الأحد 2024-12-15 07:55 م
 

تشيلي والأرجنتين .. النهائي الواقعي يفرض نفسه

11:44 ص

الوكيل - ستكون الأرجنتين أمام فرصة ثانية في أقل من عام من أجل التربع على منصة التتويج للمرة الأولى منذ 1993، وذلك عندما تتواجه مع تشيلي المضيفة اليوم السبت الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت الأردن على 'ستاديو ناسيونال' في سانتياغو في المباراة النهائية للنسخة الرابعة والأربعين من بطولة كوبا أميركا لمنتخبات أميركا الجنوبية.اضافة اعلان

وكانت الأرجنتين الصيف الماضي أمام فرصة ذهبية لفك صيامها عن الألقاب منذ 1993، أي منذ إحرازها لقبها الرابع عشر الأخير في كوبا أميركا بفوزها في النهائي على المكسيك (2-1)، وذلك بوصولها إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ 1990 لكنها سقطت أمام ألمانيا مجددا بالخسارة أمامها 0-1 بعد التمديد في إعادة لنهائي مونديال إيطاليا الذي خسرته حينها أمام 'ناسيونال مانشافت' بالنتيجة ذاتها.
وبعد ثلاثة أسابيع على انطلاق النسخة الرابعة والأربعين من البطولة القارية، دقت ساعة الحقيقة بالنسبة لليونيل ميسي ورفاقه في 'لا البيسيليستي' الذين استحقوا قيادة بلادهم إلى النهائي السابع والعشرين بعد أن كشروا عن أنيابهم في الدور نصف النهائي باكتساحهم باراغواي وصيفة بطلة النسخة الماضية 6-1.
'نحن سعداء لأن هؤلاء الشبان سيتواجدون في نهائي آخر لبطولة مهمة في أقل من عام. إنها ليست كأس العالم لكنها مهمة جدا. يجب علينا أن نعمل بجهد كبير للفوز بمباراتنا ضد تشيلي في النهائي'، هذا ما قاله مدرب الأرجنتيني جيراردو مارتينو بعد الفوز الكاسح في دور الأربعة.
ومن المؤكد ان مهمة رجال مارتينو لن تكون سهلة على الإطلاق بمواجهة منتخب مضيف يسعى إلى تدوين اسمه في سجل الأبطال بعد أن كان قريبا من ذلك في أربع مناسبات سابقة (1955 و1956 و1979 و1987) دون أن يصيب النجاح.
وتحدث مارتينو عن الموقعة المرتقبة في سانتياغو قائلا: 'نحن سنواجه فريق تشيلي الذي يلعب بطريقة جيدة جدا. يملكون لاعبين جيدين وهم يمرون في مرحلة تصاعدية منذ ثلاثة أعوام. بعض الأفكار لا تتغير وتشيلي لن تتغير ضدنا. سيضغطون علينا عندما يتمكنون من مهاجمتنا وسيقومون بعملهم كأنهم يواجهون أي فريق آخر'.
ويمكن القول أنها من المرات النادرة التي يصل فيها إلى نهائي إحدى البطولات الكبرى أفضل منتخبين، وذلك لأن تشيلي بقيادة مدربها الأرجنتيني خورخي سامباولي تستحق أيضا التواجد في مباراة اليوم إذ كانت المنتخب الأكثر ثباتا والأفضل أداء وكانت الوحيدة التي تفوز بفارق أكثر من هدف خلال الدور الأول (2-0 على الإكوادور و5-0 على بوليفيا) قبل ان تجرد أوروغواي من اللقب بالفوز عليها 1-0 في الدور ربع النهائي ثم على البيرو 2-1 في دور الأربعة.
أما بالنسبة للأرجنتين، ورغم وجود الترسانة الهجومية مع ميسي وسيرخيو أغويرو وكارلوس تيفيز وغونزالو هيغواين وانخل دي ماريا، ففازت على أوروغواي وجامايكا 1-0 في الدور الأول وتعادلت مع باراغواي 2-2 ثم احتاجت إلى ركلات الترجيح لتخطي كولومبيا في دور الأربعة بعد تعادلهما 0-0، قبل أن تعلن أخيرا عن نفسها أمام باراغواي بسداسية لم يكن لميسي أي حصة فيها لكنه كان طرفا في خمسة منها.
ورأى مارتينو بأن نجم 'لا البيسيليستي' وقائده ميسي ليس بحاجة للتسجيل من أجل أن يكون سعيدا، قائلا: 'إذا مرر ميسي الكرات التي تنتهي في الشباك فليس هناك أي مشكلة. ما يهم هو انه استجاب إلى ما تتطلبه المباراة. لا يبدو قلقا بالنسبة لي، إنه سعيد وليس هناك أي مشاكل. لا يحتاج أن يكون هداف الفريق ليشعر بالسعادة'.
ومن المؤكد أن ميسي الذي توج مع الأرجنتين بلقب كأس العالم لدون 20 عاما في 2005 وبذهبية أولمبياد بكين في 2008، سيسعى جاهدا لكي يخرج هذه المرة منتصرا مع منتخب الكبار بعد سلسلة
طويلة من الخيبات.
وفي حال تمكن من الفوز بلقبه الأول مع منتخب الكبار، فسينهي ميسي موسمه الرائع بأفضل طريقة بعد أن قاد فريقه برشلونة الاسباني إلى إحراز ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا، ما سيجعله مرشحا فوق العادة ودون أي منافسة حقيقية للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الخامسة في مسيرته الأسطورية.
'هذا جيل متعطش للفوز بلقب مع المنتخب الوطني'، هذا ما قاله ميسي عشية انطلاق البطولة القارية، مضيفا 'كفريق، نحن نستحق الفوز بشيء وتتويجنا (في كوبا أميركا) سيعني الكثير بعد أن كنا قريبين جدا (من اللقب) في كأس العالم العام الماضي'.
أما أغويرو الذي توج مع بلاده بلقب كأس العالم لدون 20 عاما في 2007، فيرى بأن الخسارة ليست خيارا، مضيفا 'إذا لم يفز هذا الجيل من اللاعبين بشيء فسنندم على ذلك كثيرا ولما تبقى من حياتنا'.
وستكون المواجهة بين الأرجنتين وتشيلي الأولى بينهما في البطولة القارية منذ الدور الأول لنسخة 1997 حين فازت الأولى 2-0، فيما تعود آخر أهم مباراة بينهما على صعيد البطولة إلى العام 1991 عندما تأهلا معا إلى الدور النهائي (دور المجموعات حينها) وتوجت الأرجنتين باللقب بعد أن تصدرت أمام البرازيل، فيما حلت تشيلي التي خسرت مباراتها مع منافستها المقبلة 0-2، في المركز الثالث أمام كولومبيا.
وستكون الأرجنتين متواجدة على منصة التتويج بغض النظر عن هوية المنتخب الذي سيتوج باللقب بوجود سامباولي على رأس الإدارة الفنية للمنتخب التشيلي.
وتواجد أربعة مدربين أرجنتينيين في الدور نصف النهائي من النسخة الرابعة والأربعين، وتمكن سامباولي من التفوق على مواطنه ريكاردو غاريكا والمنتخب البيروفي (2-1)، ومارتينو على رامون دياز الذي يشرف على باراغواي.
والحضور التدريبي الأرجنتيني كان لافتا في تشيلي 2015 بوجود ستة مدربين من أصل 12، ما أنتج في نهاية المطاف عن تواجد أربعة منهم في المربع الذهبي.
وستكون المباراة النهائية بين مدربين يعتمدان أسلوبا مشابها وهو الأسلوب الهجومي المثير المتأثر بمدرسة مارسيلو بييلسا.
ومن المؤكد أن سامباولي الذي استلم مهامه مع المنتخب التشيلي في كانون الأول (ديسمبر) 2012، يخوض أهم اختبار له كونه يتواجد على رأس الإدارة الفنية للمنتخب المضيف الذي يحلم برفع الكأس الغالية للمرة الأولى في تاريخه.
ورغم الضغط الذي يعيشه، تمكن سامباولي من كسب مودة الجمهور من خلال قيادة 'لا روخا' إلى الفوز بأربع من مبارياته الخمس حتى الآن وإلى تسجيل 13 هدفا.
'إنها (تشيلي) ماكينة هجومية. إنها تهاجم وتهاجم وتهاجم'، هذا ما قاله بإعجاب مارتينو عن أسلوب اللعب الذي يطبقه مواطنه سامباولي مع البلد المضيف.
ومن البديهي أن يعرب مارتينو عن إعجابه بسامباولي فهما من المدرسة ذاتها، من مدرسة بييلسا الذي كان يعير اهتمامه للعرض أكثر من النتيجة.
وكما الحال بالنسبة لبييلسا، فسامباولي ومارتينو من مدينة روزاريو حيث الأغلبية العظمى من متابعي كرة القدم تشجع نيولز اولد بويز، الفريق الذي دافع عن ألوانه 'ال لوكو' بييلسا ثم خاض أولى تجاربه التدريبية التي قادته إلى إحراز لقب الدوري المحلي مرتين عامي 1991 و1992.
وبوجود النجمين الكبيرين ميسي ودي ماريا المولودين في روزاريو أيضا، يملك مارتينو كل ما يحتاجه من اجل الفوز باللقب الذي أفلت من معلمه بييلسا مرتين مع الأزرق والأبيض العام 1999 (خرج من ربع النهائي) و2004 (حل وصيفا).
وستكون المواجهة مميزة أيضا على صعيد اللاعبين إذ يتواجه ميسي وخافيير ماسكيرانو مع زميلهما الحالي في برشلونة الاسباني الحارس كلاوديو برافو والسابق أليكسيس سانشيز الذي يدافع حاليا عن ألوان أرسنال الانجليزي، كما سيسعى نجم تشيلي ارتورو فيدال إلى الثأر من ميسي وماسكيرانو اللذين قادا فريقهما إلى الفوز على يوفنتوس الإيطالي (3-1) في نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم المنصرم.
كما سيتواجه مهاجم تشيلي إدواردو فارغاس، بطل لقاء نصف النهائي ضد البيرو ومتصدر ترتيب الهدافين، مع زميله في نابولي الإيطالي غونزالو هيغواين.
'هذه المجموعة من اللاعبين تطورت كثيرا، انه الوقت المناسب من أجل الفوز بشيء ما'، هذا كان رأي فيدال الذي قدم ورفاقه أداء مميزا في مونديال البرازيل الصيف الماضي وتسببوا بتنازل اسبانيا عن لقبها والخروج من الدور الأول قبل تخذلهم ركلات 'الحظ' الترجيحية أمام البرازيل المضيفة في ربع النهائي.
ورأى نجم يوفنتوس عشية انطلاق البطولة: 'هناك ضغط (على فريقه كونه البلد المضيف) لكننا هادئون جدا ومتلهفون لكي نظهر بأننا فريق قوي'.
وبالفعل لقد أظهر فيدال ورفاقه في 'لا روخا' إنهم فريق قوي ويحسب له ألف حساب بعد بلوغهم دور الأربعة للمرة الأولى منذ 1999 حين انتهى مشوار بلادهم بركلات الترجيح أمام أوروغواي، ثم النهائي للمرة الأولى منذ 1987 حين سقطت أمام أوروغواي بالذات 0-1. -(أ ف ب)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة