بعد يوم دامي .. الأردنيون يستيقظون والحزن يعتصر قلوبهم

أحمد المبيضين - بمشاعر ممزوجة بالقهر والحزن .. استيقظ الاردنيون اليوم الثلاثاء بعد يوم دامي لما جرى في فلسطين بقلوب يعتصرها الحزن الماً ووجعاً  من ارتكاب لمجزرة وحشية قام بها جيش الاحتلال الاسرائيلي تجاه ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل .

[add]

ولم يهنأ اي بيت اردني يوم أمس من شمال المملكة الى جنوبها ولا من شرقها لغربها ، 'بلقمة طعام' واحدة ، جراء الانباء المتتالية من وزارة الصحة الفلسطينية والتي كانت تفيد بارتفاع عدد الشهداء والجرحى في كل ساعة ، حتى وصلت الحصيلة النهائية عند ساعات منتصف ليلة امس الى 58 شهيداً واكثر من 2500 جريح .

ولأننا شعب واحد لسنا شعبين .. تربطنا اواصر الاخوة والقرابة والمصاهرة منذ جدودنا الاوائل .. ولان دماء شهداء جيشنا العربي ما زالت تعطر اسوار القدس .. ولأن ما يفصل الضفة الشرقية عن الغربية نهر الاردن وليست الحدود الشائكة التي وضعها ورسمها كيان الاحتلال ، خرجت امس مسيرات حاشدة في جميع مناطق ومحافظات المملكة ،والتي كانت ابرزها الوقفة الاحتجاجية امام السفارة الامريكية في عمان، وذلك للتنديد والاحتجاج على اعلان القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي وافتتاح مقر السفارة الامريكية رسميا في القدس، وما رافق تلك الوقفة من هتافات وحرق للعلمين الامريكي والاسرائيلي ، مشهد لم يُشاهد الا في الاردن فقط .

ولأن قلوبنا تنزف دما ولوعةً وحرقة على ما يحدث في الضفة الغربية .. في فلسطين .. في اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .. اتشحت صفحات التواصل الاجتماعي للاردنيين كافة بالسواد وذلك احياء لذكرى النكبة الــ 70 ، وما تزامن معها من تنفيذ الولايات المتحدة جريمة نقل سفارتها الى القدس المحتلة واعلانها بشكل رسمي عاصمة لدولة الاحتلال ، وهجوم لقوات الاحتلال على الفلسطينيين العزل اثناء مشاركتهم في مسيرة العودة المليونية لينتج عن ذلك الهجوم مجزرة دموية من كلاب شرسة لم تستطع الفتك والنيل من نضال شعب اراد الحياة على ارضه ارتقاء 60 شهيداً واصابة 2700 جريح .

جلالة الملك عبدالله الثاني .. وبحرقة قلب على ما يحدث في الاراضي المحتلة جدد رفضه والاردنيين كافة للاعتداءات السافرة والعنف الذي تمارسه إسرائيل بحق المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة ، مشدداً على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الأخلاقية والقانونية وحماية الشعب الفلسطيني، ومعتبرا أن نقل واشنطن لسفارتها إلى القدس ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وسيؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين.

ولم نسمع عن اي ملكة او زوجة رئيس جمهورية في جميع دول العالم ، قد نددت بما يحدث في فلسطين الا من الملكة الانسانة ، جلالة الملكة رانيا العبدالله ، والتي قالت عبر تغريدة لها عبر موقع تويتر ' ان يوم نقل السفارة الأميركية إلى القدس هو يوم أسود رفضه الفلسطينيون بدمائهم ' متسائلة عن موعد تحرك الضمير العالمي لحماية الفلسطينيين وضمان حقوقهم المشروعة ..

الاردنيون بكافة مواقعهم ومناطقهم ومنابتهم واصولهم لم ينسوا يوما القضية الفلسطينية ، وكل شهيد قد ارتقى الى السموات العلى ، وكل مصاب اصيب في المواجهات هو اخ وابن لكل اردني .. فما بين الشعبين هو اكبر بكثير من معاني الاخاءو التلاحم ، وخير دليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ' مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو، تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِى '.

حمى الله ابناء شعب فلسطين الابي .. والرحمة للشهداء .. والشفاء العاجل للمصابين ..