بطل الظِّلّ

أجمل ما في الحكاية أنك فيها ..أنت بطلها الطلق ..حتى لو لم تفعل شيئاً فإن الأحداث تفعل فيك ..! لا تخش على مواعيدك ..القدر يرتبها لك ..و القدر يجعلك تمشي في الشارع ..ويجعلك تقع فوق المطبّ تلو المطب..وهو ذاته من يضع في طريقك كلّ هذا العدد من الكاذبين ..وهو ذاته من يجعل عينيك تتوقفان على صورة امرأةٍ قادمةٍ من الجنة ؛ كلّما اقتربتَ منها ؛نجح الشيطان بصدّك عنها ..!

اعلمُ أنك تريد أن تعقد صفقةً مع قدرك ..وأعلمُ أنه لا يستجيب لك وأنه يمدّ لسانه الآن ويضحك عليك ..ورغم أنك بطل الحكاية إلا أنه (بطل الظلّ) الذي يفعل كلّ شيء ولا يكتبُ اسمه على شارة مسلسل حياتك ..!

ورغم كلّ ما فيك من قهر ؛ إلاّ إنك تحاول أن تخرج من صدمة الأربعين ..وكأن أربعينك هي (الحراميّة) وأنت (علي باباها) ..هكذا يريدك قدرك ..هكذا يمارس عليك بطل الظلّ قوانينه عليك ..!

تركض هنا .. و تلهث هناك ..سعياً لأحلامٍ يوميّة أقلّها أن ترى جيش النساء منتصراً معك وفيك ..ولكنك تعود أدراجك حين ترى نفسك في المرآة و تقول لك : استحي على شيبتك ..شايب و عايب ..! فتسكتَ عن صيحةٍ داخليةٍ فيك ..تكتمها ليرتفع ضغطك و ترتبك الألوان بعينيك المُفنجلتين حين تمرُّ كلّ النساء..!

ليس أمامك إلاّ أن (تتفرعن) أو (تتمرد) أو تقعد واضعاً يدك على خدّك تتلقى صفعات (بطل الظلّ) يلعب فيك ولا يعطيك إلاّ الكوميديا السوداء ..! كي تترنح في وجع ولا يتطلع في شأنك إلاّ حين يريدك في ملهاةٍ جديدة ..!
افردْ ذراعيك ..وفنجلْ عينيك أكثر ..إنك في الأربعين يا رجل ..استحِ على شيبتك..!