبار داخل الجسم قد تؤدي إلى نقل الأمراض المعدية، ورغم قرار المنع الحكومي فلا يزال العديد من الذين يتقنون الرسم بالتاتو يمارسون هذه المهنة، وبعضهم يتواصلون مع الزبائن عن طريق الهاتف، فيتم الاتصال بهم لترتيب موعد ومكان لوضع الرسم المطلوب، وهناك سبب آخر وراء اقبال الشباب على عملية الوشم وهو المشاكل العاطفية أو الاجتماعية؛ ما يدفع هؤلاء الشباب لنقش ذكريات معينة مثل أسماء أو تواريخ على أجسادهم، وذلك في محاولة إثبات للذات أو للأشخاص المرتبطين بهذه الذكريات الى أن تلك التجربة باقية في ذاكرتهم، ولكن بعد أن يتجاوز الشاب سن المراهقة فانه يبدأ بالمعاناة من مشاكل نفسية واجتماعية بسبب تلك الرسوم، حيث يشكل التاتو في هذه المرحلة عبئاً اجتماعياً يخجل من إظهاره، ويحاول إزالته بشتى الوسائل.
عبر الاطباء
من جانبه حسم مستشار اول امراض جلدية ورئيس اختصاص الامراض الجلدية في وزارة الصحة الدكتور محمد العبادي الجدل الحاصل حول مخاطر ازالة الوشم وقال لا يجوز ازالة الوشم بطرق عشوائية بل يجب ان يزال الوشم من قبل اطباء جلدية او جراحة تجميل متخصصين في مجال ازالة الوشم بواسطة الليزر، لانه توجد عدة انواع من الليزر بحيث يتخصص كل نوع بنوع من الوشم، وهذه الامور لا يستطيع ان يحددها الا الطبيب الاختصاصي.
أخطر الاعراض
ونوه الدكتور العبادي الى ان أخطر الاعراض الجانبية عند عمل الوشم للانسان هو تعرض هذا الشخص للاصابة بالتهاب الكبد الوبائي نوع « b « وكذلك مرض نقص المناعة «الايدز» خصوصا عندما تتم عملية الوشم بواسطة ادوات غير معقمة، وكذلك الامر عند ازالة الوشم من قبل اناس غير مؤهلين؛ ما يعرض الشخص الى نزيف والتهاب حاد في الجلد والاصابة بامراض خطيرة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو