على الأقل في هذه الأيام الحماسية. (فيسبوك) ليست الدولة الأكبر على خرائطنا الدولية الواقعية أو الافتراضية. كرة القدم بمستطيلها الأخضر وكأسها الذهبية هي الوطن الأكبر والأعظم لكثير من ركاب كوكبنا الأزرق. وكأن الإنسان كروي بطبعه الجواني. كروي بتفكيره وطبعه وحلمه وآفاقه. ولهذا ظلت تسحره المستديرة، وبذات الوقت تركله إلى مهب اليأس والقنوط.
ثمة رأي راجح لدى علماء الاجتماع، أن الدائرة هي الاختراع الأعظم في الحضارة الإنسانية. لولا الدائرة لما تحركت حياتنا، ولما دارت أمانينا ولما تبرعمت طموحاتنا وأحلامنا. الدائرة مع ابنتها الأثيرة الكرة، تصلح أيقونة لبني الإنسان.
حينما كانت إنجلترا على وشك الوصول إلى المربع الذهبي في هذا المونديال العجيب، ابتهج الإنجليز قائلين بفخر غامر: الكرة ستعود إلى مهدها الأول. في إشارة إلى زعمهم القديم المتجدد بأنهم مخترعو كرة القدم، وحق لها أن تعود لهم مع كأسها الذهبية.
لا يستطيع شعب أن يدعي أنه مخترع الكرة. شعوب كثيرة لعبت الكرة كما تثبت الدراسات الآثارية، سواء بكرات الجلد، أو الورق، أو القش، أو حتى الخشب. الكرة جاءت بديلا عن مطاردة عاشها أسلافنا.
كان الإنسان الأول يطارد فريسته بشكل جماعي وعشوائي، ومع آلاف السنين لم يحدث كثير من الاختلاف، فما زلنا نطارد صيدنا بشكل جماعي ايضاً، ولكن بطريقة أكثر تنظيماً، وهذا الصيد الثمين تغير شكله وحجمه وسرعته، فأصبح بهيئة (كرة القدم)؛ ولهذا نتطاير فرحاً وسروراً كلما أحرزنا هدفاً في المرمى، فكل هدف ليس إلا فريسة مفترضة.
بعيداً عن المسمى الصحيح للاتحاد الدولي لكرة القدم، ثمة من يفسر بطرافة ولطافة ورهافة كلمة (FIFA) بأنها: كرة القدم للجميع: FOOTBALL IS FOR ALL
دائما يضربني السؤال الحائر الواخز: هل ثمة علاقة بين الفوز بكأس العالم أو بالبطولات الرياضية الدولية الكبرى مع تقدم البلد وقوته وغناه أو رفاهية شعبة أو حسن تنظيمه أو سعادته أو مثابرته. أين السر؟!
الدول الصغيرة بحاجة لشعراء كبار. ربما لم يعد لهذا القول الثري العميق، الذي كان يافطة كبرى أو مانشيتا دوليا، لم يعد له معنى في عالم تديره الاقدام لا الاقلام أو الأفكار أو الأشعار.
عقد مجلس وزراء كرواتيا، بعد تغلبهم على إنجليرا، جلسته بالزي الرسمي لمنتخب بلادهم. وفي البدء قال رئيس الوزراء أندريه بلينكوفيتش: هذا نجاح لبلد صغير ذي قلب كبير.
فهل تبات الكأس في أحضان الكروات. دعونا نرى معنى القلوب الكبيرة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو