الخميس 2024-12-12 08:30 ص
 

انتصارات عربية إعلامية

09:44 ص

بعد كل حرب عربية إسرائيلية، يحتفل العرب بالنصر، وتتعرض حكومة إسرائيل للنقد داخلياً وتتهم بأنها خسرت الحرب. فالعربي يتوقع ان تكون الهزيمة كاسحة وسريعة، فإذا جاءت معتدلة واستغرقت بعض الوقت فهذا انتصار. أما الإسرائيلي فيتوقع أن يكون الانتصار حاسماً، فإذا جاء على درجة أقل واستغرق بعض الوقت فهذا يحسب خسارة.اضافة اعلان

في حالة العدوان الإسرائيلي الاخير على غزة ليس مجدياً مناقشة الربح والخسارة أو الانتصار والهزيمة، فالجانب العربي انتصر إعلامياً في كل حرب خاضها مع إسرائيل. وحتى أم الهزائم في حزيران 1967 اعتبرها البعض هزيمة لإسرائيل، لأنها فشلت في إسقاط الأنظمة الحاكمة في مصر وسوريا.
في عام 1948 انتصرت الجيوش العربية على الصهاينة بدليل أنها لم تسمح باحتلال فلسطين كلها بل أنقذت الضفة والقطاع، ولو مؤقتاً. وفي العدوان الثلاثي عام 1956 احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، حتى الشاطئ الشرقي من قناة السويس، وجرى إنزال بضع عشرات من المظليين الإنجليز على بورسعيد فاحتلوها، وبقوا هناك إلى أن تدخل بولجانين الروسي وايزنهاور الاميركي وأمرا بسحب المعتدين، فاحتفل المصريون بالنصر سنوياً حتى 1967.
وفي 1973 انتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي من شرق القناة قبل الحرب إلى غربها بعد ذلك وتفاوض مع المصريين عند الكيلو 101 على طريق القاهرة، وما زلنا نحتفل سنوياً بحرب رمضان المجيدة مع أن (العبور) كان بالاتجاهين.
وفي 2006 وقعت حرب بين حزب الله وإسرائيل كانت نتيجتها دمار في لبنان، ودفع حزب الله إلى بيروت لأن الجنوب أصبح تحت سلطة القوات الدولية. وما زال حزب الله يحتفل سنوياً بانتصار 2006 ولم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل منذ ذلك التاريخ.
في غزة استشهد 28 فلسطينياً مقابل كل قتيل إسرائيلي، وتم تدمير القطاع وإعادته إلى العصر الحجري، وهدمت معظم الأنفاق، وتم قبول الهدنة مقابل وقف المقاومة وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب من فتح المعابر مع إسرائيل، والسماح بصيد السمك في حدود نصف المياه الإقليمية، ومع ذلك لم تحتفل حماس وحدها بالنصر بل إن الإخوان المسلمين في الأردن أرادوا تجيير (الانتصار) لحسابهم بعد أن أسهموا فيه بمظاهرة ضد الأردن!.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة