الوكيل - يتهدد نحو 40 عائلة فلسطينية تقطن ما بين بلدتي عناتا والعيسوية شمال شرق القدس المحتلة التهجير والاقتلاع من أراضيها لصالح إقامة مكب 'للنفايات الصلبة' عليها، وذلك في خطوة خطيرة قد تنذر بحدوث كارثة بيئة وصحية في تلك المنطقة.
وكانت 'اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء' الإسرائيلية صادقت مؤخرًا على مخطط لإقامة مكب ”للنفايات الصلبة” على أرض تبلغ مساحتها 546 دونمًا تقع بين بلدتي عناتا والعيسوية.
ويحمل هذا المخطط الرقم الهندسي 13900، ينص على إقامة مكب للنفايات سيتم إلقاؤها في 'وادي قاسم' البالغ عمقه 745 مترًا، ويقع بين البلدتين، ويراد من المكب ردم الوادي بمخلفات البناء، وبعد الانتهاء من الردم سيتم تحويل الموقع وفقا للمخطط إلى حديقة عامة تابعة لبلدية الاحتلال.
ويعيش في هذا الوادي قرابة 150 مواطنًا، سيتم إخلاؤهم فورًا وبشكل إجباري من أجل البدء بتنفيذ البنية التحتية للمشروع الذي يتضمن إقامة طرق وشوارع خاصة بالمكب، الأمر الذي يجب التنبه لخطورته والتصدي له بشتى الوسائل، كما يقول رئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير أحمد قريع
وكان الأهالي ومؤسسات حقوقية تقدموا مؤخرًا باعتراضات للمحاكم الإسرائيلية على هذا المخطط، لما يسببه من كارثة بيئية وصحية، ولكن 'اللجنة اللوائية' رفضتها، وأقرت تنفيذ المخطط رسميًا.
خطير وكارثي
ويصف عضو لجنة المتابعة في العيسوية محمد أبو الحمص المخطط الإسرائيلي بأنه 'خطير وكارثي'، يهدف إلى إقامة مكب للنفايات وبالتالي إجبار السكان على ترك أراضيهم لاستغلالها في تنفيذ المشاريع الاستيطانية في القدس.
ويسعى الاحتلال إلى مصادرة مساحات كبيرة من أراضي المواطنين لتنفيذ مشروعه الاستيطاني 'E1' من الجهة الشرقية الشمالية لقرية العيسوية وصولَا لمستوطنة 'معاليه أدوميم'.
ويوضح أبو الحمص لوكالة 'صفا' أن سلطات الاحتلال تمنع الزراعية في تلك الأراضي التي سيتم مصادرتها لإقامة المكب عليها، سوى زراعة دونم ونصف يعود لعائلة درويش، حيث تحرم السكان من استغلالها في الزراعة.
ويلفت إلى أن ما يزيد عن 30 عائلة تقطن في تلك المنطقة، ويتهددها التهجير من أراضيها لصالح إقامة مكب النفايات، وذلك في انتهاك واضح وسافر لكل القوانين والمواثيق الدولية.
ويتوقع أن يتم نقل آلاف الأطنان من النفايات إلى هذه المنطقة خلال الـ 20عامًا المقبلة، وسيتم جلب هذه النفايات من كافة مناطق القدس.
ولهذا المخطط مخاطر كبيرة على السكان، يقول أبو الحمص، وتتمثل في حدوث مكاره بيئية وصحية خطيرة على الإنسان بسبب وجود هذا المكب.
ويؤكد أبو الحمص أن السكان المتضررين ومجموعة من القانونيين والمحاميين سيتوجهون 'للجنة القطرية الإسرائيلية' لتقديم اعتراضات على تنفيذ المخطط، كما سيتم التوجه لمؤسسات حقوق الإنسان وللسلطة الفلسطينية، وحتى محكمة الجنايات الدولية من أجل الضغط لوقف هذا المشروع.
يذكر أن 'اللجنة اللوائية' صادقت عام 2012 على المخطط الهيكلي، حيث أن 13 دونمًا من الأراضي المنوي إقامة المكب عليها ستكون بمثابة شبكة من الطرق لخدمة موقع المكب، بالإضافة إلى تشييد شبكة كبيرة من البنية التحتية الخاصة بالمكب من مكاتب ومواقع خاصة من اجل معالجة النفايات الصلبة.
وقال عضو بلدية الاحتلال يوسف ألالو إن هذا المخطط هو مرحلة أولى في الطريق إلى تطوير المنطقة 'E1'، التي يعارض المجتمع الدولي، وبضمنه الولايات المتحدة، بشدة تنفيذ أعمال بناء استيطاني فيه، كون ذلك سيؤدي إلى قطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.
وأضاف أن بلدية الاحتلال اختارت هذا الموقع لتنفيذ المخطط رغم وجود مناطق كثيرة خارج المدينة لتنفيذ المخطط فيها، وأن هذه الأراضي هي احتياطي للجيل الشاب في العيسوية.
وتشير التقديرات إلى أنه يتوقع أن تمر 168 شاحنة نقل نفايات يوميًا في طريق تبعد أمتار معدودة عن بيوت السكان الفلسطينيين ومحالهم التجارية، الأمر الذي سيتسبب بتلويث للجو وحدوث ضوضاء هائلة، وذلك خلافًا لأنظمة حماية البيئة.
تهجير واستيلاء
ويقول رئيس مجلس محلي عناتا طه النعمان لوكالة 'صفا' إن الاحتلال من خلال هذا المخطط يهدف لانتزاع أراضي المواطنين بالبلدة من أصحابها، من أجل التوسع الاستيطاني وتنفيذ مشروع 'E1'.
ويوضح أن السكان سيتعرضون لأضرار بيئية وصحية خطيرة ستمس بحياة السكان اليومية، نتيجة انبعاث الروائح الكريهة والمكاره الصحية.
ويضيف 'توجهنا لوزارة شؤون الاستيطان ولعدة مؤسسات بشأن وقف هذا المشروع، كما وكلنا عدة مؤسسات من قرية العيسوية لرفع قضايا بالمحاكم الإسرائيلية بخصوص ذلك'.
ويمهد هذا المخطط فعليًا إلى توسيع مستوطنة 'التلة الفرنسية' وربطها بالمنطقة المذكورة، بهدف إقامة 4 آلاف وحدة استيطانية، وللتوسيع باتجاه مستوطنة 'معاليه أدوميم' على حساب أراضي المواطنين، كما يقول مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي
ويشير التفكجي لوكالة 'صفا' إلى أنه في عام 1996م، طرحت سلطات الاحتلال مخطط البوابة الشرقية على مساحة 2000 دونم لإقامة وحدات سكنية، ولكنه تم تجميده.
ويبين أن المخطط يهدف لإقامة حدائق في هذه المنطقة تتبع لمستوطنة 'التلة الفرنسية'، وهذا يعني عملية توسيع وربط لتلك المستوطنة، وهو بمثابة تطهير عرقي للسكان القاطنين في المنطقة.
والمتضرر الأكبر من هذا المخطط- وفق التفكجي- بلدة العيسوية، حيث سيتم مصادرة مساحات كبيرة من أراضيها، وبالتالي القضاء على أي توسع مستقبلي للبلدة.
صفا
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو