الإعلان عن اتفاق تنسيقي عسكري أردني – روسي بعد مؤتمر صحفي عقد في العاصمة النمساوية فينّا نهاية الاسبوع ضم وزير الخارجية ناصر جودة ونظيره الروسي سيرجي لافروف، تم فيه الإعلان 'عن تنسيق عسكري بين الأردن وروسيا في الشأن السوري'. دفع الى تفسيرات متعددة ذهبت إلى مذاهب شتى سواء على المستوى المحلي أو الاقليمي، ذهب بعضها إلى وصف هذا الإعلان بأنه تحول استراتيجي في الموقف الأردني قد يصل إلى انطلاق الطائرات الروسية من الأراضي الأردنية. ووصف هذا التنسيق بأنه خطوة تاريخية، في المقابل فسّرت أصوات أخرى هذه الخطوة بأنها مجرد عملية تنسيقية لا تشير إلى أي تحولات حقيقية في المواقف الاردنية، وهذا النمط من التنسيق بدأته الولايات المتحدة قبل أن تنطلق الطائرات الروسية نحو سورية.
لا يمكن فهم خرائط التحولات التي تشهدها المواقف الدولية والإقليمية من الأزمة السورية والحرب على الجماعات الإرهابية بدون الفهم لخرائط المصالح وقدرة كل طرف من الأطراف على إدراك كنه مصالحه، لذلك كانت مواقف الدول جميعها متحركة نسبيا وتعرضت الكثير منها لإعادة تموضع ربما باستثناء بعض دول الخليج التي حافظت على مواقف محددة منذ بدء الأزمة.
المشكلة ان الكثير من المواقف المتحركة إقليميا ودوليا حيال الأزمة السورية يلفها الكثير من الغموض، ويحكمها منطق التفاهمات غير المعلنة. وهناك فرق كبير بين المواقف المعلنة أو تلك المسوقة لوسائل الإعلام وبين ما يتم على الارض، الوضوح الاستراتيجي الأردني في الموقف من الأزمة يكاد يكون الأكثر حضورا في المواقف الاقليمية منذ بدء الازمة السورية قبل أكثر من أربع سنوات. وهذا الوضوح يدور حول ثلاثة مبادئ أساسية هي الحل السياسي ومواجهة التنظيمات الإرهابية وحماية وحدة التراب الوطني السوري؛ أي تجنيب الدولة السورية التقسيم. هذه المبادئ لا تمثل ترفا أو شطارة سياسية أو مجرد عواطف بل تعكس المصالح الوطنية الأردنية، فالحرب على الحدود الشمالية تجعل الأردن أكثر المتأثرين باستمرارها ونتائجها.
الوضوح الاستراتيجي الأردني قابله غموض استراتيجي أميركي، وتحديدا في الموقف من محاربة الإرهاب، وانعكس ذلك في جدوى العمليات العسكرية للتحالف الدولي الذي يحارب الإرهاب منذ أكثر من سنة بدون جدوى، وهو الغموض الذي يفسر أحيانا بتراجع المنطقة في الأولويات الأميركية. هذا التطور قابله وضوح روسي في مواجهة الإرهاب مع أجندة سياسية قد لا تتفق في نهاية النهار مع الموقف الأردني الداعي إلى حل ديمقراطي يجعل الشعب السوري وحده من يقرر مصير السلطة السياسية.
التنسيق العسكري المرتبط بالعمليات المتوقعة قريبا في جنوب سورية يأتي ضرورة يتطلبها النشاط العسكري الجوي ولا يوجد تحفظ أميركي حقيقي حوله. وقامت الولايات المتحدة بإجراء تنسيق عملياتي مع الروس قبل بدء العمليات الروسية، على الرغم من إعلان ممثلة البنتاغون أمس أن الولايات المتحدة لن تنسق مع الروس عسكريا واستخباريا من خلال مكتب التنسيق المزمع بدء أعماله في عمان قريبا. إن المهم ليس هذا النمط من التنسيق بل التحولات السياسية التي بدأت تظهر علنا مع اتفاق فينّا الرباعي الاميركي والروسي والتركي والسعودي والذي غُيبت عمان عنه ومن المتوقع توسيع هذه الرباعية لتشمل إيران ومصر.
الأردن أمامه فرصة لفرض حضوره الإقليمي لحماية مصالحه الوطنية في زمن الصعود الروسي، وبدون شك أن ثمة مساحة من التفاهمات الأردنية الأميركية التي تتيح للأردن التحرك خارج النظرة الأميركية التقليدية، وتحديدا أن مدرسة وزارة الخارجية الأميركية أقرب إلى فهم ما تريده عمان من مؤسسات أميركية أخرى.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو