السبت 2024-12-14 07:15 ص
 

تجربة قانون التجمعات والأمن الناعم!

06:25 ص

في عزِّ الربيع العربي اتخذنا قراراً وزارياً لم ينتبه أحد إلى خطورته، لأننا كنا نبحث عن معارك حجارة ورصاص في الشارع لنكون.. «ثواراً»!اضافة اعلان

منذ أول أيام المظاهرات والاعتصامات تغيّر قانون الاجتماعات العامة. فلم يعد المطلوب أخذ اذن الحاكم الإداري للقيام بمظاهرة أو اعتصام.. ذلك أن الأساس هو الحريّة. وأصبح المطلوب اشعار الحاكم الإداري بأن تظاهرة ستبدأ غداً من المسجد الحسيني، وتنتهي في ساحة النخيل براس العين!
والسبب في الاخبار، أولاً حماية التظاهرة أو الاعتصام، وحماية الشارع من البلطجة السياسية، ومنع ارباك السير في المواقع المفصلية من الشارع فأنت تستطيع أن تتظاهر في منتصف الشارع، وتترك المنتصف الآخر لحركة السير!
كانت بعض الأحزاب تتمنى استعمال الهراوات الشرطية، وتتمنى اطلاق النار، وتبحث عن شهداء. لكن «الأمن الناعم» كان يفرض هيبة النظام دون اللجوء إلى العنف!
في دوار الداخلية - واسمه ميدان جمال عبدالناصر - حاول الاخوان نسخ ميدان تحرير آخر، واستحضروا الخيم، ومكبرات الصوت، لكن ارباك اعقد موقع لحركة السير في عمان لا يحتمل فاستعمل الأمن الخشونة، لأن هناك كانت تتجمع تظاهرة مناوئة وكان سيقع الشجار المعروف!
.. وقتها كان أحد الناس ماراً في الميدان فسقط أرضاً بذبحة صدرية - أكدها التقرير الطبي - فأعلنه الاخوان شهيد القمع، وجعلوا عائلته تصدق، واغدقوا عليها الرز والسكر والشاي،.. وانتهى الأمر بنشر التقرير الطبي، وتعزيّة رئيس الوزراء ومدير الأمن لأهل المتوفى!
أمس أعلن الرئيس المصري المؤقت، وهو رئيس المحكمة الدستورية القانون الجديد للتجمعات العامة، وفيه لزوم أخذ موافقة المحافظ على التظاهرة والاعتصام قبل ثلاثة أيام ومراقبة أي خروج على السلمية المطلقة، فإذا خرج المتظاهرون على النظام العام يتم استعمال الغاز المسيل للدموع، ثم خراطيم المياه، ثم اطلاق الرصاص المطاطي، يصاحبه الرصاص الحيّ... إذا لجأ المتظاهرون إلى حرق الأملاك العامة والخاصة.. وهذا ما كان يحدث في كل تظاهرة اخوانية..
واضح أن الأمن عندنا كان ناعماً فاستجاب له المتظاهرون، وواضح أن الأحزاب كانت وراء نشاط الاحتجاج في الشارع كانت ملتزمة - أحياناً - فجعلت الأمن ناعماً.. لكننا نعود ونقول: الحزم لا يعني القوة العادية، واستيعاب المحتج خير له وللبلد من قمعه، ووضع الخارج على اللياقة الوطنية أمام المحاكم أشرف له ألف مرّة من إعلانه «شهيداً»، ودفنه، وتغييبه عن أهله وعائلته.. والله يرحمه!!.
الدولة التي تربي المواطن على الخلق والعقل لا تحتاج إلى الكثير من القوانين والأنظمة والسجون!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة