"انا طفل" للروائية سناء ابو شرار .. المسكوت عنه في كتاب

بقلم تيسير النجار - لقد اصبح الاقتراب من عالم اليافعين والاطفال بمثابة الاقتراب من عالم يلفه الغموض والكثير من المسكوت عنه ، نظرا للمفردات الجديدة التي تغزو عالم الطفل وتعمق عزلته كل يوم عن المجمتع بسبب المجايلة التي باعدت في الاعمار ما بين الطفل ومجمتعه واسرته . اضافة اعلان


وهذا ما تحاول الروائية سناء ابو شرار في كتابها الصادر حديثا 'انا طفل' ان تقدمه لنا ان تفك عالم الغموض والمسكوت عنه في عالم الطفولة واليافعين .

ليس ركضا وراء شهرة وليس صدفة ان تطبع الاديبة الاردنية كتبها عن مكتبة مدبولي في القاهرة وانما ذلك يعد علامة وميزة لاهمية رواياتها عموما وللاهمية الخاصة لكتابها الصادر حديثا 'أنا طفل' والذي يعد من ابرز ما صدر موجها بشكل عميق للطفل وللاسرة معا .

ونظرا لقلة الكتب الموجهة اردنيا بشكل خاص وعربيا بشكل عام للطفل وعوالمه الحديثة والتي اصبحت عوالم في غاية التعقيد والسرعة لما تقدمه وسائل الاتصالات الحديثة من ادوات ساهمت في وضع عالم الطفل في دائرة الصعوبة ومن هنا يأتي كتاب سناء ابو شرار الذي يقدم لنا عالم اليافعين بكل قوة وبلغة رصينة تقترب من لغة علم النفس منها للغة الادبية .

الكتاب صدر عن دار الهلال المصرية حديثا يقع في مئة صفحة من القطع المتوسط وابتكرت الكاتبة اسلوبا جديدا من خلال تقطيع الكتاب وفي كل فصل تطرح قضية يتم طرحها على لسان طفل ومن ابواب تلك القصص والحكايا تقطر الموعظة الحسنة والحكمة وشموخ الكلمة .

الكتاب يتناول معاناة الطفل من نواحٍ متعددة ، منها الوحدة والتشتت الأسري والعنف والقسوة والإهمال , ويشتمل على 53 حالة يتحدث كل طفل فيها عن معاناته .

وحول الكتاب قالت الكاتبة: في عالمنا المعاصر يغرق الطفل في عالم إلكتروني متعدد الأبعاد ، ينزوي أمام شاشته ويعتقد الأهل بأنه يمارس حياة طبيعية علماً بأنه ينسحب من الحياة الطبيعية خصوصاً حين تمتد فترة ملازمته للشاشات الإلكترونية لساعات متواصلة , وان هذا الواقع الحديث فرض مشكلات جديدة على المجتمع العربي بل والعالمي أيضاً من تقلص مساحة الحوار ، وتقلص دور الأسرة .

يأخذك كتاب أنا طفل لعوالمك الذاتية ويشحنك بعالم يشكل الاقتراب منه والولوج فيه سعادة لكل من صاحب قلب سليم وعقل راحج وبأسلوب بسيط وعميق في الوقت نفسه ويكشف هذا الاسلوب عمق الكاتبة ودرايتها الشديدة في عالم الكتابة التي تشكل بالمقام الاول مسؤولية ضخمة تجاه الذات اولا وتجاه المجتمع الذي يحتاج بالفعل لمثل هذه الاصدارات حتى يغدو اكثر نقاءً وشفافية ووهجاً .