الأحد 2024-12-15 06:06 م
 

تدهور حاد لليرة السورية مع اقتراب المعارك من دمشق

07:41 م

الوكيل- تتسارع وتيرة التدهور الاقتصادي في سوريا مع اتساع رقعة المعارك واقترابها من العاصمة دمشق، ومع تصاعد وتيرة التوقعات بقرب انهيار النظام أو لجوئه الى استخدام الأسلحة الكيماوية في حالة اليأس، أو في لحظات ما قبل الانهيار.اضافة اعلان


وتسجل العملة المحلية السورية هبوطاً متسارعاً منذ تصاعدت وتيرة المعارك العسكرية حول دمشق، حيث هبط سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأخرى في السوق السوداء بأكثر من 15% وذلك منذ بداية شهر نوفمبر الماضي وحتى الان، أي خلال أقل من خمسة أسابيع فقط، فضلاً عن الانخفاضات السابقة التي سجلتها.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية ان المشاكل العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي يعاني منها النظام السوري تهدد بانهيار كامل للعملة المحلية.

وأشارت الصحيفة البريطانية الى أن الانخفاضات المتتالية في سعر صرف الليرة السورية، اضافة الى العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري دفع أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية في البلاد الى تسجيل أعلى مستوياتها على الاطلاق.

ونقلت 'فايننشال تايمز' عن سيدة تسكن في دمشق قولها ان دجاجة مطبوخة واحدة كلفتها 650 ليرة (9 دولارات)، بينما كانت تكلفتها قبل شهور قليلة فقط لا تتجاوز 350 ليرة فقط، أي أن ثمنها تضاعف بشكل كامل تقريباً.

وأضافت السيدة: 'الحياة في سوريا الان غالية جداً جداً.. وسعر الدولار الأمريكي يرتفع بسرعة كبيرة جداً'.

الى ذلك، قالت مصادر اعلامية في سوريا ان المصرف التجاري السوري توقف عن بيع الدولار الأمريكي في الوقت الراهن، مشيرة الى أن ادارة المصرف بانتظار قرار باستئناف البيع في وقت لاحق، لكن ليس معروفاً متى يمكن أن يصدر مثل هذا القرار.

وتشير هذه المعلومات الى وجود أزمة في توفر العملة الصعبة لدى الحكومة السورية، في الوقت الذي قفز فيه سعر صرف الدولار يوم الاربعاء الى 87 ليرة سورية في المصرف التجاري السوري، ارتفاعاً من 83 ليرة يوم الثلاثاء، بينما ارتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء يوم الاربعاء الى 92 ليرة.

وبالمقارنة مع الايام الأولى للثورة السورية في ماري/آذار2011 فقد كان سعر صرف الدولار الامريكي 47 ليرة سورية فقط، وكان السعر متساوياً في السوق الرسمي والسوق السوداء، ما يعني ان العملة السورية هبطت قيمتها الى النصف خلال 21 شهراً من عمر الثورة السورية.

وتمكنت السلطات النقدية السورية من الحفاظ على سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي، عند مستويات تقل عن 75 ليرة للدولار الواحد حتى بداية شهر نوفمبر الماضي الذي بدأت فيه العملة السورية رحلة جديدة من الهبوط الحاد بالتزامن مع اقتراب المعارك الضارية من العاصمة دمشق.

وقال اقتصادي يقيم في دمشق لجريدة 'فايننشال تايمز' ان 'الوضع الاقتصادي في سوريا كارثي'، مضيفاً: 'انهم يضخون الأموال لكن سرعان ما يمتصها السوق، ومن ثم نعود الى الوضع ذاته'.

وتدهورت الأوضاع المعيشية لكثير من السوريين نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة، والارتفاع الكبير في أسعار السلع والمواد الغذائية والتي نتجت عن النسبة القياسية في التضخم بالبلاد، حيث في شهر أغسطس/آب الماضي سجل التضخم في سوريا نسبة قياسية عند 40%، لكن هذه النسبة يتوقع أن تكون ارتفعت حالياً الى 50%، وهي نسبة بالغة الارتفاع.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة